جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: رسالة.. إلى الرئيس

أسامة شرشر
-
أصبح الدكتور محمد مرسي، الرئيس الخامس لمصر، وقبل أن أكتب مبروك لـمرسي الرئيس، لأنني لم أنتخبه وقاطعت الانتخابات، لإيماني أن صندوق الانتخابات لايفرومن حق الديمقراطية علينا جميعا، احترام قواعد اللعبة الانتخابية وإرادة الجماهير، لكن بعد أن أصبح محمد مرسي رئيسا لكل المصريين وأول رئيس مدني ومن جماعة الإخوان المسلمين يحكم مصر، دعونا نوجه إليه بعض رسائل وهو في بداية الطريق إلي قصر الرئاسة، قبل أداء اليمين أمام الشعب إياك وبطانة السوء وحملة المباخر والمنافقين والحاشية، التي تمهد وتعبد الأمور لتصل بك إلي طريق مسدود تحولك من خادم أو أجير للشعب كما أعلنت مرارا وتكرارا إلي حاكم لايري ولايسمع إلا نفسه أو حاشيته أو جماعته التي ينتمي إليها فهذه بداية النهاية.وأتمني أن يكون النواب والمستشاريون وأعضاء الحكومة القادمين ليسوا من حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ولكن من تيارات وأحزاب وشخصيات مستقلة لاينفذوا فكر الرئيس لأنه رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية ولكنهم ينفذوا الأفكار والآراء التي تصب في صالح الوطن أولا ومصلحة الشعب أخيرا ولا تفرض عليهم مشاريع وسيناريوهات بعينها ويكونوا منفذين فقط وهذه هي الطامة الكبري.وأهمس في أذن مرسي إياك وأنت رأس الدولة المسئول أمام الله والشعب أن تكرر نفس المأساة السابقة للأنظمة المستبدة الراحلة، أن تعتمد علي أهل الثقة وتقصي أهل الخبرة والكفاءة حتي لو كانوا من خندق المعارضة وإلا أعدت انتاج سيناريوهات الحزب الأوحد والرجل الأوحد وأهل الثقة التابعين والموالين لكم علي حساب الجميع، متي ستعلن للرأي العام عن مصالحة وطنية حقيقية يكون فيها لغة التسامح هي السائدة ولغة الانتقام مستبعدة وكل أمام القانون سواء ولايتم إقصاء أحد بدون حكم قضائي نهائي وبات، لأن العزل الشعبي للفاسدين أكبر من العزل القانوني بلا دليل فالتسامح والترفع عن الصغائر هي لغة ومنهج الأقوياء حتي نبني مصر الجديدة حقا وفعلا .وأخيرا لقد لمسنا في خطابك الأول، بعد إعلان النتائج الانتخابية الصدق بمعني الكلمة وأنك تريد أن تضع يديك مع الجميع لإعادة الثقة المفقودة بين الجميع، ولكن أهم نقطة في نجاحك أنك قطعت الطريق أمام عودة رموز النظام السابق لأنهم ليسوا منا ولسنا منهم فلنصلي لله ليل نهار وتشكره لأنه لولا شباب ثورة 25 يناير ما جئت اليوم إلي الحكم، ولكن أخشي عليكم من أن يكون المهندس خيرت الشاطر هو الغائب الحاضر في مؤسسات الرئاسة وفي قراراتكم ورؤيتكم ويكون مشروع النهضة هو النكبة علي مصر والمصريين.لكن يجب توافق الجميع وأخشي أن يتم الاستبداد باسم الدستور والقانون لأن الشرعية للشعب لأن الدين لله، وأن الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر علي اختلاف ألوانهم.