جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

أبو الغيط :الليبيون وحدهم من يقودون العملية السياسية ولابد من اخراج القوات الأجنبية والمرتزقة بشكل عاجل

هالة شيحة -

شدد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ان الليبيين أنفسهم هم من يقودون العملية السياسية في بالادهم ويُحددون وِجهتها ويتحملون المسئولية عن مخرجاتها مؤكدا في الوقت ذاته انه لا يجب أن يكون في ليبيا سوى سلاح واحد هو سلاح الدولة الليبية ومؤسساتها، من جيش وشرطة.
ودعا أبو الغيط في كلمته امام مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا الى ضرورة البدء في عملية إخراج القوات الأجنبية وعناصر المرتزقة على نحو عاجل.
وقال انه قد تحقق الكثير خلال الشهور الماضية حيث صمتت البنادق.. وأُعطي الشعب الليبي فرصةً لالتقاط الأنفاس.. وأدرك الجميع أن الحرب والقتال ليسا قدراً محتوماً
ووجه أبو الغيط الشكر إلى الحكومة الألمانية على حرصها على استضافة النسخة الثانية من هذا المؤتمر المهم الذي أطلق قبل عام ونصف مساراً سياسياً لإخراج ليبيا من نفق مُظلم ظلت حبيسة بداخله لسنوات.. حتى كاد الليبيون يفقدون الأمل في إمكانية رؤية الضوء في آخر النفق.
واكد ابو الغيط على دعم الليبيين لاستعادة الاستقرار والوحدة المؤسسية الكاملة لهذا البلد مشددا على ملكية الليبيين لمسارهم السياسي ومخرجاته .
واضاف إن هذا المؤتمر يطرح مسألتين مترابطتين أشد الارتباط.. الأولى هي الالتزام بعقد الانتخابات البرلمانية في موعدها.. والثانية هي إخراج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، جنباً إلى جنب مع تفكيك وتسريح الميلشيات المسلحة.. تحقيقاً لمبدأ أساسي لا يترسخ الاستقرار في غيابه، وهو عدم منازعة السلطة المركزية احتكارها الشرعي للسلاح.
ولفت ابو الغيط الى أنه لا يجب أن يكون في ليبيا سوى سلاح واحد هو سلاح الدولة الليبية ومؤسساتها، من جيش وشرطة.. ولا يجب أن تكون هناك شرعية سوى تلك التي يمنحها الليبيون بإرادتهم الحرة في الانتخابات في ديسمبر القادم.. ولذلك فإن المسارين متلازمان ومتكاملان.. وينبغي أن يسيرا معاً.
ودعا ابو الغيط الى ضرورة البدء في عملية إخراج القوات الأجنبية وعناصر المرتزقة على نحو عاجل.. باعتبار ذلك ركيزةً أساسية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين أعضاء اللجنة العسكرية (5+5) في جنيف في نوفمبر من العام الماضي.
واضاف انه كان من المأمول أن تنتهي عملية انسحاب الوجود العسكري الأجنبي خلال ثلاثة أشهر.. ولكن ذلك لم يحدث، بل لم تبدأ هذه العملية إلى اليوم.. وهو ما يُمثل ثغرة واضحة في المسار الليبي... لابد من الانتباه إليها.. والعمل على تجاوزها.. خاصة وأن القرار الصادر في مارس الماضي عن مجلس الجامعة العربية، والمعبر عن الإرادة الجماعية للدول العربية، قد أشار بوضوح إلى إخراج القوات الأجنبية باعتباره السبيل إلى "تمكين السلطة التنفيذية الجديدة من إنجاز الاستحقاقات الدستورية المقررة في مواعيدها المتفق عليها".. وشدد هنا على أن الجامعة العربية تعتبر هذا الأمر ضرورة لإحلال سلامٍ مستدام وشامل في ليبيا.

ولفت الى ما تحقق خلال الشهور الماضية حيث صمت البنادق ما اعطى الشعب الليبي فرصةً لالتقاط الأنفاس.. وأدرك الجميع أن الحرب والقتال ليسا قدراً محتوماً.. وأن السلام والمصالحة قرارٌ وإرادة.. واليوم، ينتظر الشعب الليبي من ممثليه وقادته، وكذا من ممثلي المجتمع الدولي والمعبرين عن إرادته الجماعية ان يتحملوا المسئولية معه من أجل عبور الفترة الصعبة التي تفصلنا عن الانتخابات في ديسمبر القادم.
ونبه الى ان هناك مؤشراتٌ إيجابية تستحق الاحتفاء مثل فتح الطريق الساحلي قبل أيام بين الشرق والغرب.. وبعد إغلاق دام عامين معتبرا ان هذه إشارةٌ مهمة على عزم الليبيين على الحفاظ على بلد موحد ينعم بالتكامل الإقليمي والسيادة الكاملة على ترابه.
ودعا ابو الغيط الليبيين لمتابعة هذا النهج البنّاء خلال الفترة القادمة التي تحتاج إلى توافقات مهمة وضرورية.على رأسها التوافق على القاعدة الدستورية والقانونية التي ستجري الانتخابات في ديسمبر على أساسها، معربا عن امله في أن يصل القادة الليبيون إلى التوافق المطلوب في أقرب الآجال.
وشدد على أن المرحلة القادمة أصعب وأدق حيث يستكمل الليبيون بناء مؤسساتهم الوطنية الموحدة وفق شرعية دستورية تنبع من إرادتهم الحرة .