جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: دولة الشاطر والمرشد

اسامه شرشر
-
دولة خيرت الشاطر تحكم مصر من خلال مرجعية مرشد جماعة الإخوان المسلمين ولأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث دولة بحجم وثقل مصر كأمة سيحكمها في آن واحد رئيسان: المرشد وخيرت الشاطر، فلذلك ستكون دولة خيرت الشاطر زلزال يهدد الجميع، داخليا وعربيا وإقليميا ودوليا وبذلك يكون خيرت الشاطر الرئيس الديني الذي يحكم مصر وليس رئيسا عسكريا أو ذو مرجعية وخلفية عسكرية فلذلك يكون الشاطر هو الصندوق الغامض الذي يحمل أسرارا وشفرات وإشارات نتيجة زيارته الأخيرة لقطر وإعادة ترتيب البيت العربي والإقليمي والدولي ولقاءاته السرية مع ماكين وأعضاء من الإدارة الأمريكية وقدرته علي إحداث انقسامات حقيقية في التيارات الإسلامية، ولذلك سينجح السيناريو في تفتيت الأصوات الإسلامية لصالح من: الإخوان المسلمين أم مرشحي الفلول القادمين بقوة نتيجة صفقات غامضةوخاصة إن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت مرارا وتكرارا من خلال مرشدها العام بديع وأعضاء مكتبه أن الإخوان لن ترشح أحدا من الإخوان في الانتخابات الرئاسية لأن؛ مبدأ المشاركة لا المغالبة يحكم توجهها ولذلك دولة الشاطر أحدثت انقساما داخل صفوف الجماعة وحزبها وشبابها وبات واضحا أن الغرض الحقيقي للدفع بالشاطر في اللحظات الأخيرة بشكل درامي وتكتيكي للقضاء أولا وأخيرا علي عبد المنعم أبو الفتوح: ذلك النموذج المستنير الذي يحظي بثقة من شباب وأعضاء الإخوان المسلمين وهو صاحب مدرسة ضرورة مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية والنقابات المهنية وهو أقدم من الشاطر في مكتب الإخوان قبل عشر سنوات فلذلك الحرب الإخوانية موجهة ضد أبو الفتوح بصفة خاصة وليس مرشحي النظام السابق الذي يراهن عليهم جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة في نزول عمر سليمان الذي يمثل نظام مبارك بالإضافة إلي أن ترشحيه يعطي دلالة سياسية للخارج أن ثورة 25 يناير كانت ضد ملف التوريث فقط وليس اعتراضا علي مبارك ورجاله .فلذلك فقدان الثقة الذي أصاب القوي السياسية الليبرالية واليسارية والاشتراكية والمستقلة من أفعال ومواقف جماعة الإخوان المسلمين تجعل البلد تتجه إلي طريق مجهول، وخاصة التعنت وحالة الاستكبار السياسي التي أصابت الإخوان المسلمين للاستحواذ علي مقاعد السلطة والحكم، بداية بالبرلمان بغرفتيه مرورا بانتخابات الرئاسة والطامة الكبري هو سيطرتها علي الجمعية التأسيسية للدستور التي ستفرز دستورا للمصريين وليس لجماعة الإخوان المسلمين، كل هذه المطبات السياسية التي وقع فيها الإخوان تجعلنا نتوقف ونحذر أن الطوفان القادم الذي سيزلزل مصر الثورة سيقضي علي مصداقية ومرجعية الإسلام السياسي في مصر، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي كانت في الأساس دعوة أخلاقية قيمية تعتبر الصدق والمشاركة أهم مقرراتها، ولكن انقلب الحال فأصبح احتكار السلطة هو بداية النهاية لدولة الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين.