شباب دمنهور أنقذوا أسرة من الموت حرقا: ”فيها حاجة حلوة”

"فيها حاجة حلوة.. إنهم شباب مصر"، هكذا يتحدث أهالى مدينة دمنهور بصفة خاصة، ومحافظة البحيرة بصفة عامة، عن شهامة ورجولة و"جدعنة" شباب دمنهور، الذين ضربوا أروع الأمثلة، فى التضحية والشهامة والرجولة، وإسراعهم بإنقاذ مصابى الحريق الذى شب اليوم الأحد، بإحدى العيادات الطبية فى دمنهور، الأمر الذى كان له بالغ الأثر فى عدم حدوث حالات وفاة جراء الحريق، وتوقف عدد المصابين عند 14 فقط، حالاتهم مستقرة، وإصاباتهم تراوحت بين الاختناق والجروح والكدمات، وفق ما أعلنته الصحة.
الرعب والذعر سيطرا فجأة على قاطني البرج السكنى المعروف بشارع عبدالسلام الشاذلي بجوار الكوبري العلوى بمدينة دمنهور، وامتد القلق إلى المواطنين والمارة بالشارع، بسبب اندلاع حريق بإحدى العيادات الطبية بالبرج، وارتفاع ألسنة اللهب، ما أشعل حالة من الخوف الشديد بين المرضى المترددين على العيادة، بسبب الحريق الذى بدأ فى الانتشار والامتداد إلى عيادة أخرى وشقة سكنية.
المشهد يزداد قلقا ورعبا وذعرا، جراء النيران المشتعلة، عيون المرضى والسكان داخل العيادتين والشقة، باتت حائرة تسكنها مشاعر الحيرة وفقدان القدرة على الهرب من النيران، والجميع بات ينتظر مصيره المحتوم بالموت حرقا، المواطنون فى الشارع يراقبون بحسرة وألم وقلق وخوف، من تحاصرهم النيران فى العيادتين والشقة السكنية، وها هى "أم" فضلت أن تضحى بنفسها، كعادة الأم، فى سبيل أن تنقذ ابنتها من الموت حرقا، فتلقى بها من "البلكونة".
مشهد الأم وهى تلقى بابنتها هربا من النيران، دفع شباب دمنهور، للتحرك والتدخل لإنقاذ الأم وساكنى الشقة والمرضى بالعيادتين، وصعد مجموعة من الشباب، إلى العقار المجاور للبرج محل الحريق، ومعهم "سلم"، ووضعوه بين بلكونتين فى البرجين، ليصلوا إلى الشقة السكنية التى طالتها النيران، ويتمكنوا من إنقاذ الأم وباقى السكان، كما تمكنوا من إنقاذ المرضى فى العيادتين، فى مشهد عظيم ورائع كان أبطاله شباب مصر، الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل إنقاذ لأبرياء.
سمير محمود، أحد المتابعين، حيا شباب دمنهور على ما فعلوه فى التعامل الإنسانى مع حريق البرج قائلا: "هؤلاء الشباب جزاهم الله خيرا، أنقذوا أسرة كاملة من حريق داخل شقتهم فى دمنهور، خاطروا بحياتهم على سلم بين البرجين، ودخلوا وسط النيران وتعرض اثنان منهم لحروق، ربنا يجازيهم خير على موقفهم الرائع".
كان حريق شب داخل عيادة أحد الأطباء بشارع عبد السلام الشاذلى، بجوار الكوبرى العلوى بمدينة دمنهور، إثر انفجار أسطوانة أكسجين، ما أدى الى إصابة 14 شخصا جرى نقلهم إلى المستشفى التعليمى، لإسعافهم وتقديم الرعاية الطبية لهم.
وتلقى اللواء أحمد عرفات، مدير أمن البحيرة، إخطارا بالحريق من شرطة النجدة، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية، بقيادة العميد محمد بلبع، إلى مكان الحريق للسيطرة عليه ومنع امتداده إلى الأماكن المجاورة.
وتبين اندلاع حريق داخل عيادة أحد الأطباء بشارع عبد السلام الشاذلى، بجوار الكوبرى العلوى بمدينة دمنهور، إثر انفجار أنبوبة أكسجين، وجرى فرض كردون أمنى بالقرب من واقعة الحريق، لمنع اقتراب المواطنين، وتم فصل كافة المرافق عن العقار المحترق.
أسفر الحريق عن إصابة 14 شخصا جرى نقلهم إلى المستشفى التعليمى لإسعافهم وتقديم الرعاية الطبية لهم، وحرر المحضر اللازم تمهيدا لإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وانتقل الدكتور محمود طلحة، وكيل وزارة الصحة، والدكتور حمودة الجزار، وكيل مديرية الصحة، والدكتور سعيد عوض، مدير إدارة الطوارىء، إلى مستشفى دمنهور التعليمى، للاطمئنان على المصابين بقسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى.
وقال وكيل الصحة، إن حالات المصابين مستقرة، وإصاباتهم بين الاختناق والجروح والكدمات، وجرى تحويل ثلاثة منهم إلى مستشفى حوش عيسى، واثنين إلى مستشفى رشيد، بعد الاطمئنان على حالتهم، وباقي الحالات مستقرة، وتم عمل الإسعافات الأولية لها، وخرجت من مستشفى دمنهور التعليمي، بعد تحسنها.