جريدة النهار المصرية

رياضة

تحقيق ”النهار” كيف نجح تشيفرين في شل حركة بيريز وتحويل حلمه الأكبر إلى سراب ووهم؟ وهل نشهد ريمونتادا أسبانية؟

محمود أشرف -

جدلا واسع وصخبا لا ينتهي وربما لن يعرف النهاية منذ الإعلان عن إنقلاب كبرى الأندية في أوروبا على مجتمع كرة القدم وإتحاداته الأهلية وفي المقدمة اليويفا الإتحاد القاري، وإعلان إنطلاق مشروع السوبر ليج بتحالف من ١٢ نادي كبطولة موازية لدوري الأبطال، وبتمويل ضخم وغير مسبوق من بنك الاستثمار الأمريكي الشهير، جي بي مورجان، والذي سيضخ ما يقارب ال٤ مليار يورو، وذلك فقط لتأسيس هذه البطولة.

وكان الإعلان عن البطولة كالنار في الهشيم في القارة العجوز، ولم يتوقف الأمر عند الفيفا واليويفا قط بل إمتد إلى الحكومات الأوروبية أيضا مثل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في تبعات سياسية تؤكد ان كرة القدم أمن قومي لا يمكن المساس به.

ونجحت تحركات ألكسندر تشيفرين رئيس الإتحاد الأوروبي في تعطيل حركة هذا المشروع الضخم ولو مؤقتا، وإنسحبت الأندية تحت التهديد تباعا من البطولة، وهم: مانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وليفربول، وتشيلسي، وأرسنال، وتوتنهام، وأتليتكو مدريد، وميلان، والإنتر.. ولم يتبقى سوى الريال وبرشلونة واليوفينتوس.

وبالوقوف على الكروت التي ساعدت تشيفرين ومعه ضغوط كل المجتمع الدولي قيادة وإعلاما وشعبا لأجل التصدي لتلك الحركة التمردية من الأندية يمكن تلخيصها في الآتي:

التجميد الأوروبي لسنوات للفرق المنفصلة عن اليويفا

هدد الإتحاد الأوروبي ورئيسه ألكسندر تشيفرين كل المشاركين في هذا المشروع بالمنع التام من المشاركة في البطولات القارية مجددا، مؤكدا بأن اليويفا قد تحصلت على الكثير من الأوراق والعهود القانونية التي تؤكد إمكانية استبعاد الفرق المنفصلة عن بطولاتنا، وأن من المحتمل بقوة كإجراء أولي حرمان كل من شارك في هذا المشروع من المشاركة الأوروبية في الموسم المقبل.

ثمة عقوبات قاسية ستهطل على المنفصلين

هكذا صرح تشيفرين الذي وصف هذه البطولة بالوهم، وبأن رئيسها بيريز هو رئيس اللا شيئ، حيث أكد على فرض عقوبات تاريخية على كل الأندية التي حاولت تدشين هذا المشروع وسعت لإقامته.

وأكد تشيفرين ورجاله في اليويفا تلميحا وتصريحا بأنهم سيضعوا الجميع أمام مسؤولياتهم، وكل أشكال العقوبات متاحة وممكنة، والتي قد تكون تأديبية أو الإنتظار لقرارات اللجنة التنفيذية.

نهاية التنافسات المحلية للمشاركين في هذا المشروع المخجل

وصف تشيفرين مشروع السوبر الليج بالمخجل والأناني، الذي يتعارض مع المبادئ وبمثابة صفعة لقيم كرة القدم والمجتمع بأسره.

الحرمان من المشاركة الأوروبية لم يكن كافيا في نظر اليويفا بل إمتد الأمر للتلويح بعدم خوض أي تنافسات محلية أو قارية أو عالمية مجددا؛ لينعش الهواء الطلق موسمهم الهاوي.

حرمان اللاعبون من اليورو والمونديال

أشار تشيفرين إلى أن كل الطرق التي من شأنها التصدي لهذا المشروع التخريبي متاحة وسيتم العمل بها لحماية مجتمع كرة القدم.

ومن بين هذه الطرق هي التصدي للاعبين أيضا وليس فقط الأندية ليكن التصدي شامل وحازم، حيث لن يسمح لأي لاعب مشارك في السوبر ليج بالتواجد في بطولة اليورو أو كأس العالم أو تمثيل المنتخبات الوطنية مجددا، وهو ما مثل ضغط بالتأكيد على اللاعبين ودفعهم لرفض إقامة هذا المشروع في خطوة ذكية من اليويفا.

هل نشهد ريمونتادا؟

ربما نجح اليويفا في شل حركة مشروع بيريز لحين إشعار آخر، لكن المتعارف عن الأخير انه لا يسلم الراية أبدا.. فهل نشهد ريمونتادا نارية من العجوز بيريز ويحيا الحلم مجددا أم يظل تشيفرين هو المتحكم في قوانين اللعبة؟