جريدة النهار المصرية

مقالات

شعبان خليفة يكتب : جديد تطورات أزمة ”سد النهضة”

شعبان خليفة
-

هل يقود تغير قيادة الإتحاد الأفريقى للتوصل لحل لأزمة سد النهضة ؟

أم ستواصل اثيوبيا مراوغاتها و فرضها للأمر الواقع ؟

علامات استفهام طرحت نفسها على الساحة بقوة هذه الأيام والأيام القادمة

البداية من تعهّد رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي بأن يواصل خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي السعي لإيجاد حل للنزاع المزمن القائم حول سد النهضة الإثيوبي

حيث تولى تشيسيكيدي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لمدة عام خلفا للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا خلال قمة لقادة دول الاتحاد عقدت عبر الإنترنت هذا الأسبوع

وفي ختام القمة التي استمرت يومين، قال تشيسيكيدي إن هناك نية لإيجاد حلول تقود إلى تسوية سلمية للخلافات بين الدول، وخصوصا إيجاد حلول لمشكلات تزرع الشقاق بين مصر والسودان وإثيوبيا على خلفية بناء السد

تحدى

يحدث هذا بينما تمضي إثيوبيا بشكل متسارع في بناء سد النهضة على نهر النيل الأزرق، في تحدٍّ واضح للتحذيرات المصرية و السودانية التي تشترط التوصل لاتفاق مُلزم ينظم عملتي الملء والتشغيل، بما يجنّبها عجزاً متوقعاً في حصتها المائية. ووفق تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن على مصر أن تقاتل في التفاوض بهدف حماية حقوق المصريين فى مياه النيل

بحسب اعترافات وزير المياه والري والطاقة الأثيوبى سيليش بيكيلي، فإن «الأداء الذي تم تحقيقه خلال الأشهر الستة الماضية هو الأسرع منذ بدء بناء سد النهضة». و أنه تم الانتهاء من 91% من الأعمال المدنية

الأمل

فى ظل هذه التطورات تأمل مصر أن يُحدث التغيير في رئاسة الاتحاد الأفريقي، دفعة في المفاوضات المتعثرة حيث عبر الرئيس السيسى عن ثقته فى قدرة الاتحاد الأفريقي، تحت قيادة الرئيس الكونغولي تشيسيكيدي، في المساهمة بدفع المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة، وبما يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث فى الوقت الذى قررت فيه السودان اللجؤ لمجلس الأمة ليكون شريكاً فى إدارة الأزمة

من المعروف أن تشيسيكيدي زار القاهرة في مستهلّ رئاسته للاتحاد، وتعهد خلال الزيارة بالعمل على الاستئناف الفوري لمفاوضات سد النهضة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، وعبّر عن ثقته بأن الحوار السلمي سيُفضي إلى نتيجة تُرضي الأطراف الثلاثة

و رغم كل هذه التطورات لا تزال ترفض إثيوبيا إضفاء طابع قانوني على أي اتفاق يتم التوصل إليه بشان السد ، يُلزمها بإجراءات محددة لتخفيف حدة الجفاف حال حدوثه

حلول

من جهة أخرى، فأن مصر تعمل على خطط جديدة للتغلب على الأزمة المتوقعة في المياه، كشف عنها الرئيس السيسي وقال إن الدولة تعمل في موضوع المياه على عدة محاور وليس محور التفاوض فقط، فهي تقوم بمحاولة تخفيض حجم الفاقد من المياه في مصر للاستفادة بها وإعادة تدويرها مرة ثانية

كما أشار إلى مشروع تبطين الترع، وإقامة محطات معالجة لمياه الصرف سيتم افتتاحها في يونيو القادم مضيفاً أنه لو وضعنا هذه المشروعات بجوار محطات المعالجة وتبطين الترع، طبقاً للدراسات فإن هذه المشروعات قد يستغرق تنفيذها من 10 - 15 عاماً، ولكنني طلبت من الحكومة ضغط فترة التنفيذ في عامين خصوصاً أن التمويل موجود وسرعة التنفيذ ستوفر للدولة نحو ملياري متر مكعب من المياه سنوياً

السد كارثى

رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، قال صراحة إن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق كارثى على السودان لأن السد يقع على مرمى حجر من الحدود السودانية، وهو ما يشكل تهديدًا لأمن وسلامة أكثر من 20 مليون سوداني على ضفاف النيل الأزرق، بجانب الآثار الأخرى

و اوضح حمدوك أن السودان يرى أن الحل الذي يحافظ على مصالح الجميع لابد يتم في إطار القانون الدولي وهو ذات الرأى التى طالبت به مصر منذ بداية الأزمة و حتى الآن رافضة النهج الأثيبوبى الذى يتعامل مع النهر كنهر محلى وليس نهراً دولياً يخضع للقانون الدولى و ليس لأهواء و رغبات الجانب الأثيوبى .