جريدة النهار المصرية

مقالات

شعبان خليفة يكتب : جو بايدن ساكن البيت الأبيض الجديد ..من هو  ؟

شعبان خليفة
-

 

منذ دقائق قليلة انتصر جو بايدن على ترامب ليحرمه من فترة رئاسة ثانية لأمريكا ..فروق شخصية جوهرية بين الشخصيتين ..و رغم كل ما يقال عن أن أمريكا دولة مؤسسات ، إلا أن شخصية الرئيس الذى يحكمها لها تاثير على سياساتها الخارجية .. صحيح أمن أسرائيل أولوية ثابته حتى الآن فى كل سياسات أى رئيس لكن تحقيق هذه الأولوية يتم بطرق متعدده يلعب فيها رئيس أمريكا دوراً لا يمكن تجاهله أو التقليل منه .. خاصة وان تجربة ترامب نفسها تؤكد أن الرئيس الأمريكى لا يفوز لأنه يقدم اقصى خدمات ممكنه لأسرائيل فليس ثمة رئيس خدم الإسرائيليين كما فعل ترامب .

ترامب الذى ادخل لحظيرة اسرائيل دولاً لم تكن فى الحسبان ، و فتح فيها مجالات اقتصادية ضخمة فى توقيت حساس يعانى العالم كله فيه من آثار جائحة كورونا .

ميول كل الشخصين أيضاً مختلفة فبايدن ليبرالى يميل لليسار بينما ترامب ليبرالى يمينى....

بايدن وكذا نائبته كامالا هاريس شخصيات بالأصل قانونية ،  لذا من المرجح اختلاف نظرتهما لحقوق الإنسان فى دول عديدة من العالم عن ترامب و نائبه مايكل بينس وهو أمر يجب أن تتفهمه دول عديدة فهى أمور بلا شك ستؤثر فى قرارت بايدن سواء الخارجية أو الداخلية .. ربما مشكلة كلاهما كبر السن فترامب كما بايدن فوق السبعين .. لكن الأداء المؤسسى ربما يعوض هذا و مع بايدن نائبة رئيس شابه نسبياً مختلفة كثيراً عن بينس ، فهى ليست فقط أول أمراة تصل للمنصب لكنها أمراة من غير البيض و هذا له ايجابياته و له سلبياته فأمريكا تستوطنها عنصرية الرجل الأبيض مهما قيل عن حقوق الإنسان ونبذ العنصرية و لكن وجود كامالا هاريس قد يلعب دوراً فى تلطيف الأجواء لفترة من الوقت و نزع فتيل الاحتقان الذى خلفه ترامب بسياساته و سلوكه

سيرة ذاتية

تاريخ جوزيف روبينيت بايدن الابن المعروف باسم جو بايدن معروف فهو من مواليد سكرانتون بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 20 - نوفمبر - 1942، والده جوزيف بايدن وأمه هي كاثرين أوجينيا، وهو الأكبر بين أربعة أبناء.

انتقلت أسرته عندما كان في العاشرة من العمر إلى كلايمونت بولاية ديلاوير، حيث تخرج عام 1961 من أكاديمية أريشمير فيها، كما حصل على شهادةٍ جامعيةٍ مضاعفةٍ في التاريخ وعلم السياسة من جامعة نيوارك، ثم التحق بجامعة سيراكوس للقانون وفق منحةٍ دراسيةٍ نصفية حصل عليها لكونه ظهير رباعي (لاعب كرة قدم أمريكية)، وتخرج منها بإجازة في المحاماة عام 1968، وانضم إلى السلك القضائي في 1969.

وهو أول شخص فى اسرته يحصل على مؤهل دراسى عالى و ربما الوحيد فيها

عمل كمحامٍ متدربٍ في ويلمنجتون، ديلاوير، ثم انتُخب ليكون قنصل مجلس مقاطعة نيو كاسل من 1970 وحتى 1972، حيث قرر الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب موائمة الفرصة لبايدن نتيجة تنحي جايمس بوجز الجمهوري المرشح للفوز، ففاز بايدن بالانتخابات على الرغم من إعادة ترشيح بوجز لنفسه بدعوة من الرئيس الأمريكي آنذاك (ريتشارد نيكسون)، كما ساعدته حملته الانتخابية التي تركز على حماية البيئة، ومعالجة قضايا الهجرة، والتأمين الصحي، والحقوق المدنية، والانسحاب من الفييتنام، وغيرها من القضايا التي جعلته أقرب وأكثر قدرة على التواصل مع الناخبين.

تسلم مكتبه ولقبه كسيناتور عام 1973 حيث كان في الثلاثين من عمره، وهو سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، وأكثرهم استمراريةً في المجلس عبر إعادة انتخابه 6 مراتٍ متتالية، منتصرًا على جايمس باكستر عام 1987، وجون بوريس عام 1984، ثم جاين برادي في 1990، ورايموند كلاتورثي عام 1996، وبأغلبية 60% من الأصوات في 2000، وأُعيد انتخابه بعدها لآخر مرة في 2008 حيث كان رابع أكبر عضو في المجلس.

خلال جميع دوراته كسيناتور كان جو بايدن رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ويُعتبر -وفق توجهاته السياسية وآرائه عن القضايا التي تم طرحها أثناء تلك الفترة- من الليبيراليين المعتدلين بشكلٍ عام بل يميل لليسار ، والتي شملت:

معارضته لحرب الخليج عام 1991 لكنه دعا بلاده وحلف شمال الأطلسي إلى التدخل في حرب البوسنة والهرسك التي امتدت بين عامي 1994 و 1995، وأيد قصف صربيا في 1999 خلال حرب كوسوفو وهذه أمور لها دلالتها فى توجهاته .

لا يمكن تجاهل أن صَوّت بالموافقة لصالح القرار بشن حربٍ على العراق عام 2002 معتبرًا الرئيس العراقي آنذاك (صدام حسين) تهديدًا يجب التخلص منه بأي وسيلة، لكنه عارض إرسال المزيد من القوات إلى العراق عام 2007 باعتبار أنه كان قرارًا خاطئًا حينها، ودعم فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم تعتمد على مرجعيةٍ طائفيةٍ، لكنه فشل بحصد القبول عليها؛ كما صوت لصالح غزو أفغانستان عام 2001.

الخيار الدبلوماسى

تأييده الخيار الدبلوماسي مع استخدام العقوبات إذا استدعى الأمر، فيما يخص علاقة الولايات المتحدة مع إيران، معارضًا اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية. كما أيد منح تأشيرات للعمال الزائرين فيما يتعلق بالهجرة، لكنه يدعم فكرة بناء جدار عازل بين الولايات والمكسيك.

تأييده فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين لليهود والفلسطينيين، وهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل ولا يختلف فى ذلك عن ترامب سوى فى الطريقة التى سيتم بها هذا التاييد ..

عيّنه الكونغرس كأحد الشخصيات الاثني عشر الذين أحدثوا فرقًا في السياسات الخارجية الأمريكية، إضافةً لتسلمه عدة مهامٍ في اللجنة القضائية التي ترأسها مرةً وحيدة، حيث شارك خلالها بصياغة العديد من قوانين الجريمة الفيدرالية، بما فيها التركيز على قضايا الحد من التسلح، والتحكم في جريمة العنف وإجراءات تطبيق القانون لعام 1994 المعروف ب"قانون بايدن للجريمة".

أما القانون الأبرز هو قانون العنف ضد المرأة التاريخي الصادر في 1994 أيضًا، والذي يتضمن العديد من الإجراءات للحد من العنف المنزلي، مزودًا مليارات الدولارات للأموال الفيدرالية من أجل التوصل للجرائم المبنية على الجنس وحلها، كم أصدر تشريع "أطفال 2000" الذي يضمن تأمين الحاسب، والمدرس، والإنترنت، ودورات التقوية وغيرها مما قد يحتاجه طلاب المدارس في القطاعين العام والخاص والمشترك.

حملات ومشاريع

قام خلال فترة عمله في مجلس الشيوخ بتدريس مادة القانون الدستوري بكلية القانون في جامعة ويدينير بولايته ديلاوير بدءًا من 1991، حيث قدم الكثير للولاية أثناء عمله كسيناتور. كما دعم قاعدتي دفر الجوية، ونيو كاسل العسكريتين، وغيرها من المشاريع التي رصد لها ملايين الدولارات، إضافةً لحملات جمع التبرعات التي قام بها ويعد على أثرها أكثر سيناتور جمعًا للتبرعات في تاريخ الولاية

رشح جو بايدن نفسه سابقًا في العام ذاته للانتخابات الرئاسية سعيًا منه ليصبح أصغر رئيس للولايات المتحدة منذ جون كينيدي، لكنه تعرّض لعارضٍ صحيٍ أوقف حملته الانتخابية على إثره.

استأنف عمله في الكونغرس بعد سبعة أشهر من إصابته الدماغية حتى استقالته عام 2009، حيث عين نائبًا للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، ليصبح ثاني أقوى شخصية في الولايات المتحدة بعد الرئيس.

نائب أوباما

بدأ بايدن عمله في منصبه الجديد كنائب لباراك أوباما، بعد أن كان قد ترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه قام بالانسحاب نظرًا لمنافسيه البارزين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وفشله في حشد الناخبين إلى جانب بضع تعليقاتٍ أدلى بها أدت لإيذاء حملته، وتركيز الإعلام بشكلٍ رئيسي على المرشحة الألاسكية سارة بالين.

الفترة الانتقالية

تلاها اجتماعه بشكلٍ سري مع باراك أوباما إثر انتخابه رئيسًا رغبةً من الأخير أن يشغل بايدن منصب نائبه، رغم ضعف العلاقات بينهما أثناء عملهما معًا في لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس، فتم انتخاب بايدن نائبًا للرئيس ليكون السيناتور الوحيد بتاريخ ديلاوير الذي يحتل هذا المنصب.

عُيّن بعد فترةٍ وجيزةٍ من الانتخابات رئيسًا للفريق الانتقالي للرئيس المنتخب أوباما، ثم اختار مساعده رون كلاين ليكون رئيس أركانه، كما شارك بكافة التعيينات الوزارية التي تمت في الفترة الانتقالية، ثم استقال من الكونغرس بعد أن كان قد تم انتخابه لولايةٍ جديدةٍ في 2008، وقام برحلة إلى العراق وأفغانستان كآخر مهمةٍ له في لجنة السياسات الخارجية، مودعًا بعدها مجلس الشيوخ بخطابٍ مؤثر بعد أن قضى فيه 35 عامًا.

تولى بايدن دور مستشارٍ مهمٍ وراء الكواليس، منها فصل النزاعات مع منافسي أوباما، والحصول على دعم مجلس الشيوخ في العديد من تشريعات أوباما، منها "حزمة التحفيز" التي واجهت بشكل فعال الركود المستمر وخلقت فرصًا عديدة للعمل، وقانون حماية المرضى والرعاية الصحية وغيرها

ترشخ لمنافسة ترامب فى انتخابات 2020 لتكون سنة جائحة كورونا الاشد قسوة على العالم هى سنة حظه ليفوز برئاسة أمريكا ومعه نائبته كامالا هاريس و كلاهما شخصيات قانونية وسياسية على عكس رجل المال والأعمال الرئيس المهزوم دونالد ترامب