جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

مريم الصادق المهدي .. وزيرة في مهمة صعبة !

مريم الصادق المهدي
هالة شيحة -

مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية امرأة المهام الصعبة وواجهة مشرفة للسودان الجديد الساعي نحو الاستقرار وحماية حقوق الشعب السوداني والتصدي لكل محاولات النيل من مقدراته.

ولدت مريم الصادق عام 1965 وهي سياسة سودانية من الطراز الاول ، فهي ابنة الصادق المهدي زعيم المعارضة ورئيس وزراء السودان السابق، وعضو الهيئة المركزية للحزب.

درست الطب ولم تعمل به والتحقت بصفوف المقاتلين في أسمرة، ووصلت لرتبة رائد في الجيش السوداني. انضمت لحزب الأمة إلى أن وصلت لمركز قيادي فيه.

وفي 30 يناير 2019 أعلن حزب الأمة القومي المعارض في السودان أن السلطات الأمنية اعتقلت نائب رئيس الحزب مريم الصادق المهدي ، من منزلها في الخرطوم .

وتنتمي مريم الصادق المهدي إلى أسرة سياسية عريقة، حيث يعد والدها، السياسي الراحل زعيم حزب الأمة السابق الصادق المهدي، أحد الآباء المؤسسين لسودان ما بعد الاستقلال، والذي ترأس الحكومة مرتين، في الفترة الممتدة من 1966 إلى 1967، والفترة من 1986 إلى 1989، كما أن جدها هو الإمام محمد أحمد المهدي، قائد الثورة المهدية في أواخر القرن الـ19. كما شغل أعمامها، وأفراد من عائلتها، مواقع سياسية مختلفة في أوقات متباينة.

وهي المرأة الثانية التي تحتل مقعد الخارجية بعد الثورة كامرأة، حيث خلفت أسماء محمد عبدالله، وكذلك واحدة من أربع نساء يشغلن وزارات العمل، والديوان، والتعليم العالي، في الحكومة الحالية.

ولمريم الصادق دور بارز في مواجهة نظام الرئيس المعزول عمر البشير، لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة، سواء داخل صفوف حزب الأمة القومي الذي وصلت فيه إلى موقع قيادي، أو خارجه مع تحالف المعارضة الذي أطاح بحكم البشير، كما أنها شاركت في العمل المسلح، حين التحقت بـ(جيش الأمة)، في الجبهة الشرقية ضمن صفوف التجمع الوطني الديمقراطي كمقاتلة، وطبيبة، وصلت إلى مرتبة رائد في الفترة من 1998 إلى 2000».

وكانت روايات إعلامية سودانية ذكرت أن مريم تحتفظ برصاصة معها منذ تلك الفترة، وحتى الآن، كذكرى لمرحلة تعتز بها في حياتها السياسية والشخصية.

ويعكس اختيار مريم الصادق المهدي وزيرة للخارجية ، المزيد من التمكين للمرأة السودانية، كما اعتبرته الأوساط السودانية والعربية تتويجاً للدور الذي لعبته في ثورة ديسمبر المجيدة.

وهي امرأة مثيرة للجدل حينما قامت مريم الصادق بتأدية التحية العسكرية أمام ضباط المجلس العسكري، وابتهاجاً بنجاح الثورة في الوصول إلى الاتفاق السياسي النهائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني.

وكانت مصر هي البلد العربي الأول الذي قررت زيارته بعد توليها مهام الخارجية السودانية.

واعربت عن اعتزازها بمصر ولذلك تضع العلاقة معها على قمة أولويات العلاقات الخارجية.

وقد التقت مريم الصادق الرئيس السيسي في اكثر من مناسبة مثمنة اهتمامه الكبير بتعزيز العلاقات مع السودان، في جميع المجالات، سواء في الربط الكهربائي والسكك الحديدية والتبادل التجاري، وغيرها من المجالات، وتأكيده التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان لتحقيق أمنه واستقراره .

واكدت الصادق في العديد من اللقاءات على ان العلاقة مع مصر بالنسبة للسودان هي علاقة مصيرية استراتيجية، من أجل الشعبين المصري والسوداني لضمان أمن البلدين.

وفيما يخص أزمة سد النهضة تخوض معركتها بجسارة مؤكدة دائما على اهمية التوصل الى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد بما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحد من أي أضرار لهذا المشروع.

كما تطالب إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية جادة من أجل التوصل لمثل هذا الاتفاق .

وفي هذا الاطار تقول : نحن في السودان نرى أن الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي يشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي للسودان، وكذلك يشكل تهديداً للسدود السودانية، وأيضاً يهدد حياة ملايين المواطنين السودانيين.

وفيما يخص النزاع الحدودي مع اثيوبيا دائما تقول :نحن حريصون على علاقات طيبة وحسن جوار مع كل جيراننا، ومع الجارة إثيوبيا ولا تنازل عن الاراضي السودانية .

ورغم التحديات التي تواجه السودان ترى الصادق ان التحدي الاقتصادي هو الأكبر ، ويتوقف عليه تنفيذ الخطط الحكومية في العديد من الجوانب

كما ان التطورات التي تمت برفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، ترتبت عليه عودة السودان للاقتصاد العالمي، بالاضافة الى الخطوات الرامية للإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد والتعديلات التي تجري على قوانين الاستثمار لجذب الاستثمارات الخارجية للسودان.