جريدة النهار المصرية

ثقافة

جبل الموتى.. حكاية أثر كشفته الحرب العالمية بواحة سيوة

-

تحظى واحة سيوة التابعة لمحافظه مطروح بالعديد من المقومات السياحية والأثرية الهامة التى تجمع بين روعة الطبيعة وجمالها مع التاريخ العريق.

فتمتلك واحه سيوه العديد من المعالم الأثرية والتاريخية والتى منها جبل الموتى والذى يتميز أعلاه بمناظر خلابة ويحتوي على عشرات المقابر المنقورة في الصخر والتى اكتشفها أهالى الواحة بالصدفة أثناء الحرب العالمية الثانية عندما لجأ أهالي سيوة للاحتماء بالجبل فاكتشفوا المقابر به.

وينقسم هذا الجبل إلى مقابر رئيسية مقبرة سي أمون وتتمتع هذه المقبرة بمجموعة من النقوش البارزة وتضم رسما يمثل الآلهة "نات" وهي واقفة تحت شجرة الجميز، ثم مقبرة أخرى أُطلق عليها اسم مقبرة التمساح وسميت بهذا الاسم نسبة للرسوم المنقوشة عليها وهي عبارة عن شكل تمساح أصفر اللون يمثل الإله "سوبيك" وتمثل هذه المقبرة هيكلا أشبه بكهف مكون من ثلاث حجرات ولم يتم التعرف علي صاحب هذه المقبرة حتي الآن، ومقبرة أخرى تسمي "ثيبر" باثوت وهي مزينة برسومات ونقوش ساحرة مصبوغة باللون الأحمر الذي يغلب علي الأواني الفخارية المستخدمة في سيوة حتي الان ويرقد في تلك المقبرة تابوت حجري موضوع علي أرضية غرفة الدفن.

وقال عبد العزيز الدميري، مدير عام آثار مطروح، إن جبل الموتى هو ثاني أهم أثر تم الكشف عنه في واحة سيوة بعد معبد الوحي، لافتا إلى أنه تم اكتشافه سنة 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية عن طريق الصدفة عندما لجأ أهالي سيوة للاحتماء بالجبل فاكتشفوا المقابر به.

وأوضح "الدميري"، أن تاريخ هذه الجبانة الأثرية يرجع إلي الأسرة الـ26 ويمتد للعصر البطلمي والروماني, وتجمع هذه المقابر في تصميمها بين الفن المصري القديم والفن اليوناني ونشأ هذا الاندماج نتيجة اختلاط الثقافات. بعض هذه المقابر توجد على عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز بشكل مستطيل ينتهي إلي فناء واسع مربع وهذا الفناء يتفرع منه مجموعة فتحات مخصصة لوضع الموتى.

وأضاف مدير عام آثار مطروح، أن جبل الموتى يبلغ ارتفاعه 50 مترا ويتكون من تربة جيرية ويعد بمثابة جبانة أثرية مشيرا إلى أن هذا الجبل يتميز بمنظره العجيب فـمن أسفله إلي أعلاه عبارة عن مقابر للموتى منحوتة على شكل خلية نحل من الحجر على هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة.

وقال إنه بالصعود إلى أعلى الجبل يمكن مشاهدة مناظر رائعة الجمال والجاذبية لواحة سيوة التي شكلت في مجملها العديد والعديد من معالم وكنوز الصحراء الكبرى.