جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: لماذا أخوض الانتخابات البرلمانية فى دائرة منوف وسرس الليان والسادات؟

النائب أسامة شرشر
-

لقد سعدت بعودة دائرتى القديمة، التى تضم مدينة منوف العلا ومدينة سرس الليان الكريمة ومدينة السادات الشريفة وأهلى الكرام فى قرى مركز منوف ومركز السادات.

وأقولها بصراحة إن هذا التقسيم الجديد هو استدعاء لدائرتى القديمة التى خضت فيها انتخابات 1995 وانتخابات 2005، وعندما تستدعى الذاكرة وتستعيد البوصلة السياسية الروابط العميقة والمواقف العظيمة بينى وبين أهل هذه البلاد أستعيد كيف ارتبطنا معًا ليس ارتباطًا سياسيًّا بل ارتباطًا إنسانيًّا عميقًا مبنيًّا على الصدق والمصارحة، وكانت صاحبة الجلالة هى الرابط فى العطاء والخدمات من خلال عملى رئيسًا لتحرير الوقائع العربية ثم رئيسًا لتحرير جريدة النهار.

ورغم المال السياسى والاحتكار الحزبى ومحاولات البعض نشر ثقافة الكرتونة والسكر والشاى التى كانت تمارس من خلال الإخوان وغيرهم خضنا مواجهات قوية؛ لأننا كنا مؤمنين بأن الحقيقة سوف تنتصر وأن البقاء للشرفاء مهما حاول سماسرة السياسة وتجار الدين تشويههم، وفى النهاية كانت كلمة الشعب هى الفاصلة.

وإننى أستعيد الذكريات مع كل من الأستاذ الجليل رحمة الله عليه الذى كان نموذجًا سياسيًّا نقيًّا شريفًا وهو الحاج محمد فليلة، والمرحوم الحاج عبد ربه سالم ابن كفر داوود، أحد رجال التربية والتعليم المحترمين، والحاج عبدالصادق علام، رحمة الله عليه، رمز النقاء.. وغيرهم كثيرون وكثيرون.

فعندما عادت قرى مركزى منوف والسادات إلى أحضان دائرتى سرس الليان ومنوف فكأن الجزء عاد إلى الكل، وكأنه حنين إلى الخدمات العامة المفقودة ومصالح المواطنين القانونية، وكأنها صرخة من هؤلاء الشرفاء بأن أكون معهم لأكون صوتًا لهم تحت قبة البرلمان.

فاستجبت للنداء ليس بالأقوال ولكن بالأفعال، وهو شعارى فى هذه المرحلة، (أفعال لا أقوال).. ويكفينى هذا كابن من أبناء محافظة المنوفية وجندى من أبناء مصر المحروسة. لا أملك إلا كلماتى، وصوتى وقلمى هما عكازى ورأس مالى بهما أخدم كل أبناء دائرتى.

فإننى لا أمتلك المال ولكننى أمتلك الأفعال.. لأنى لم أتربح من عملى البرلمانى وأعلنتها مرارًا وتكرارًا أن الحصانة هى سلاح يحتمى به فقط الفاسدون والمفسدون الذين يعلمهم القاصى والدانى وتعلمهم الأجهزة المصرية، والمدَّعون الجدد والمتربصون بهذا الوطن والذين ينهبون الأرض والعرض ويستحلون أموال الفقراء وهم يتاجرون بالمال السياسى والآثار المنهوبة والأراضى المسروقة التى هى ملك للشعب المصرى.

أما مثلى فحصانته قلمه وأهل دائرته الشرفاء.

فلذلك جاء ترشحى للانتخابات مرة أخرى استكمالًا لمسيرة الأفعال التى قدمتها رغم حقد الحاقدين، وبعض العشوائيات السياسية وبعض الكومبارس السياسى وسماسرة الانتخابات المكشوفين والمعروفين للدانى والقاصى، وكأنها مزاد سياسى ليتربحوا على حساب كل القيم وكل القواعد وكل الأخلاقيات وهم متأكدون أنهم لن يضحكوا على أبناء هذه الدائرة الكريمة المتعلمة التى يعتبر فيها الفلاح رمزًا للنقاء والشرف والعطاء، والعامل رمزًا للكفاح والإنتاج والتنمية، والجندى رمزًا للتضحية والفداء، والضابط رمزًا للحفاظ على الأمن القومى المصرى.

كل هذه المعانى والمواقف كانت دافعًا لى؛ كى أخوض الانتخابات مجدَّدًا مستقلًّا كما اعتدت منذ عام 1990 لأن ولائى للوطن أولًا وأن المواطن خط أحمر، فهو صاحب الحق الأصيل وهو رمز السيادة الحقيقية وهو الأب الشرعى لهذا الوطن، لأن هذا الشعب العظيم يمتلك مفردات لا يعرفها إلا من عايشها، ولا يدركها مثل هؤلاء المدعين، فبسطاء هذا الوطن وفقراؤه لا يمتلكون إلا كرامتهم.

وأنا أراهن على وعى أبناء مدن منوف وسرس الليان والسادت وقرى مركز منوف وقرى مركز السادات، فهؤلاء هم السادة والأشراف فى هذا الوطن بعائلاتهم المحترمة وشبابهم الواعى وسيداتهم الفضليات، الذين قدموا تعليم أولادهم على ما عداه رغم ضعف الإمكانيات، فهؤلاء مجموعة يعزفون سيمفونية لم يجدوا من يستمع إليها قبلنا أو يلبى طلباتهم العامة المنطقية أو الخاصة المشروعة فى إطار القانون والشفافية.

فلذلك شعروا باليتم السياسى بعدما فقدوا الكثير من الخدمات العامة والخاصة التى هى حق أصيل لهم، وأصبحوا يدركون ويفرقون من يكون صوتهم تحت قبة البرلمان، ومن القادر على تشريع القوانين ومراقبة ومحاسبة الحكومة، ومن القادر على رفض كل ما هو ضد رغبة الشعب المصرى.. والمضابط خير شاهد على ما قدمته كأسامة شرشر، والأفعال والمشاريع والخدمات العامة فى منوف وسرس الليان تتحدث عن نفسها، وسأقدم كشف حساب لأبناء دائرتى يحتوى كل ما أنجزناه وقدمناه وما فعلناه.

ويكفينى أن يعلن اللواء المحترم الصادق إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، هذا الرجل الاستثنائى فى زمن استثنائى والذى استطاع أن يعيد للمواطن هيبته وبعض حقوقه المفقودة، بأعلى صوته، وبمنتهى الصدق والصراحة أن ما تم فى مقلب القمامة بمدينة منوف وفى إعادة رصف شوارعها هو نتاج عمل النائب أسامة شرشر.

وهذا وسام من رجل تقدم له كل النياشين؛ لأنه أيقونة الصدق والجرأة ورجل المواقف الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم.

ويكفينى مدرسة المتفوقين أو مدرسة التمريض بسرس الليان أو الكبارى، شاهدًا على ما قدمته فى سرس الليان ومنوف، وهى شاهدة على أن الدائرة اغتصب حقها طويلًا وهُمش أهلها كثيرًا وعوقبوا نتيجة مواقفهم السياسية ضد جماعة الإخوان الإرهابية؛ فكانت لا توجد لهم أى خدمات عامة على الإطلاق منذ سنوات طويلة، ولم يستطع أى نائب- مع احترامى للجميع- أن يقترب من مقلب القمامة بمدينة منوف بل كانت كلماتهم مجرد شعارات.. والآن الطفرات التى حدثت فى منوف وسرس الليان تتحدث عن نفسها.

ويكفينى فخرًا وشرفًا وامتنانًا أننى لم أتأخر عن أى طلب خاص من أحد أبناء قرى مركز منوف أو قرى السادات أو من أى مكان بمحافظة المنوفية كلها، على مدار السنوات الخمس السابقة التى هى عمر البرلمان، حتى أنجزت أكثر من 10 آلاف طلب لهؤلاء الشرفاء من رجال ونساء وشباب وشابات؛ وذلك أننى نائب أمة، ويكفينى أننى النائب الوحيد من نواب المنوفية، الذى أعاد صوت منوف وسرس الليان تحت قبة البرلمان، والمضابط شاهدة والجلسات مسجلة واللجان معبرة، بأننى كنت أهتم بقضايا أهلى وبقضايا الوطن والمواطنين على حساب أولادى وبيتى وصحتى.

وأشهد الله أننى كنت محصنًا تحصينًا إلهيًّا ضد الفساد المالى والأخلاقى.

ويكفى أن إبراء الذمة المالية لى نظيف كحياتى التى أعيشها بصدق ومصداقية.

وأقولها لأول مرة إننى لم أسافر على حساب البرلمان ولو مرة واحدة، بل سافرت مع السيد الرئيس فى أغلب سفرياته للخارج على نفقتى الشخصية، ويشهد على ذلك رجل من أبناء مدينة منوف التقيته مصادفة فى نيويورك وهو الأستاذ نشأت زنفل الذى سمع من زملائى النواب ذلك.

وهكذا نكون قد قدمنا كشف حساب عرضنا فيه كل الإنجازات والكواليس، وأشهد أن الدولة كانت داعمة لنا فى تقديم الخدمات العامة للمواطنين من خارج موازنة محافظة المنوفية.

وأقول لأبناء دائرتى إن البرلمان ليس مغنمًا وإنما مغرم، وأنه ليس تشريفًا بل تكليفًا، وأن التضحية ليست بأن أترشح بل أن أكون قادرًا على أداء رسالتى ودورى التشريعى والرقابى والخدمى فى البرلمان المصرى أو البرلمانات العربية والدولية.

وأقولها من أعلى مئذنة فى قاهرة المعز بصوت حر أبىّ، إننى كنت داعمًا للدولة المصرية، وكاشفًا للجماعات الإخوانية والسلفية الجهادية التى هى الوجه الآخر للإخوان.

ويكفينى موقفى فى انتخابات مجلس الشيوخ بإعلان رفضى التيار الظلامى رغم أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب، ولكن لم يعنِنى هذا؛ لأن مصلحة الوطن أهم.

ويكفينى أن التاريخ سيسجل بحروف من نور من خدم أهله، ويسقط فى مزبلته من فسد وخان.

والقضية هى الأجيال القادمة وماذا سنقدم لها؟!

والأكبر من ذلك ماذا سنقول يوم الحساب عندما يحاسبنا الله، عز وجل، على الأفعال، وليس على الأكاذيب والشائعات؟!

مصر باقية وستظل باقية إلى يوم الدين.

فادخلوها بسلام آمنين طالما بقى المخلصون والشرفاء الحقيقيون.

وموعدنا بإذن الله فى شهر نوفمبر الذى هو شهر إرادة أبناء منوف وسرس الليان والسادات.

وهذا اليوم هو يومكم، وأنا لن أكون مجرد نائب لكم، بل قائم على مصالحكم، لأننى أنتمى لبلاط صاحبة الجلالة، والكلمات أقوى من الرصاص، والصدق أقوى من الشعارات.