جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: حوار مع «الرئيس»

أسامة شرشر
-
كان اللقاء بين الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، ورؤساء تحرير الصحف المصرية، في القصر الرئاسي، الذي كان حكراً علي بعض الصحفيين سابقاً، وكانت أغلب الكفاءات الصحفية الحقيقية مستبعدة لعدم تقديم قرابين الولاء والطاعة وتنفيذ التوجهات الإعلامية والصحفية و كان بعض رؤساء التحرير يقولون علنا إنهم يعملون لحساب ومصلحة مؤسسة الرئاسة ويقدمون لهم ما يطلب ومالا يطلب وأصبحوا في غفلة من الزمان رؤساء تحرير، مفاجئين للوسط المهني قبل الرأي العام المصري، الذي أعلن في ميادين التحرير في محافظات مصر بضرورة محاكمتهم لأنهم كانوا يمثلون أداة التغييب، وإخفاء الحقائق علي الشعب، فالآلة الاعلامية، أكثر تهديداً من الآلة العسكرية، وللأسف الشديد مازال بعض رؤساء التحرير الذين ينتمون للنظام السابق يجثمون علي صدر مؤسساتهم وأصبحوا مناضلين جدد لمحاولة القفز علي الحقيقة، ولكن الرأي العام قبل صحفيي صاحبة الجلالة يعرفونهم ويعرفون أنهم من عبدة المخابر وحاشية كل نظام وأبواق كل عصر ويأكلون علي كل الموائد الاعلامية ورجال كل رئيس وعصر وعهد، كانت هذه مقدمة وقراءة للمشهد الصحفي المصري، الذي يشهد في كواليسه ونظامه وتكوينه بعض العشوائيات المهنية والشوائب الاخلاقية، والابتعاد عن قواعد وأخلاقيات صاحبة الجلالة.ونعود إلي الحوار الصريح والصادق مع رأس الدولة الدكتور محمد مرسي، الذي تستشعر في قراءة أولية، إن هذا الرجل صادق وصريح، ويستمع باهتمام للرأي الآخر وفي لحظة تشعر أن رئيس الدولة يفكر في أمرين الأول: حبه وعشقه للوطن كمواطن مصري من ريف مصر مازالت بصمات الفأس علي يديه، والثاني: انتماؤه لتنظيم الإخوان المسلمين، وبين هذا وذاك يعيش رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي أصعب لحظات الاختيار في تاريخ مصر.والتساؤل: من الذي ينتصر في ضمير وعقل ووجدان الدكتور محمد مرسي؟ انتماؤه للوطن الكبير ومصر المحروسة أم عودة للحنين والوفاء بالالتزام لفصيل أو جماعة كانت هي الداعمة له ليصبح أول رئيس اسلامي بالانتخاب في تاريخ مصر وعالمها العربي، ومن هنا كان سؤالي للدكتور محمد مرسي أثناء لقائه برؤساء التحرير: هل سيعتمد محمد مرسي في الجمهورية الجديدة رغم تكوينه العقائدي بمكتب الارشاد للإخوان المسلمين علي أهل الرأي أم علي أهل الهوي؟ فقال الدكتور مرسي مازحاً إنني أنتمي لجماعة الإخوان عاطفيا وليس عقائديا.وسأعتمد علي أهل الرأي والكفاءة والتخصص بعيداً عن أهل الهوي والثقة وهذا خيارنا ولا رجعة فيه، وقال الدكتور مرسي ضاحكا أهل الهوي بالياء أم الهمزة، فأجبته بالياء.وكان سؤالي الثاني لرئيس الجمهورية، أن زيارة هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية القادمة، هل لترتيب لقاء مع النتن ياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كما سربته بعض الوكالات الاعلامية، فأجاب الدكتور محمد مرسي هذا الخبر غير صادق وغير حقيقي كما أن وزيرة الخارجية الأمريكية أجلت لقاءها وهي قادمة للتهنئة فقط ولا يوجد موعد محدد مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني ولكن والكلام لرئيس الجمهورية، يوجد بيننا وبين إسرائيل اتفاقيات ومعاهدات سلام ونحن نحترم اتفاقيتنا مع الآخرين ولا نخضع لتأثير أحد من الخارج، فأجبته أنا شخصياً خايف علي مصر، وكما يقال يا مصر أنت الحقيقة وأنت اغترابي وشقائي علمني حبك عبارة سهلة وبسيطة وعفية شرط المحبة الجسارة شرع القلوب الوفية.هذه وقائع أول لقاء وحوار مع رئيس كل المصريين الدكتور محمد مرسي وأشهد ان الرجل كان في منتهي السعادة بلقائه بالصحفيين وبعد التقاط الصور التذكارية معه دار حوار جانبي بيني وبينه بحضور مستشاره الاعلامي الدكتور ياسر علي والزميل صلاح عبد المقصود حول الشركة المصرية الكويتية وأرض العياط وكذلك جمعية أحمد عرابي، الذي كان لـالنهار السبق والانفراد في نشر الحقائق بالمستندات عنهما ابتغاء لمصلحة الوطن رغم التهديدات والاغراءات في الوقت الذي كان فيه البعض يزايد ويتمني أن يكون حليفاً للشياطين