النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

دبلوماسي روسي يدعو أوروبا لإصلاح العلاقات مع بلاده لتجنب نقص الغاز

-

دعا سفير الكرملين لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، الدول الأوروبية إلى إصلاح العلاقات مع موسكو من أجل تجنب نقص الغاز في المستقبل، نافياً أي علاقة لروسيا في الارتفاعات الأخيرة في أسعار الغاز بأوروبا.

وقال تشيزوف، في لقاء خاص أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر بتاريخ اليوم الإثنين، إنه يتوقع أن تستجيب شركة جازبروم، التابعة للدولة الروسية والتي توفر 35% من احتياجات الغاز الأوروبية، بسرعة لتعليمات الرئيس فلاديمير بوتين لضبط خطوط الإنتاج.

وأضاف أن هناك تعليمات من شأنها أن تساعد في كبح جماح الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز قد تأتي "عاجلاً وليس آجلاً"؛ حيث أن الرئيس بوتين "أعطى بعض النصائح لجازبروم تدفعها لأن تكون أكثر مرونة، وأنا اعتقد بأن شركة جازبروم ستستمع لنصائح الرئيس ، على حد قوله.

وبينما رفض تشيزوف مزاعم مشرعين أوروبيين بأن روسيا لعبت دورًا في أزمة الغاز في أوروبا، قال إن اختيار أوروبا معاملة موسكو على أنها "خصم" جيوسياسي لن يساعد في حل أي مشاكل عالقة.

وتابع:أن جوهر الأمر هو مجرد مسألة عبارات. حيث أن تغيير مصطلح الخصم إلى شريك يمكن أن يُساهم في حل الأمور بشكل أسهل. وعندما يجد الاتحاد الأوروبي الإرادة السياسية الكافية للقيام بذلك، سيعرفون وقتها أين يجدوننا .

ومن المعروف أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، مما أثار المخاوف من اندلاع أزمة وقود في موسم الشتاء القادم بما يعرض الانتعاش الاقتصادي في بلدان أوروبا للخطر. ففي الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الغاز في العديد من البلدان الأوروبية إلى ما يقرب من 10 أضعاف مستواها منذ بداية العام، قبل أن تنخفض فجأة بعد أن لمح بوتين إلى أن جازبروم قد تزيد الإمدادات.

وفي هذا الشأن، أصر تشيزوف على أن موسكو ليست لديها مصلحة في ارتفاع أسعار الغاز. وقال "هذا لا يعزز الاستقرار. حيث سيبدأ الناس في النظر حولهم لإيجاد البدائل، والعودة من الغاز إلى الفحم، وهو ما يفعله البعض بالفعل الآن".

وأثارت الأسعار المرتفعة القياسية للغاز والاحتياطيات المنخفضة بالفعل لدى دول القارة العجوز مخاوف حكومات الاتحاد الأوروبي التي تخشى حدوث نقص في الشتاء، وأدت إلى مطالبة بعض الدول الأعضاء لبروكسل بالنظر في علاجات طارئة أو إصلاحات جديدة. غير أن مفوض شئون الطاقة قدري سيمسون أخبر "فاينانشيال تايمز" الأسبوع الماضي أن جذور الأزمة "لم تنشأ هنا في أوروبا"!.

من جانب أخر ، قال مسئولون الروس إن الموافقة التنظيمية على السماح بتدفق الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل إلى ألمانيا سيساعد في حل الأزمة. وأشار بعض المحللين إلى أن موسكو تسعى لتفاقم ضغوط الأسعار لفرض سياسة الأمر الواقع واجبار الغرب على قبول نورد ستريم 2، لاسيما بعد استمرار الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا الشرقية في معارضتهم لتدشين خط الأنابيب بزعم أنه مُصمم للتحايل على نقل الغاز عبر أوكرانيا .