جريدة النهار المصرية

أفريقيات

الصومال تبدأ انتخابات النواب التي تأخرت طويلاً

رشا رمزي -

بدأت الصومال يوم الاثنين في انتخاب نواب لمجلس النواب في البرلمان، وهي المرحلة التالية في عملية مضطربة تأخرت طويلا لحسم انتخابات رئاسية، مما أسفر في بعض الأحيان عن نشوب أعمال عنف.
تم انتخاب أول نائبين لمجلس النواب القادم المكون من 275 عضوا في البرلمان الوطني في حفل تصويت في العاصمة مقديشو تحت إجراءات أمنية مشددة.
وقال رئيس الوزراء محمد حسين روبل في بيان مقتضب بعد ذلك "يسعدني أننا بدأنا اليوم رسميا انتخاب مجلس النواب الصومالي".
كان نائب رئيس الوزراء مهدي محمد جوليد أول من تم انتخابه لمجلس النواب، المعروف باسم مجلس الشعب. كما انتخب 101 مندوبًا يمثلون ولاية أرض الصومال الانفصالية بيهي إيمان إيجي، الذي احتفظ بمقعده. وأعلن النتائج خضر حرير حسين رئيس فريق تنفيذ الانتخابات في أرض الصومال.
الجدير بالذكر أن أخر انتخابات رئاسية في الصومال عقد منذ خمسون عاما بالتمام والكمال قبل استيلاء سياد بري على الحكم عام1969، ثم نشبت بعدها الحرب الآهلية التي أدت إلى فراغ السلطة ما عرف بفشل الدولة وظهور الحركات الاسلامية المسلحة.
ونظرا لتعقد التركيبة السياسية/اجتماعية في الصومال؛ تجرى الاتخاباتبالاختيار ما بين مندوبي العشائر. حيث تم تحديد ما يقرب من 30 ألف مندوب عشائري يختار 275 نائبًا من بينهم لمجلس النواب، بينما تنتخب المجالس التشريعية الخمس في الصومال أعضاء مجلس الشيوخ المكون من 54 عضوًا. وبمجرد انتخاب مجلسي البرلمان وأداء القسم، سيصوتون بعد ذلك لانتخاب الرئيس المقبل.
وبسبب الخلافات السياسية تأجلت الانتخابات متعددة المراحل لأكثر من عام مما أسفر عن عدم استقرار سياسي وأمني في آن. ففي أبريل، أطلق مقاتلون موالون للحكومة والمعارضة النار في شوارع مقديشو بعد أن مدد الرئيس محمد عبد الله محمد فترة ولايته دون إجراء انتخابات جديدة.
وتم نزع فتيل الأزمة الدستورية فقط عندما قام الرئيس محمد المعروف بلقبه فارماجو، بإلغاء تمديد الولاية وتوسط رئيس وزرائه، روبل في جدول زمني للتصويت. لكن في الأشهر التي أعقبت التنافس المرير بين الرجلين خرجت الانتخابات عن مسارها مرة أخرى، مما أدى إلى توتر العلاقات مع الحلفاء الغربيين لفترة طويلة حتى تنتهي العملية سلميا.
أما عن أرض الصومال فقد أعلنت استقلالها عن الصومال عام 1991، وبينما تدير شؤنها كدولة، لا تزال الصومال تعتبرها أرضًا تحت السيادة الصومالية وتخصص لها مقاعد في البرلمان الوطني. وسيتم التصويت على باقي نواب أرض الصومال المتبقين خلال الأيام المقبلة في مقديشو.
وقال مسؤولو الانتخابات الشهر الماضي إنهم يتوقعون أن تنتهي انتخابات مجلس النواب في أوائل ديسمبر، مع تصويت رئاسي بحلول نهاية العام.