جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: مصر «تحت الحصار»

أسامة شرشر
-
مصر تتمرد.. ترفض.. تلعن.. تبصق في وجه أراجوزات السياسة وحواة الألاعيب.. مصر لم تعد تتحدث عن أبنائها كالسابق، بل تصرخ في وجه من يدعون حبها وعشقها، البلد أصبحت الآن تحت الحصار، السلفيون قادمون.. يهددون بالفوضي والحرب والقيم واختراق القانون والقيم المجتمعية فمظاهرات لازم حازم أبوإسماعيل هي قفز علي الواقع والقانون وكل المواثيق الأخلاقية والإنسانية وكأن حازم أبو إسماعيل هو المنقذ لمصر والمهدي المنتظر .كنت أتوقع من الشيخ حازم أبوإسماعيل، وهو محام أن يستجب لصوت القانون والمنطق والعقل، ويتخذ ما يراه من إجراءات لو شعر بظلم في قضية جنسية والدته، رحمة الله عليها.والتساؤل الآن هو هل نحن في دولة يحكمها قانون أم جمهورية تحكمها فتاوي المشايخ.. هل نحن نحاصر المجلس العسكري أم نحاصر الشعب والبلد وميدان التحرير.. وما حكاية الإخوان المسلمين التي تفتحت شهوتهم بسرعة الصاروخ علي الاستيلاء علي البرلمان والحكومة ومقعد الرئاسة علي كبر أين شعاراتهم وتصريحاتهم؟يا قوم.. الحمل السياسي والاقتصادي ثقيل جدا ويجب توزيعه علي كل القوي السياسية، لقد جاءوا البرلمان بالإرادة الشعبية وبأصوات حقيقية بعيدا عن التزوير وهذا حقهم، لكن خانهم ذكاءهم السياسي بالصدام مع الجميع للوصول إلي السلطة وأخيرا يحاولون السيطرة علي المؤسسة الدينية الأزهر الشريف ودار الإفتاء.وللأسف الشديد تم استغلال زيارة المفتي الدكتور علي جمعة، المرفوضة شعبيا وأخلاقيا وسياسيا للقفزعلي المؤسسة الدينية أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك كفاءات وعقول مستنيرة وناضجة لماذا راهنوا علي كل السلطات في توقيت واحد رغم أنهم لو تجردوا في الاختيارات للجمعية التأسيسية للدستور والانتخابات الرئاسية ولم يدفعوا بقواعدهم فيها لكسبوا الشارع السياسي في مصر لأنهم منظمون ويملكون قواعد تنظيمية حقيقية في الحارة والشوارع والميادين بكل محافظات مصر فلعبة الاحتكار السياسي التي يمارسها الإخوان المسلمين هي لحرقهم وانفصالهم عن الناس واتوقع ان تكون بداية النهاية لهذا الفصيل السياسي الذي غيب وعذب فيها زمنا طويلا والآن يعود ويقول للجميع أنا الطوفان والصدام والفوضي وسنحاصر مصر بالمظاهرات المليونية وأخيرا التيار الليبرالي أو العلماني الذي مازال يراهن علي التصريحات النارية والمصطلحات الاستفزازية ويلعب وينظر من خلال الفضائيات والصحافة فقط ويبتعد كنخبة متميزة حاكمة عن الشارع السياسي بكل مفرداته وقواعده وأدواته فهو في معزل عن قضايا وهموم المواطنين فالحاجات الاقتصادية التي يطلبها المواطن هي ديمقراطية حقيقية لأنه لن يأكل شعارات ومصطلحات وللأسف تركوا الملعب السياسي للتيار الإسلامي السياسي بكل مفرداته وغرفه السياسية كإخوان وسلفيين وجماعات إسلامية الذين استغلوا ورقة الدين وورقة الحاجة الاقتصادية للجماهير ولكن الليبراليين مازالوا يصرخون وينظرون داخل الغرفات المغلقة ومنفصلين تماما عن آلام ونبض المواطنين وساهموا بشكل مباشر في حالة حصار مصر لأنهم لم ينخرطوا مع القواعد الجماهيرية الحقيقية التي أعطت أصواتها للتيارات الدينية التي سيطرت علي المشهد البرلماني والسياسي وكل شيء.كل ذلك يجعلنا نفكر جميعا كيف الخروج من هذا النفق والمأزق السياسي لأنني أخشي وأخاف علي هذا البلد المحاصر أهلها أن يؤدي ذلك إلي حدوث ما لانتوقعه ونأمله ونرفضه أيضا أن تكون مواجهة وصداما بين المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين وتكون الأحكام العرفية هي الحل وليس الإسلام كما يرددون وستكون كارثة سيدفع ثمنها الجميع.. فإما أن نرضي بقواعد اللعبة الديمقراطية وعدالتها وإما الحصار والفوضي والصدام.. وربنا يستر.