جريدة النهار المصرية

تكنولوجيا وانترنت

الموقف القانوني لألعاب المراهنات في لبنان

-

السياحة هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم ومصدر رئيسي للدخل والعمالة. وعلى مدار السنوات الماضية تأثر الاقتصاد العالمي بشكلٍ إيجابي بالنمو المُستمر لقطاع السياحة. فوفقًا لمجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC)، فقد ارتفع إجمالي مساهمة السفر والسياحة في الاقتصاد العالمي في عام 2013 إلى 9.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتُعتبَّر لبنان واحدة من أبرز وأهم الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط. حيث أن طبيعة لبنان التي تجمع بين الأجواء الأوروبية والآسيوية، وسواحلها الفريدة على البحر المتوسط، وتنوعها الثقافي جعلتها مقصدًا للسياح من جميع أنحاء العالم.

لذلك فإن الدولة اللبنانية ضَخَّت الكثير من الاستثمارات في القطاع السياحي بعد الحرب الأهلية، ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها الدولة لإعادة الحياة للنشاط السياحي كان افتتاح "كازينو لبنان" خلال عام 1996 والذي لا يُعتبَّر كازينو عاديًا بل أنه أحد أكبر الكازينوهات في العالم.

ومع ذلك فإن الأزمة السورية، والاحتجاجات المتصاعدة، وانفجار مرفأ بيروت كل هذه الأحداث كان لها أثر سلبي على السياحة في لبنان لذا فإن إدارة كازينو بيروت فَكَرَت في إطلاق 

كازينو لبنان اون لاين لكي يتمكن اللاعبون من المراهنة على الألعاب التي يُقدمها في منازلهم، ولكي يتمكنوا من اجتذاب اللاعبين حول العالم إلى هذا الكازينو أيضًا!

قوانين المُقامرة في لبنان

تُعتبَّر لبنان هي الدولة العربية الأولى التي تُشرِّع المُقامرة! ففي عام 1957 حصل فيكتور موسى وإيميل خراط على ترخيص لإقامة أول كازينو في الشرق الأوسط ألا وهو كازينو لبنان الكبير.

كان الشريكان يُريدان لهذا الكازينو أن يجتذب السياح بشكلٍ أساسي لذا فإنهما أختارا تبة عالية تطل على خليج جونية وأقاموا عليها الكازينو، في البداية وجد المهندسون والعمال صعوبة بالغة في التخطيط لهذا الكازينو وتمهيد الطرق المُؤدية إليه، ولكن حينما انتهوا من أعمالهم ادركوا ما كان الشريكان يُريدانه.

ونظرًا لأن لمساحة الكازينو الضخمة وإطلالته الفريدة على البحر فإنه سرعان ما أصبح المكان الترفيهي الأبرز في لبنان والشام والشرق الأوسط ككل! وقد حاول الكثير من المستثمرين العرب والأجانب انتهاز البيئة التشريعية الحرة التي تتمتَّع بها لبنان وإقامة كازينو يُنافس أشهر كازينو هناك ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل واستمر كازينو لبنان وحده.

بالإضافة إلى ذلك فإن لبنان تُصدر مُسابقة اليانصيب الوطنية ويُمكن للبنانيين والأجانب المُشاركة فيها عبر الإنترنت. ومع ذلك فإن الوضع القانوني للمُقامرة في لبنان ليس مثل أوروبا حيث أن القوانين اللبنانية تنص على أنه من المحظور المُقامرة إلا في الكازينوهات المرخصة، ولا يوجد مُؤسسة مُقامرة مُرخصة سوى كازينو لبنان، ومع ذلك فمن السهل فهم هذا التشريع إذا أدركنا أن هذا الكازينو يُقدم للدولة 50% من أرباحه وهي نسبة ضخمة!

وفقًا للقانون اللبناني فهناك قيود على الفئات التي يُمكنها المشاركة في هذا الكازينو حيث يحظر دخول موظفي القطاع العام والعمالة والشرطة والجيش، ويُمكن فقط للمواطن اللبناني الذي يتجاوز سنه 21 عامًا ويكون صافي دخله الشهري 170 ألف ليرة اللعب في هذا الكازينو. أما السياح فلا توجد عليهم قيود إذ أنهم الفئة الأساسية التي يستهدفها الكازينو!

المُقامرة عبر الإنترنت في لبنان

كان يُمكن للبنانين المقامرة عبر الإنترنت حتى يونيو 2013! ففي هذا التاريخ أصدرت وزارة العدل مرسومًا بحظر كافة كازينوهات الإنترنت، وبالتالي حُرم اللاعبون اللبنانيون والسُياح من الإستمتاع بألعابهم المُفضلّة على الإنترنت.

ولكن هذا لا يعني أنه لا يُسمح بالمقامرة في لبنان! فهي قانونية بالفعل ولكن على موقع واحد فقط ألا وهوPlayLebanon وهو المُشغِل الوحيد لألعاب اليانصيب في لبنان على الإنترنت وفي المتاجر التقليدية على حدٍ سواء.

فقد قررت الدولة منع كل مواقع القمار بهدف احتكار هذه الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة اللبنانية تمتلك 38% من كازينو Intra Investment .  لذا فقد أصبح من الواضح سبب حظر مواقع الألعاب الدولية المشهورة مثل Bwin و Bet365 و PokerStars و William Hill وذلك لكي يتجه اللبنانيون والسياح إلى المواقع التي تمتلكها الدولة فقط!

كانت مدونة بلدي هي أول موقع ينشر خبر حجب الحكومة اللبنانية لكازينوهات الإنترنت ومواقع المراهنات الرياضية، وقد شَجَع هذا التقرير مُستخدمي تويتر على استجواب وزير الاتصالات نيكولا صحناوي الذي أَكَد أن الحكومة قد اتخذت هذه الخطوة، وبعدما أعرب عن تعاطفه مع اللاعبين اللبنانين فإنه قال إن "القاضي الأعلى" أصدر هذا القرار امتثالًا للقانون رقم 6919 والذي صَدَر عام 1995 بهدف حماية "الآداب العامة".

لكن مدونة بلدي أشارت إلى أن موقع Starsofholdem.com، وهو موقع ألعاب على الإنترنت مرخص في كوستاريكا وتديره مجموعة StarsofHoldem في لندن لا يزال متاحًا للاعبين اللبنانيين. ووفقًا للمدون فإن خدمة العملاء في هذا الموقع قالت بأنه مسموح له بالعمل في لبنان لأنهم "يدفعون الضرائب للحكومة"!

المقامرة التقليدية في لبنان

على بُعد 20 كم بالسيارة شمال بيروت، يقف كازينو لبنان على تبة مُرتفعة متمتعًا بإطلالة فريدة لساحل جونية، ويمتد هذا الكازينو على مساحة ضخمة من الأرض تصل إلى 35،000 متر مربع، وهو لايزال الكازينو الأكبر والأضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها.

يبدأ تاريخ هذا الكازينو حينما فتح أبوابه في 17 ديسمبر 1959،  ليمزج سحر وأصالة الشرق مع ثقافة الغرب. في الواقع، جذب موقع هذا الكازينو وديكوره الداخلي الرائع رواد العالم الذين سيأتون من كل مكان للاستمتاع به.

شهدت قاعة الكازينو الشهيرة Salle des Ambassadeurs أكبر وأضخم العروض الأوروبية والأمريكية في ستينيات القرن الماضي، حتى أن إدارة الكازينو أقنعت مُنظمي مُسابقة ملكة جمال أوروبا باقامة الحدث هناك، وهو ما فعلوه بكل سرور بين عامي 1960 و 1965.

تم تجديد صالة الكازينو في عام 1964 حيث تم دمج أحدث التقنيات المتاحة ذلك الوقت، وزيادة سعة مقاعد المسرح إلى 850 متفرجًا. وبعد حوالي ست سنوات، عُقدت في الكازينو مسابقة ملكة جمال لبنان في عام 1971 هناك وتوجت المُمثلة اللبنانية الشهيرة جورجينا رزق ملكة جمال للكون!

للأسف، أدى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975 إلى إغلاق الكازينو لأكثر من 10 سنوات، ولم يتم اتخاذ قرار بإعادة افتتاح الكازينو حتى عام 1989 لإصلاح الضرر. خضع المكان لتجديد ضخم بقيمة 50 مليون دولار أمريكي والذي اكتمل أخيرًا في نهاية عام 1996.

على مدار تاريخ نادي القمار في لبنان، كان ملعبًا للأثرياء والمشاهير وزاره العديد من النجوم مثل أرسطو أوناسيس وإليزابيث تايلور وعمر الشريف. وهو لايزال اليوم أحد أهم الكازينوهات في العالم، كما أنه يضم قاعة ضخمة للأفراح، ومسرحًا يستضيف فرق الرقص الشهيرة وأساطير الموسيقى والفعاليات الثقافية التي لا حصر لها على مدار السنة.

يحتوي الكازينو على أكثر من 60 طاولة و 400، ولكن الجانب السلبي الوحيد هو أنه لا يُقدم المراهنات الرياضية.