جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

مواجهات في الضفة الغربية تفتح على الإسرائيليين جبهة ثالثة

-

وقعت الجمعة مواجهات عنيفة في الضفة الغربية المحتلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية استشهد فيها 7 فلسطينيين، في جبهة ثالثة بات يقاتل عليها الإسرائيليون، إلى جانب التصعيد الدامي المتواصل منذ 5 أيام مع قطاع غزة والمواجهات التي لم يسبق لها مثيل منذ سنوات في البلدات المختلطة العربية واليهودية.

وبدأت المواجهات في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة بتظاهرات غاضبة تضامنا مع الفلسطينيين في غزة والقدس الشرقية المحتلة التي انطلق منها التوتر قبل أسابيع، ثم تطورت إلى صدامات عنيفة مع جيش الاحتلال مما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 150 بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني.

في الوقت نفسه، تبقي إسرائيل الضغط على قطاع غزة، فتواصل قصفه بالطائرات والمدفعية، وتسببت الضربات الإسرائيلية منذ الاثنين باستشهاد أكثر من 122 شخصا، وبدمار كبير.

وأضاءت سماء غزة كرات كبيرة من اللهب البرتقالي ليلا. ودمّرت منازل عديدة، أو لحقت أضرار جسيمة بها في القطاع المكتظ بالسكان، وفقًا لمراسلي وكالة فرانس برس .

وشبّه الفتى محمد نجيب (16 عاما) من سكان حي الرمال في مدينة غزة، القصف بـ "فيلم رعب".

ويعتبر هذا القتال الأشد منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشار دباباته ومدرعاته على تخوم القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس الجمعة إن القوات البرية شاركت في الهجوم ضد الأنفاق في غزة من الأراضي الإسرائيلية.

جبهة الداخل

في الداخل الإسرائيلي، تواصل قوات الأمن محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين اليهود والعرب في البلدات المختلطة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن واشنطن "قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل"، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.

وتخلّلت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس، بإرسال "تعزيزات مكثّفة" من القوى الأمنية إلى تلك المدن.

وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه تم اعتقال أكثر من 750 من "مثيري الشغب" هذا الأسبوع بينهم أكثر من 100 الليلة الماضية، وتم تمديد اعتقال أكثر من 400 على ذمة التحقيق.

وأضاف أن الاعتقالات شملت يهودا إسرائيليين "كانوا يتجولون بحثا عن المشاكل" في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة "بالزجاجات الحارقة".

وقال نتانياهو الجمعة تعليقا على المواجهات في البلدات المختلطة، وفق بيان باللغة العربية، "قلت اليوم وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعما كاملا؛ من أجل استعادة القانون والنظام العام".

وأضاف انه تمّ منح هذه القوات "صلاحيات الطوارىء"، وبالتالي يمكنها "إشراك جنود جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي" في عملها.

واعتبر "كل هذه الإجراءات مهمة وشرعية وضرورية من أجل وقف العربدة داخل دولة إسرائيل"، داعيا "مجددا المواطنين الإسرائيليين إلى عدم تطبيق القانون بأنفسهم، ومن يفعل ذلك سيعاقب بشدة".

وقال "لا شيء يبرر قتل العرب من قِبل اليهود ولا شيء يبرر قتل اليهود من قِبل العرب".

مجلس الأمن الأحد

قالت الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيجتمع الأحد للبحث في التطورات في المنطقة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى "وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل".

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على "الضرورة الملحة لعودة السلام" في الشرق الأوسط، معربا عن "قلقه على السكان المدنيين في غزة".

وكان اتصل الخميس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

في عمان، تظاهر آلاف الأردنيين الجمعة في العاصمة وقرب الحدود مع إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس.

في لبنان، أصيب لبنانيان بنيران إسرائيلية إثر محاولة متظاهرين تجمعوا للتنديد بالتصعيد في قطاع غزة، اجتياز السياج الشائك الفاصل بين جنوب لبنان ومستوطنة المطلة الحدودية. ثم توفي أحدهم متأثرا بجروحه.

ورفع بعض المشاركين في التظاهرة العلم الفلسطيني.