هدوء حذر جنوبي لبنان بعد توقف التصعيد المتبادل مع الاحتلال الإسرائيلي واحتواء التوتر الداخلي

ساد هدوء حذر في الجنوب اللبناني بعد 3 أيام من التصعيد المتبادل بين الأطراف اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، بعد إطلاق صواريخ من مناطق جنوبي لبنان باتجاه دولة الاحتلال، التي بادلتها بإطلاق عشرات القذائف المدفعية والصواريخ على مناطق مفتوحة بعدد من القرى اللبنانية على مدار الأيام الثلاثة الماضية وسط دعوات أممية ودولية بضبط النفس بعدما وصل الأمر إلى درجة عالية من الخطورة.
وتزامن مع ذلك توتر مذهبي داخلي في عدد من مناطق الجنوب اللبناني بين أفراد من المحسوبين على الدروز والشيعة وسرعان ما تم احتواؤه.
وعلى صعيد التوتر الحدودي بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان، يبدو أن عدم وجود دوافع لدى الطرفين للتصعيد بالإضافة إلى الجهود الأممية والدولية ساهمت جميعها بشكل كبير في تهدئة التوتر بين الجانبين والذي كان قد بدأ الأربعاء الماضي بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية الأولى لانفجار ميناء بيروت البحري، حيث قامت أطراف مجهولة بإطلاق صواريخ باتجاه دولة الاحتلال، التي ردت بعشرات القذائف في اليوم ذاته، ثم واصلت بقصف جوي في الساعات الأولى من ليل الخميس، وهو ما دعا قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان إلى الدعوة إلى ضبط النفس.
وفي صباح أمس الأول الخميس، ترأس رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اجتماعاً ثلاثياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة بلبنان لبحث التوتر الأخير.
ودعا ديل كول جميع الأطراف إلى احترام دور اليونيفيل في الارتباط والتنسيق أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا في هذه الفترة التي تشهد تقلبات إقليمية - دون تسمية أحداث بعينها – داعيا الأطراف إلى العمل على وجه السرعة لتهدئة التوترات ومنع انتهاكات وقف الأعمال العدائية.
وعقب الاجتماع الثلاثي، صرحت القيادة العامة للجيش اللبناني أن ممثليه في اللقاء ناشدوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لممارسة أقصى الضغوط على الاحتلال من أجل منع ممارساته العدائية.
كما شجب الجانب اللبناني ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الرعاة اللبنانيين في الآونة الأخيرة، مستنكرا بشدة استخدام المجال الجوي اللبناني لقصف الأراضي السورية، ومدينا الانتهاكات المستمرة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجوا.
وغداة الاجتماع، قام حزب الله اللبناني أمس الجمعة بإطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل، معلنا مسئوليته عن عملية الإطلاق ردا على القصف الاسرائيلي لعدة مدن بالجنوب اللبناني في الساعات الأولى بعد منتصف ليل الخميس، لترد اسرائيل بقذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في بلدة السدانة وثلاثين قذيفة في بلدتي بسطرة وكفرشوبا ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق وفقا لبيان من الجيش اللبناني.
لم يسفر القصف المتبادل عن أي إصابات بشرية أو خسائر مادية بين الجانين لاستهدافه أراض مفتوحه، إلا أن التصعيد وخصوصا الكلامي بين الجانبين أدى إلى توتر شديد وصفته اليونيفيل بالخطير جدا، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، فيما توالت الدعوات الدولية إلى التهدئة وتجنب التصعيد.
وفي غضون ذلك، وجهت وزيرة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، برقية الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة للتقدم بشكوى ضد الكيان الإسرائيلي لإدانة القصف الذي تعرض له لبنان لما يشكّل من انتهاك صارخ لسيادته ولميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن.
وبالتزامن مع التصعيد العسكري بالجنوب، شهد عدد من بلدات الجنوب توترا أدى لمشاحنات طائفية في المنطقة، وذلك بعد قيام عدد من سكان بلدة شويا – ذات الأغلبية الدرزية – التابعة لمنطقة حاصبيا جنوبي لبنان باعتراض ومصادرة منصة الصواريخ التي استعملها حزب الله اللبناني، أمس في إطلاق قذائف على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحفظ على 4 أفراد أطلقوا الصواريخ في العملية التي تبناها حزب الله ردا على قصف جيش الاحتلال للأراضي اللبنانية.
وعلى الفور توجهت قوات الجيش اللبناني، إلى بلدة شويا وتسلمت قاذفة الصواريخ والأفراد الأربعة، مما أدى إلى شحن طائفي وصل لمناطق أخرى وأدى إلى مضايقات بين عدد من المنتمين للدروز وحزب الله والتي تم تصويرها عبر هواتف محمولة وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن سرعان ما هدأت الأمور اليوم وسط دعوات من مختلف الأطراف للتهدئة وعدم الدفع نحو التصعيد وخصوصا في الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي تشهدها البلاد حاليا.