أمل خليفة تكتب: مسيرة القدس العالمية

-
تَنادي الأحرار في الدنيا منذ عدة أشهر ، واتفقوا علي اعتبار ذكري يوم الأرض في هذا العام التي توافق 30 مارس ، يوماً لنصرة القدس .ويوم الأرض ، لمن لا يعلم ، هو أول يوم يثور فيه شعب فلسطين ، من بعد عام 1948 ثورة شاملة دامية ، في وجه الصهاينة ، غضبةً لمحاولتهم الاستيلاء علي أراض في الشمال الفلسطيني عام 1976.كان مفترضاً أن يتوجه أهل فلسطين في كل أنحاء فلسطين ، نحو القدس ، أو إلي أقرب نقطة ، يتمكنون من الوصول إليها ، ويشاركهم في ذلك أهل الأردن المجاورين لهم ، وكذلك أهل الجولان ، ولبنان . أما أهل مصر فنظراً لأنهم يفصلهم عن فلسطين صحراء سيناء ، فلم يكن من المفترض أن يتوجهوا إلي الحدود ، وإنما كان عليهم أن يشعلوا الأرض غضباً في ميادين مصر الكبري ، وساحة الأزهر الشريف .تم الإعلان عن ماراثون من جامعة القاهرة إلي سفح الهرم ، بعنوان القدس لنا ، ووقفة عقب صلاة الجمعة في ساحات الأزهر ، ووقفات في ميدان التحرير ، بخلاف ما سيحدث في مختلف المدن المصرية .ثم ماذا ؟ توقف كل شئ ، ومر اليوم في صمت مريب.انتفضت 80 دولة ، علي مستوي العالم ، وقُدر عدد المشاركين في المسيرات بحوالي 2 مليون شخص ، بينما مصر ، أم الدنيا ، قد غضت الطرف عن الأمر ، كأنه لا يعنيها .حتي سوريا التي تُدك مدنها بالدبابات ، وتقصفها الطائرات ، شاركت في المسيرة ، لكن القاهرة المحروسة لم تشارك !!أهانت علينا القدس ، فأنشغلنا عن نصرتها ، في اليوم الذي أعلنت الدنيا كلها فيه مساندتها ؟إن القدس عند الله عالية المقام ، فلا بد أن تكون كذلك عندنا ، وإن ما يحدث في القدس ليس شأناًً داخلياً يخص أهل القدس أو الفلسطينيين ، وإنما هو أمر يعنينا جميعاً .وإن الفاروق عمر حين سمع مطلع سورة الإسراء ، ووجد أن الله تعالي يقرن بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي في آية واحدة ، قال قولته الشهيرة وما القدس عند الله إلا كمكة ، فهل هانت علينا القدس ؟إن شأننا الداخلي ، مهما عظم ، لا ينبغي أن يجعلنا ننكفأ علي حالنا ، ونفوت يوماً كهذا اليوم العالمي لنصرة مسري النبي صلي الله عليه وسلم .لقد ارتفع علم فلسطين خفاقاً علي الكرة الأرضية في يوم الأرض ، بينما نحن ندور حول أنفسنا في حلقات مفرغة ، ونتعلل بمشاكلنا الداخلية .لقد ثار لنصرة القدس أناس لا تربطهم بها رابطة الدين ولا الجنس ، فما بالنا نصمت في يوم كهذاعارٌ علينا أن نتخاذل عن نصرة مسري النبي صلي الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم.تُري أيسامحنا الأقصي علي تقصيرنا تجاهه ؟وتُري أيسامحنا رب الأقصي ؟