جريدة النهار المصرية

سياسة

”الاختيار 2.. هجمة مرتدة.. القاهرة كابول”.. فن استعادة التأثير من المحيط للخليج

-

لا يحتاج الذهن إلى نظرية تآمر كي يثبت الربط بين ما أحدثه "الاختيار 2" من نغز شرسٍ بنصل الفن في جنب الإخوان حتى سمع المشرق والمغرب صوت نزيفهم وهم يحتضرون أمام شاشة تفض"رابعتهم" للمرة الثانية وبين حادث قطار طوخ الذي أفقدنا في رمضان قتلى وجرحى..!


الإخوان وإعلان دمويتهم إثر عرض المسلسل موثقة ومنتشرة إلكترونيا لمن أراد التثبُتْ..السؤال إذن هل يمكن لمسلسل أيا كانت براعته الفنية أن يدك حصون الإخوان ويمحقهم؟ هل أسقط الاختيار فعلا كهنوت رابعة فصارت دمويتهم تطول الحديد والبشر والحجر؟! الثابت أن الدراما تفعل ذلك وأنها صارت أداة مؤثرة من أدوات الصراع الفاعلة وهكذا يكتب الان الإعلام العربي.

وقد كتب الصحفي السعودي الشهير مشاري الذايدي قائلا " أن حرب الصورة تضارع إن لم تفق حرب الصاروخ والبندقية والطائرات" ويضيف أنه باستثناء الدراما المصرية فإن العرب عجزو عن مواجهة الدراما الأجنبية " مثل انتشار مسلسلات "وادي الذئاب وقيامة ارطغرل نموذجا.

ومن أبعد نقطة في بلاد العرب وبجوار الأطلسي يقدم مختار لغزيوي رئيس تحرير جريدة الإحداث المغربية شهادته بأن "الاختيار يعيد الدراما المصرية إلى موقعها..ويزيح حريم السلطان من أدمغتنا ..ويبعد سيوف الإخوان عن رقابنا".

وفي تونس دارت حوارات شرسة فجَّرها مسلسل الإختيار وصدَحتْ كتابات عدة تمجد خطوات المواجهة الفنية المصرية لإرهاب الإخوان.

لمسلسل الإختيار جانب آخر غير منظور يستهزئ به الإخوان دائما..فلنتركهم في جهلهم يعمهون وهو إذا كانت حلقات درامية معدودة الدقائق قادرة على هدم هياكل قضَوْا عمرا في نحتها فما المانع أن تتجاوز الدراما الطريقة العادية وهي كشف تآمرهم وإرهابهم وتمويلاتهم ؟ فهم مُقِرون وكاشفون عن قباحة قلوبهم ومفسدة بذرتهم..ولن يضيفهم العار عارا قَبْرُ الإخوان يتحقق بتجاوزهم.. هكذا يجيب الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية هاني عماره مضيفاً إذا ما أجْريتَ إستبيانا فالقلق قادمًُ من الجنوب والغرب..وهي حدود أُهمِلَ ما ورائها بتخطيط استعماري قديم...الثِقلُ الفني والدرامي له أن يسبق الحسابات السياسية ويتجاوز ما هو أستعماري.. النجاح في استرداد مساحات الحضور والاشتباك الصادق مع قضايا الجنوب والغرب يقللُ من وقْع الحوادث وطرقِها العنيفة ..المساحات هناك شاسعة فنيا وغنية بشراكات تمهد لانطلاق تعويضه مقدور عليه" الصانعون لدراما هذا العام وما قبله يدركون أنهم امتلكوا القدرة على إنتاج دراما تخطف الذهن العربي من الخليج للمحيط، وهي مقدرة استعادتها الدولة بعد أن فقدتها السنوات العشر الماضية.

وتم استرداد عافيتها بقوة " الاختيار- القاهرة كابول – هجمة مرتدة"وآخري بخلطة تجارية لافتة ومبررة في عنفوانها وصراعها، في كل الأحوال النصر حليف الشجعان المغامرين.