جريدة النهار المصرية

المحافظات

المحاربون ضد الوباء صورة من قريب

أميرة أبو الحسن
-

كتبت : أميرة أبو الحسن

حوار ممتع وصادم في نفس الوقت هذا الذي دار بيني وبين صديقتي الطبيبة الطيبة.. هي طبيبة شابه قمة الذوق والرقى والحب لبلدها ووطنها مصر و لكل المحيطين بها.. تجلت روحها الجميلة و رقى أخلاقها في المحنة الأخيرة التي يمر بها العالم ونمر بها في مصر.. حيث المواجهة مع كورونا و الأمل في الانتصار على الوباء.

تُقدر صديقتي روح الحب التي تجلت للأطقم الطبية من جانب الشعب، و موقف القيادة السياسية..في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها..و قد عبر المواطنون عن روح المحبة و التقدير من جانب الشعب للدور الذي يقوم به الأطباء وهيئة التمريض وفى موقف الدولة حيث بدأت بإعطاء بعض الحقوق لمجال عانى كثيراً في السنوات الأخيرة خاصة توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة مكافاءة طبيب الامتياز زيادةً معقولةً ومقبولةً..

و تضيف صديقتي و لا يقتصر الأمر على الجانب المادي فقط فقد كان للجانب المعنوي أثراً كبيراً في أداء الأطقم الطبية وتعاملها مع الأزمة ، و قد لمسه جميع الأطباء من كل فئات الدولة حكومةً وشعباً عندما تم إضاءة الهرم الأكبر تحيةً، وشكراً، و عرفانا، لدور الأطقم الطبية في مكافحة الوباء

قلت لصديقتي الطبيبة: إننا من قبل إضاءة الهرم أضاءنا لهم قلوبنا حباً في مهنه الرحمة والإنسانية كما نسميها.

و أخذنا الحديث لما قبل كورونا حيث كانت مهنة الطب تتعرض طوال السنوات السابقة لهجومٍ عنيف تجلت فى خناقات بين الأطباء و أهالى المرضى و أصبحت المهنة السامية متهمة بأنها مهنه للتربح.. حيث حولها البعض من ذوى النفوس المريضة من رسالة إنسانية إلى مهنةٍ لا إنسانيه.. وردد البعض أن الطب لم يعد رسالة وهدف نبيل ، ولكن جاء اختبار كورونا ليعيد الإعتبار للمهنة و يكشف المعدن النفيس للعاملين بها بوصفهم ملائكة رحمة و رسل حب ، لقد تم محو الفجوة التى حدثت بين الطيب و بين أهالى المرضى و العاملين بالتمريض و اختفى من يتصيدون الأخطاء للمهنة بهدف النيل منها و تصدر المشهد من يقدمون التحية و يشيدون ببطولة الأطقم الطبية بوصفهم " محاربون ضد الوباء "

لقد لمست فى حوارى مع صديقتى الطبيبة صورةً من قريب لملائكة الرحمة ...أصحاب هذه المهنة العظيمة.. قلت لها : أنتم الآن من تحاربون فى الصفوف الأمامية و أنتم خط الدفاع الأول فى مواجهة اشرس عدو شهدته الإنسانية من قرون ... انتصاركم نجاة لنا جميعاً .. ابتسمت فألقت بضوء من الأمل فى اعماق نفسى وسط نفقٍ مظلم

لا يعلم متى تزول هذه الغمة إلا الله وحده..لكننا نأمل أن نخرج منها بعبر تتجلى فى تصحيح عيوبنا وتصحيح أخطاء المس وإعطاء كل ذى حق حقه..

المسئولية مشتركة..و نحن جميعا فى مركب واحده..أما ننجو جميعاً أو نهلك جميعاً فهى معركة بين الحياة والموت... معركة بين البقاء و الفناء..معركة وجود..ولنا فيمن سبقونا عبره.. دول كبيرة لم تستطيع الوقوف ، و التصدى لمواجهه هدا العدو الخفى ، وشاهدنا رائحه الموت فى كل مكان

نسأل الله السلامة لك يا صديقى و لكل الوطن ، و أن نواجه الأزمة و نظل بعدها على قلب واحد ..دورنا كبير و المسئولية اكبر..

اضعف الإيمان أن نلبى نداء قادتنا فى هذه اللحظة .. فقط خليك فى البيت..تحمى نفسك ، و أهلك ، وبلدك .