جريدة النهار المصرية

صحافة محلية

المسلمون والمسيحيون نسيج واحد

فى احتفالية ”معاً فى حب مصر” ثقافة الفيوم

-
فى مبادرة لنبذ العنف والتعصب الدينى، وإيماناً من دور الهيئة العامة لقصور الثقافة مناقشة مشكلات المجتمع، وفى إطار التعاون بين د. جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم والهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد مجاهد وجريدة نهضة مصر اليومية، أقيمت احتفالية بعنوان معاً فى حب مصر على مسرح قصر ثقافة الفيوم بحضور السيد المحافظ والكاتب أحمد زحام رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصيعد الثقافى نائباً عن رئيس الهيئة واللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم وكثير من رجال الدين المسيحى ورجال الدين الإسلامى من الأزهر والأوقاف والإعلامى معتز صلاح الدين بجامعة الدول العربية وعزة عبد الحفيظ رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة وكوكبة كبيرة من الفنانين هم أحمد ماهر، المنتصر بالله، محمد متولى، حمدى الوزير، وكثير من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة ولفيف من الإعلاميين ومنتصر ثابت مدير فرع ثقافة الفيوم.فى بداية الاحتفالية افتتح المحافظ والكاتب أحمد زحام معرض فن تشكيلى بعنوان الوحدة الوطنية على مر التاريخ ببهو القصر، كما قدمت فرقتى الفيوم للإنشاد الدينى والموسيقى العربية مجموعة من الأغانى الدينية والوطنية مثل قل هو الله أحد، الشجرة اللى الدم سقاها طلعت بتكبر، وعاش الهلال مع الصليب، عظيمة يا مصر، مطلوب من كل وطنى، ع الدوار، بالأحضان.وفى كلمته عبر د. جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم عن سعادته وسعادة شعب وقيادات الفيوم بهذه الاحتفالية التى ترعاها المحافظة والهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد مجاهد وجريدة نهضة مصر اليومية وأشار إلى أنه فخور بمصريته، وبأنه مكلف من قبل القيادة السياسية لخدمة شعب الفيوم، وفخور بكل القيادات الدينية المحترمة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوى والبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، فخور بان مصر بها مجموعة من الفنانين المحترمين مثل الذين حضروا هذه الاحتفالية، كما أشار إلى أن والديه كان يقيم بجوارهما مسيحى يدعى مدحت نديم خورى، وعندما مات والده أقاموا العزاء فى منزله مؤكداً على أن هذا أكبر دليل على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحين فى مصر.وعبر عن سعادته بأن تستقطب الفيوم هذه الكوكبة من المفكرين والمثقفين ورجال الدين المسيحى والإسلامى والفنانين ورجال الإعلام الذين حرصوا على أن يكونوا موجودين فى هذه الاحتفالية، مؤكداً على أن على أرض مصر لافرق بين مسلم ومسيحى.وأكد الكاتب أحمد زحام رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيـد الثقافى فى كلمتـه نائبـاً عن د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على أن الحديث عن الوحدة الوطنية فى مصر واقع نعيشه منذ القدم حيث تتلاصق الدور وتتجاور القبور فهو تاريخ طويل يبدأ من مصر القديمة حيث وقفوا صفاً واحداً على مرالتاريخ يتصدون للغزو الأجنبى، وسيظل أقباطاً ومسلمين فى رباط إلى يوم الدين خير أجناد الأرض، مؤكداً على أن هناك ضرورة لترسيخ الوحدة الوطنية واحترام الآخر للآخر التى عمل على ترسيخها البابا شنودة الثالث صاحب المواقف الوطنية والأنسانية عندما كان يردد أخى أنت وأنا أخى، وأنت أنا وأنا أنت.وأشار زحام إلى أن أعضاء الوفد الذى ذهب إلى المحتل البريطانى مطالبين بتحرير سعد زغلول كان يتكون من أربعة أعضاء ثلاثة منهم من الأخوة المسيحين منهم مكرم عبيد وسينوت حنا وتم سجنهم لمطالبتهم بتحرير سعد وفى مجال الثقافة والإعلام فقد أسس جورجى زيدان مؤسسة دار الهلال وسليم وبشارة تقلا أسسا الأهرام إلى جانب عدد كبير من المؤرخين والمفكرين فى العصر الحديث.وتمنى لهذا الوطن دوام التوفيق وأن تُمحى الكراهية والحقد والعمى وتزول فوارق العنصر والجنس واللون واللغة والدين وتختفى الحزبية والقبلية.وأكد القس متياس بشرى نائباً عن مطران الفيوم على أنه لن يستطع إنسان أن يُفرق بين المسلم والمسيحى على أرض مصر، فقد ورد اسمها فى الانجيل والقرآن حيث ورد عنها فى سفـر أشعيـاء مبارك شعبى مصر ووصفها كجند الرب كأرض مصر وانها شاركت بمجئ الأنبياء والعائلة المقدسة ونحن نجتمع اليوم كعناصر لمجتمع واحد ووطن واحد وهذا إن دل إنما يدل على عمق الوحدة الوطنية التى تشهدها بلادنا هذه الأيام، مؤكداً على الوحدة الوطنية ستظل تسرى فى شرايين قلب المسلمين والمسيحيين وأن التاريخ خير دليل على على مدى الترابط الاخوى فكانت ثورة 1919 أروع صورة للوطنية الصادقة بين المسلمين والأقباط وتجلى ذلك ونحن نجد رجال الدين الأقباط يخطبون على منبر الأزهر، وكان القمص سرجيوس الذى لقب بخطيب الأزهر وخطيب الثورة الذى قال فى أحد خطبه فى الأزهر إذا كان الانجليز يتمسكون فى مصر بحجة حماية الأقباط، فليمت الأقباط ويحيا المسلمين أحراراً، وقد قال سعد زغلول شاهداً على وطنية الأقباط لولا وطنية وإخلاص الأقباط لتقبلوا دعوة الأجانب ولكنهم فضلوا أن يكونوا مصريوين مطحونين مثل أخوتهم من المصريين.وأشار أن التاريخ يعيد نفسه فقداسة البابا شنودة الثالث نجده حينما أتت لجنة من الخارج لتقصى الحقائق وكان هدفها بحث بعض الأمور الداخلية فى مصر فرفض مقابلتها حباً فى مصر، وكما أنه منع الأقباط من زيارة القدس وأنه هو شخصياً لن يدخلها إلا مع إخواننا العرب المسلمين، ويدين باستمرار الاعتداءات الاسرائيلية على فلسطين وأجاز التبرع بالحياة وليس بالدم فقط من أجل المسلم.وهنا فى الفيوم يوجد نيافة الحبر الجليل الآنبا آبرام ـ أطال الله حياته ـ رجل الوحدة الوطنية، يحرص نيافته على إقامة مأدبه رمضانية كل عام بدير القديس الآنبا آبرام بالعزب تجمع السيد المحافظ ومدير الأمن ومفتش أمن الدولة وجميع القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية، كما تظهر حكمته فى معالجة الكثير من الأمور، داخل الايبارشية.وفى كلمته وجه الشيخ سُليم منيسير شعيب مدير عام الأوقاف بالفيوم التحية لجميع الحضور، وأشار الى أن مصر هى ملاذ الرحمة وموطن السكن والأمن كما ورد فى القرآن ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، فهى التى احتضنت يوسف من غيابة الجب وعاش فيها نبياً ورسولاً، وتربى فيها موسى وعاد اليها نبياً ورسولاً، واحتضنت العائلة المقدسة وساعدت كافة الدول التى أرادت التحرر والتقدم، وأعادت للعالم العربى والإسلامى عزته وكرامته فى حرب أكتوبر 1973، وساعدت وما زالت تساعد فى حل القضية الفلسطينية فإذا ما ظهر ما يعكر الصفو من مناوشات أو خلافات سريعاً ما تتلاشى لأن حب مصر والإنتماء غريزة فى دم كل مصرى، ولن يستطيع أحد من الحاقدين فى التفريق بين أبناء مصر، ومهما طفت بعض الظواهر المخلة فإن الإصلاح السريع لها يحقق الوئام بين أفراد الأمة وما حدث أثناء السيول والإعصار التى ضربت أسوان وسيناء أكبر دليل على ترابط المجتمع.وأكد الإعلامى معتز صلاح الدين المستشار الإعلامى بجامعة الدول العربية على أن اختلاط دماء المسلم والمسيحى فى أكتوبر 1973 ونداء الجنود فيه الله أكبر هو تأكيد للمقولة التى أنطلقت مع شرارة ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول صاحب المقولة الخالدة الدين لله والوطن للجميع، وأوضح أن ثورة 1919 هو نموذجاً فريداً للوحدة الوطنية حيث أرتفع الشعار الشهير عاش الهلال مع الصليب فقد كان رجال الكنيسة يخطبون فى المساجد وعلماء الأزهر يخطبون فى الكنائس وكان القمص سرجيوس أول قبطى يهتف من على منابر الأزهر الشريف وخطب فى الناس بصحبة الشيخ محمود أبو العبد منادياً بالوحدة الوطنية، وأشار الى أنه منذ أسابيع قليلة فقد أربعة من الأخوة الأقباط أرواحهم وأنقذوا أخيهم المسلم الذى سقط فى إحدى بالوعات الصرف الصحى بالدقهلية لتؤكد مثل هذه الأحداث على عظمة الوحدة الوطنية ولتؤكـد مقولة البابا شنـودة أن مصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه.وأكد الكاتب الصحفى مصطفى عبد الله بجريدة نهضة مصر نائباً عن الكاتب الصحفى الكبير محمد الشبة رئيس تحرير نهضة مصر على أن أجهزة الإعلام درع يحمى وعى المواطنين ويجمع الصفوف فى مواجهة مؤامرات الفتاوى الزائفة والأيدى الخفية العابثة، والتصدى لأى بادرة تهدد وحدة الوطن مهما كان الاختلاف فى قضايا العمل السياسى وجريدة نهضة مصر ارتفعت فى تناولها لحادث نجع حمادى إلى مستوى المسئولية الواجبة، وأشار إلى أن بعض الحوادث البشعة والمرفوضة تثير ردود فعل مختلفة منها ما هو صادق ومنها ماقد ينحرف بحسن نيه ويؤدى إلى إثارة فتنة طائفية، مشيراً الى أن الوطن يجب أن يبقى فوق كل المسميات والأطراف ومهما كان الاختلاف فى الرأى السياسى فلا يمكن الاختلاف على وحدة هذا الوطن.وعبر الفنان محمد متولى عن سعادته بوجوده فى محافظة الفيوم وبتقدير المحافظ للفن والفنانين لأن هذا التقدير هو الذى يمسح العرق من على جبين الفنانين، وأكد على أن مصر دائماً هى بلد الإخاء والمحبة والمسلمين والمسيحين أخواناً فالدين لله والوطن للجميع.ووجه الفنان أحمد ماهر التحية للمحافظ ود. مجاهد لرعايتهما لهذه الاحتفالية، وأشار إلى أن الكلام يضعف فى هذه المناسبة عما يجيش فى قلوبنا، فمصر التى ذكرت فى القرآن والإنجيل وقال فيها النبى محمد صلى الله عليه وسلم لكم فيها نسباً وصهراً وقال عنها المؤرخين مصر هبة النيل، وأضاف أنه فى شهر رمضان منذ بضع سنوات لم يفطر يوم فى منزله وكان يفطر فى مؤائد الكنائس بداية من مائدة البابا شنودة وهذا يعنى المشاركة والاحساس بين المسلمين والأقباط، وأن أعز أصدقاءه وأوفاهم له من الأخوة المسيحين، وأوصى بحب مصر لأنها نعمة من الله وأن الجميع يحسدنا على هذه الوحدة والتماسك بين الشعب.وأكد الفنان المنتصر بالله على وحدة شعب مصر مسلم ومسيحى.ووجه الفنان حمدى الوزير الشكر لمحافظ الفيوم وشعبها، وقال أن البابا شنودة فى أحد البرامج سؤل عن رأيه فى الوحدة الوطنية فرد قائلاً أن الوحدة بين عنصرين ونحن عنصر واحد، وطالب باحترام وتقدير البابا شنودة الذى رفض مؤخراً مقابلة وفد أمريكى عن تقصى الحقائق عن الفتنة الطائفية فى مصر.وفى كلمته وجه منتصر ثابت مدير عام فرع ثقافة الفيوم الشكر والتحية لكافة الحضور مشيراً إلى أن توجيهات د. أحمد مجاهد هى الاهتمام بالقضايا الملحة والتى تهم المواطن المصرى، فأصبحت قوافلنا الثقافية تجوب القرى والنجوع تقدم احتفالية اليوم الواحد بالقرى البعيدة والنائية، تناقش معهم قضايا الوطن الراهنة، وهذا هو دور الثقافة حيث الارتقاء بسلوك الأنسان وأحاسيسه لترسيخ الوعى والمعرفة وتأصيل القيم النبيلة بداخله بالفن والفكر الدينى، وصرح بأنه أقام ورشة عمل فى هذه الأيام بمحافظة الفيوم بالتعاون مع المركز القومى للسينما ليصور فيها هذه الروح المصرية.وقد كرم د. جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم والكاتب أحمد زحام نائباً عن د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة كل من سُليم منيسير مدير عام الأوقاف بالفيوم والقمص متياس بشرى والكاتب الصحفى محمد الشبه رئيس تحرير جريدة نهضة مصر والإعلامى معتز صلاح الدين المستشار الإعلامى بجامعة الدول العربية والفنانين محمد متولى، أحمد ماهر، والمنتصر بالله، حمدى الوزير، حسام أبو العلا، ياسر سليم بإهدائهم درع المحافظة ودرع الهيئة، كما كرم المحافظ الكاتب الصحفى خالد العوامى والناقد الفنى مجدى الطيب بإهدائهم درع المحافظة وأهدت جريدة نهضة مصـر كل من الفنان محمـد متولى وأحمد ماهر وحمدى الوزير والمنتصر بالله شهادة تقدير.