أمام ملتقى قادة الاعلام العربي
أبو الغيط :المصداقية والمهنية والوطنية يجب ان تكون الأسلحة الأهم لدى الإعلام العربي

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ان المصداقية والمهنية والوطنية تعد الأسلحة الأهم لدى الإعلام العربي في هذه المرحلة التي تدور فيها الحروب على الفضاء الالكتروني بنفس القدر الذي تدور فيه في ميادين القتال.
جاء ذلك في كلمته امام فعاليات الدورة السابعة لملتقى قادة الاعلام العربي التي انطلقت اليوم بالتعاون مع الملتقى الاعلامي العربي بالكويت
ووجه ابو الغيط التحية لكلِ من يؤدون رسالة الإعلام النبيلة، ويقودون الرأي العام في هذه المرحلة المهمة والدقيقة من تاريخ العالم العربي.
ولفت الى إن المشاركين في هذا المُلتقى يُمثلون جماعة مُنتقاة من ذوي الخبرة وأصحاب الابداع في شتى مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، مشيرا الى خطورة الدور الذي يضطلع به الإعلام في الوقت الراهن
وقال ان الرسالة الإعلامية صارت من الأهمية والخطورة بحيث تدخل في باب الأمن القومي بمعناه الشامل حيث أمن الوطن والمواطنين ذلك أن التعدد والتنوع الهائل في منصات الإعلام -الرقمي على وجه الخصوص- جعل الأفراد عُرضة لسيل جارف مُستمر من المعلومات والأفكار والتوجهات .. تتضمن الحقيقي والزائف.. والصحيح والمُضلل وما ينشد المصلحة العامة جنباً إلى جنب مع ما يسعى إلى تخريب الأوطان وهدم المجتمعات.
ونبه الى ان العالم شهد ثورة تكنولوجية هائلة غيرت مفهوم وملامح الإعلام في المجتمعاتِ كافة .
وتحول الإعلام إلى صناعة كبرى بالغة التعقيد .. تستثمر أموالاً طائلة .. وتحوز نفوذاً غير مسبوق في تشكيل الوعي وصياغة الرأي العام.. ورأينا دولاً وجهاتٍ من غير الدول تسعى لتسخير هذه الثورة التكنولوجية لتحقيق الهيمنة على الأفكار .وإعادة تشكيل توجهات الملايين عبر امتلاك مؤسساتٍ إعلامية ضخمة ومتشعبة .. فضلاً عن منصاتٍ الكترونية ووسائل مختلفة للتأثير في الفضاء الالكتروني الشاسع وفي وسائط التواصل الاجتماعي ودفعها في اتجاهات بعينها.
وشدد على اهمية وجود مواجهة ذكية تواكب العصر وإيقاعه .. ولا تقع في فخ الانغلاق أو الانعزال ..
ونبه الى ان المصداقية لها دائماً الكلمة الأخيرة .. قد يميل المُتلقي لأفكار مُضللة وقد ينخدع بمعلوماتٍ زائفة .. ولكنه، في خاتمة المطاف، يستطيع التمييز بين المنابر التي تتوخى الحقيقة وتنقل الواقع بأمانة.. وبين تلك التي تتخفى وراء مبادئ زائفة عن الحرية .. بينما هي في الواقع مثالٌ على التحريض الفج .. والتخريب المُتعمد للعقول، والتدمير الممنهج للمُجتمعات .
وان التمسك بالمصداقية كفيل بطرد هذه "العملات الزائفة" مهما بدا من اقتناع الناس بها واقبالهم عليها لبعض الوقت وقد رأينا مثل هذا يحدث بالفعل في حالات كثيرة.
أما المهنية فهي شرطٌ لازم لارتقاء مؤسساتنا الإعلامية ومواكبتها للعصر عبر تعزيز قدرات الكوادر ومهارات العاملين في المجال الإعلامي.. وتسليحهم بأدوات الإعلام المعاصر، خاصة في المجال الرقمي والتفاعلي.
كما ان الوطنية تظل شرطاً أولياً لازماً لإعلامٍ هدفه الأول والأخير خدمة المجتمع وصيانة أمن الوطن والمواطن، عبر التعريف الأمين بالمخاطر المُحدقة به، والتهديدات التي تمس استقراره وبقاءه وازدهاره.
واعرب ابو الغيط عن امله في نجاح الملتقى في الخروج بتوصياتٍ تدفع بمسيرة الإعلام العربي إلى الأمام في عصر تشتد فيه الحاجة لإعلام يتوخى المصداقية ويتمسك بالمهنية ويلتزم بالوطنية.

