جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

أمام قمة برلين حول ليبيا

" أبو الغيط": لن تتحقق التسوية السياسية للوضع الليبي في ظل استمرار التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة

هالة شيحة -

أبو الغيط: نجاح وقف إطلاق النار يتطلب التوصل إلى معالجة جذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من المنعطف الخطير الذي يمر به الوضع الليبي بسبب التطورات المتلاحقة التي أصابت هذا البلد العربي المهم والتي أحدثت شرخاً كبيراً في نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية وأضرت بالجهد الذي بذلته البعثة الأممية لاستئناف المسار السياسي بين الليبيين وزادت من معاناة الشعب الليبي منذ اندلاع المعارك العسكرية حول العاصمة طرابلس وفاقمت حالة الانقسام بين مؤسسات الدولة وعقدت من جهود إعادة توحيدها.

جاء ذلك خلال كلمة ابو الغيط اليوم أمام قمة برلين التي انعقدت بشأن الاوضاع في ليبيا .

وجدد ابو الغيط التأكيد على جملة من الثوابت والالتزامات التي تقع على الأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبي وأيضا على الأطراف الليبية التي تتحمل المسئولية الأكبر في التوصل إلى تسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من هذا المأزق الخطير

وأكد ابو الغيط حرص الجامعة العربية على دعم عملية برلين ومخرجاتها ... والتزامها بمرافقة الأشقاء في ليبيا في أي جهد يفضي إلى حلحلة الأزمة .

وشدد أبو الغيط على عدد من النقاط الأساسية:

أولاً: انه لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبي في الوقت الذي تستمر فيه التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة والمكشوفة في الأراضي الليبية والتي جعلت من ليبيا ساحة أخرى للمنافسات والتجاذبات الخارجية في الشئون الداخلية لواحدة من دولنا العربية؛ ومن ثم فإن الأمر يستلزم احتراماً صادقاً من الجميع بما سيصدر في البيان الختامي للقمة والتزاماً كاملاً بكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر السلاح وسيادة وسلامة الدولة الليبية.

ثانياً: يمثل التوقف عن هذه التدخلات الخارجية والتصرفات غير المشروعة شرطاً أساسياً لإفساح المجال أمام الأطراف الليبية لخفض كل مظاهر التصعيد في الميدان والالتزام بوقف إطلاق النار المعلن منذ يوم 12 يناير والانخراط بحسن نية في الجهود التي ستبذل للتوصل إلى ترتيبات دائمة وذات مصداقية لإيقاف العمليات القتالية

وأكد ابو الغيط أن الجامعة العربية ستبقى داعمة، بالكامل، للجهد الذي يقوم به المبعوث الأممي غسان سلامة لرعاية مثل هذه الترتيبات والتفاهمات بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي والتي يجب أن يتم تنفيذها تحت إشراف الأمم المتحدة ومرجعية بعثتها للدعم في ليبيا.

ثالثاً: لا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذاً بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة إذ أن وجودها سيظل يمثل تهديداً لديمومة مسار وقف إطلاق النار وللعملية السياسية التي يجب أن تكون مكملة وحاضنة له

وجدد ابو الغيط الرفض لكل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب والتي لم تؤد سوى إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكري والأمني على الأرض.

رابعاً: تظل الجامعة العربية ملتزمة بمرافقة جميع أهل ليبيا في التوافق على وتنفيذ مختلف الاستحقاقات السياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية التي ستكون مطلوبة عبر توحيد مؤسسات الدولة المنقسمة ووضع خارطة طريق متكاملة لاستكمال المرحلة الانتقالية والاتفاق على القاعدة المنضبطة اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتطلع إليها الشعب الليبي

وفي هذا الاطار جدد أبو الغيط التأكيد على دعم الجامعة لجهد السيد غسان سلامة في تشكيل وعقد منتدى الحوار السياسي الليبي، وإنشاء لجنة الخبراء الاقتصاديين الليبيين، وإطلاق الحوار الاقتصادي الليبي .وهي جهود اعرب عن ثقته في أنها ستلقى أيضاً مساندة كاملة من كافة الدول والمنظمات المشاركة في عملية برلين