جريدة النهار المصرية

ثقافة

حكاية مسجد بناه قاضي وضريحه لشيخ ومئذنته معترف بها أثريا

-

في شوارع ودروب بالقاهرة التاريخية تجد مئات الكنوز المعمارية الأثرية، ولأنها ليست في صدارة المشهد الأثري أو ذات موقع متميز مثل مسجدي السلطان حسن والرفاعي، فقد لا تجد من يعرفها رغم قيمتها التاريخية، ومسجد على العمرى أحد هذه الكنوز الأثرية في القاهرة، وكشف لنا قصته د.محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

قال عبد اللطيف: يقع هذا المسجد فى حارة العمرى المتفرعة من شارع بورسعيد بمنطقة باب الخلق، وذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية حارة العمرى باسم عطفة الزيتون وأن بها جامع قديم يعرف بجامع العمرى بداخله ضريح الشيخ العمرى ويعمل له مولد كل سنة وشعائره مقامة.

وقيل أيضًا أن هذه المنطقة كانت سابقًا مخصصة للمدابغ القديمة ثم تم إزالتها ولهذا بنى بها عديد من المساجد ومنها مسجد الملكة صفية ومسجد البردينى ومسجد العمرى الذى بنى فى قلب الحى نفسه فى الفترة نفسها.

وتابع:تذكر بعض المراجع أن هذا المسجد من إنشاء القاضى أمين الدين بن محمد بن عباده بن منصور العمرى الحرانى عام 832 هـ/ 1428م، بينما تذكر مراجع أخرى أن هذا المسجد يعود إلى نهاية القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى.

والمسجد الحالى حديث إلا أن أهم الأجزاء به المئذنة وهى مسجلة كأثر إسلامى هام برقم 426 ومؤرخة بأنها تعود إلى نهاية القرن 10 هـ/ 16م، وتقع مئذنة مسجد على العمرى فى منتصف الضلع الجنوبى الغربى للمسجد.

والمئذنة تشرف على حارة العمرى،وقد تم بناءها فى جميع أجزاءها بالحجر الجيرى مع ملاحظة تنوع أحجام ومقاسات الأحجار المستخدمة فى البناء حيث أنها ضخمة فى الأجزاء السفلية وتقل تدريجيًا فى الأجزاء العلوية.

وقال: تعتبر هذه المئذنة من روائع الفن الإسلامى وذلك لما تتميز به من غنى فى الزخارف والنقوش، وتتكون من قاعدة مربعة يعلوها مناطق الانتقال ثم الطابق الأول وهو مثمن الشكل وبه ثمانية دخلات ، أربعة منها فقط مفتوحة وأسفلها أربع مشترفات.

وأضاف: تعلو الطابق الأول شرفة الأذان الأولى ثم الطابق الثانى وهو مثمن أيضًا ولكن أقل من الطابق الأول فى الحجم ويعلوه شرفة الأذان الثانية ، أما الطابق الثالث فهو اسطوانى الشكل ولكن ما يؤسف له فإنه غير موجود حاليًا حيث سقط وفقد مع قمة المئذنة فى فترات سابقة.