جريدة النهار المصرية

مقالات

لماذا لا تصنف اسرائيل الإخوان جماعة إرهابية ؟

شعبان خليفة
-

أثار ترحيب الكيان الصهيونى بالبيان الذى اصدرته "هيئة كبار العلماء" السعودية ، و الذى اعتبرت فيه أن "الإخوان المسلمين" جماعة "إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وتتبع أهدافها الحزبية" علامات استفهام عديدة تتعلق بموقف اسرائيل من جماعة الإخوان المصنفه فى العديد من البلاد العربية كجماعة ارهابية ؟

فاسرائيل حتى كتابة هذه السطور وربما بعدها بأزمان متعدده لا تصنف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية على عكس موقفها من حركة حماس ، و التى تعد لدى كثيرين فرع من فروع الإخوان على الأقل ايدلوجياً ؟

فما هى الأسباب ؟ وما هى طبيعة العلاقة بين تنظيم الإخوان واسرائيل و كيف يرى الكيان الصهيونى هذه الجماعة كخادمة لمصالحه ؟

هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى السطور التالية :-

بيان وتعليق

البداية من تعليق وزارة الخارجية الإسرائيلية ، على بيان هيئة كبار العلماء السعودية و الذى وصف الإخوان بأنها جماعة إرهابية لا تمثل نهج الإسلام حيث قالت الخارجية الإسرائيلية نصاً : "يسعدنا نحن في إسرائيل أن نرى هذا المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة ، ولا شك أن جميع الديانات السماوية جاءت لزرع المحبة والألفة بين الناس".وأضافت الخارجية الإسرائيلية في التغريدة: "نحن بأمس الحاجة إلى خطاب يدعو للتسامح والتعاون المتبادل للنهوض بالمنطقة برمتها. حياكم الله" و الترحيب الاسرائيلى يمكن فهمه فى إطار الاتصالات الجارية لضم بلد الحرمين لقطار التطبيع فهو غزل للسعودية أكثر منه تاييد للموقف السعودى من جماعة الإخوان

من جانبها هيئة كبار العلماء في السعودية، أكدت أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب. فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.

و هذه العبارة تحديداً هى أحد أهم اسباب عدم تصنيف اسرائيل للإخوان كجماعة إرهابية فالجماعة تحقق هدفها فى انقسام البلاد العربية واغراقها فى صراعات داخليه وحبذا لو أن هذه الصراعات تكتسب بعداً دينياً يجعلها مشتعلة دائماً و يصعب اطفاءها .

العداء للقومية العربية

أما السبب الثانى لعدم تصنيف اسرائيل للإخوان كجماعة إرهابية فهو الإيمان بأهمية الدور الذى يلعبه الإخوان فى مواجهة القومية العربية فجماعة الإخوان المسلمين في مصر و العديد من البلدان العربية حائط صد لمواجهة الناصرية ، و القومية العربية كفكرة معادية لإسرائيل و رافضة للاعتراف بها أو التطبيع معها .

والجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان في مصر وتونس من عمليات اغتيال، وتفجير كنائس ومنشآت حكومية و باعتراف واضح وموثّق من قبل بعض قياداتها في مصر تجعلها محققه لأهداف اسرائيل دون أى تكلفه على الكيان الصهيونى .

ليسوا كتلة واحدة

بحسب وثائق متعدده يدرك الإسرائيليون أن طبيعة جماعة الإخوان تختلف في كل بلد عربي عن الآخر بحسب الظروف السياسية وطبيعة نظام الحكم، والظروف الاجتماعية والاقتصادية. فعلى الرغم من الاشتراك في الأيديولوجية إلا أن الإخوان ليسوا كتلة واحدة فالإخوان الموجودون ضمن حدود 48 مثلاً يختلفون عن حركة حماس وكلاهما يختلف عن الإخوان في باقي البلاد العربية؛ في هذا السياق يصنف الإسرائيليون الإخوان في الأردن بأنهم الأكثر عداء تجاه إسرائيل ويربطون ذلك بالتقارب العرقي للعديد من أعضاء الحركة مع الفلسطينيين، بينما يصنفون إخوان المغرب على أنهم الأكثر اعتدالا؛ فحزب العدالة والتنمية المشارك في السلطة يسير وفق نهج برجماتي، ورغم عدم اعتراف الحزب هناك بإسرائيل ورغم تأييده لتحرير فلسطين إلا أن ذلك يبقى على الورق فحسب، أما إخوان تونس في حركة النهضة فهم حالة وسط بين إخوان الأردن وإخوان المغرب، أما بالنسبة لمصر فقد كشف الربيع العربى عن قنوات اتصال بين الجماعة الإرهابية و جماعة الإخوان من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، و كان ما يسمى الربيع العربى قد شهد ظهور علنى لهذه الإتصالات لكنها لقصر مدة الإخوان فى السلطة و عزل مرسى عبر ثورة 30 يونيو لم تثمر هذه الاتصالات عن أى اتفاقيات معلنه

لكن وثلئق عديدة كشفت عن وجود استراتيجية اسرائيلية أو رغبة للتعامل مع الإخوان المسلمين في حال ظلوا في الحكم، بغض النظر عن موقف جماعة الإخوان من هذه المعلن من اسرائيل باعتبار السياسة ليست فقط هو الآراء المعلنة لكنها ممارسات خلف الستائر وفى الكواليس .

رسائل متبادلة

و بات معروفاً انه في أعقاب فوز محمد مرسي برئاسة مصر أرسل إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسالة شخصية عبر السفارة الإسرائيلية في مصر يهنئه فيها بفوزه ويعرب عن أمله في التعاون بين البلدين والرغبة في استمرار معاهدة السلام بين الطرفين، كما أرسل شمعون بيرس أيضا برسالة تهنئة شخصية للرئيس مرسي أعرب فيها عن رغبته في التعاون بين البلدين في القضايا المشتركة و تم الرد الإخوانى بصيغ حميمه مثل صديقى بيريز و جرت اتصالات هاتفيه حميمة بين الطرفين و لا تزال الأهداف بين الجماعة الإرهابية والكيان الإرهابى متوافقة على نحو كبير و لهذا لن تصنف اسرائيل الإخوان فى مصر كجماعة إرهابية حتى لو فعلت أمريكا ذلك .