جريدة النهار المصرية

المحافظات

بالمستندات ”النهار” تكشف عن إصابات بالفطر الأسود بالشرقية.. ورئيس جامعة الزقازيق: 3 حالات مستقرة والمرض غير مقلق

حاتم عبد الرحيم -

في مفاجأة غير متوقعة حصلت "النهار" على مستندات تؤكد حدوث إصابات بالفطر الأسود بالشرقية، وأن البعض منها تم التعامل معه باستئصال الأجزاء المصابة وهناك حالات أخرى في انتظار الحصول على العلاج اللازم.

وقال رئيس جامعة الزقازيق د. عثمان شعلان: "أن الحالات المصابة مستقرة وأن المستشفى توفر كل سبل العلاج للمرضى".

وكشف رئيس الجامعة أن عدد الحالات المصابة 7 حالات من بينهم 3 لمصابين حالتهم مستقرة والحالات الأخرى أجريت لهم عمليات جراحية وأرجع سبب الإصابة إلى نقص المناعة لدى المصابين مشيرا إلى أن بعض المرضى غالبا ما تعاطوا أدوية مثل الكارتيزون وغيره من العلاجات التى تؤثر على المناعة.

وأوضح أن إصابات الفطر الأسود موجودة من قبل كورونا ولا علاقة لها بالفيروس وأضاف قائلا : " المستشفى كان تستقبل حالة أو اتنين في الشهر " لكن الأسابيع الماضية زادت بسبب نقص المناعة " وقال : إن إصابة بعض الحالات بالفطر الأسود لا يدعو للقلق نهائيا باعتبار أن المرض غير معد ونصح بضرورة العمل على زيادة المناعة والبعد عن الأدوية والمضادات التى تسبب نقص المناعة.

والفطر الأسود مرض عادى وغير معد و نادر الحدوث إلا أن الحديث عنه خلال الأيام الماضية خلق حالة من الذعر والقلق لدي البعض لاسيما بعد أن حصد أرواح مئات الآلاف في الهند للحد الذي اعتبرته السلطات في نيودلهي رسميا وباء يهدد حياة المرضى إضافة إلي تطورات المرض القاتلة حيث يتسبب في استئصال العين والأنف والفك ويؤثر علي درجة وعي المخ وبالتالي حركة الجسم وفي الأخير يموت المريض إذا لم يتلق العلاج المناسب.

"الفطر الأسود" حسب إحصاءات رسمية انتشر في الهند وتجاوز عدد الوفيات به 250 ألف مريض كما أن 60% من الهنود الذين أصيبوا بهذا الفطر تمت إزالة عيونهم أو إحداهما وبحسب تصريحات وزارة الصحة والسكان لم ترصد المستشفيات في مصر أي حالة حتى الآن لكن في المقابل رصدت "النهار" إصابة 7 مواطنين بهذا المرض في محافظة الشرقية منهم من تعرض لاستئصال العين ومنهم من تعرض لاستئصال الفك ومنهم من ينتظر نفس المصير القاسي بسبب عدم توفر العلاج.

سيدة محتجزة بالمستشفى
ووفقا للتقارير الطبية التى حصلت عليها "النهار"، وما أكده رئيس الجامعة الدكتور عثمان شعلان، ففي مستشفي الزقازيق الجامعي ترقد السيدة (م.ل) وعمرها 63 عامًا وقد احتجزتها المستشفي بسبب إصابتها بمرض الفطر الأسود .

السيدة(م.ل) والتي رفض أبناؤها ذكر اسمها علمت "النهار"، أنها فقدت أسنانها بسبب هذا المرض الذي تغلغل في الفك العلوي فتسبب في استئصاله حتى لا يتوغل في مناطق أخرى من جسدها.

وكانت السيدة قد بدأت الشعور بأعراض شبيهة لأعراض فيروس كورونا كصداع مزمن وآلام في المعدة وارتفاع في درجة الحرارة وتنقل بها الأبناء بين الأطباء والعيادات والمستشفيات بلا جدوى فالحالة ليست كورونا وفي ذات الوقت ليست مفهومة لدي من خضعت لتشخيصهم حتى التقطها استشاري أنف وأذن وحنجرة وتعرف عليها قائلًا: " الحاجة تعاني من الفطر الأسود وعليكم الذهاب لمستشفي به إمكانيات" ولأنها تقطن بمحافظة الشرقية توجه بها الأبناء إلي مستشفي الزقازيق الجامعي ليجري تشخيصها من قِبَل قسم الأنف والأذن والحنجرة بأنها "فطر أسود" وتؤكد التحاليل ذلك.

استئصال جزء من الفم

وفور دخول السيدة للمستشفي في 20 أبريل الماضي تبين للأطباء أنها بحاجة عاجلة لاستئصال أجزاء من الفم حيث توغل الفطر في الفك العلوي وسبب غرغرينا في المنطقة ومنذ ذلك الحين وهي تتناول العلاج اللازم لمحاربة هذا الفطر.

الكارثة لم تتوقف عند استئصال جزء من جسدك أو مواجهة مرض غريب ومجهول وقد تجاوزت الستين عامًا وإنما في عدم توفر العلاج الذي كلما تأخرت جرعاته كلما تسبب هذا الفطر في غرغرينا بمناطق مختلفة من الجسم تستوجب الاستئصال العاجل لهذه المنطقة حتى تستمر حياتك.

3 حالات فقدوا البصر

وقال أحد الأطباء المعالجين وقد رفض ذكر اسمه أن هناك 7 حالات محتجزين بالمستشفي بسبب إصابتهم بالفطر الأسود لافتًا إلى أن ثلاث حالات فقدوا بصرهم للأسف بسبب تطورات المرض حيث توغل الفطر في منطقة العين ما أجبر الأطباء علي تفريغ محتوي العين لتصبح كاملة دون نقصان أمام من يشاهدها لكن صاحبها في حقيقة الأمر فاقدًا للبصر ولا يرى إلا السواد.

وأوضح أن هناك حالة أخرى تسبب الفطر الأسود في استئصال أنفها لنفس السبب "توغل الفطر في منطقة الأنف ما استدعى استئصاله قبل أن ينتقل لمنطقة أخري بالجسم".

أما بقية الحالات فلم تتعرض لاستئصال إلى الآن لكنها للأسف تنتظر نفس المصير وربما مصيرًا أشد قسوة ما لم يتوفر لها العلاج فمن تطورات هذا الفطر أنه مع تأخر العلاج ينتشر في مناطق العين والفم والأنف والمخ.

علاج الفطر الأسود

وعلمت "النهار" أن علاج الفطر الأسود عبارة عن مضادات للفطريات منها "أمبولات" ذات أسعار في متناول الأيدي لكنها تتسبب في تدهور الكلى وأخرى أقل تأثيرًا علي الكلى لكنها مُكلفة ماديًا حيث يصل سعر الأمبول الواحد إلي 1800 جنيه وبحسب حديث "النهار"، مع أطباء متخصصين فإن حاجة المريض من هذه الأمبولات تصل إلي 5 أمبولات يوميًا لمدة 10 أيام وقد تزيد أي ما يقارب نحو 90 ألف جنيهًا.

والجزء الثاني من علاج الفطر الأسود عبارة عن أقراص وشراب بأسعار مرتفعة تفوق طاقة البسطاء من المرضي كما أنها للأسف وبحسب تأكيدات الأطباء لـ"النهار" غير متوفرة في مصر ليصبح علاج الفطر الأسود "مغلقا أو غير متاح" حتى إشعار آخر.

المواطنون السبع المصابون بالفطر الأسود في محافظة الشرقية أعمارهم فوق الأربعين عامًا ولعل ذلك هو الأقسى علي النفس إذ تضم هذه المرحلة العمرية آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا فهل باتوا في خطر بسبب الفطر الأسود ؟ وهل بات رحيلهم مُرتقبا بسبب عدم توفر علاجه ؟