جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

الإشعاع وصل 16 ضعفا.. تفاصيل الانفجار النووي في «سيفيرودفينسك» الروسية

-


بعد 4 أيام من الانفجار الذي أودى بحياة 5 أشخاص على الأقل، ولم تقر به السلطات الروسية وبطبيعته "النووية"، إلا فى وقت متأخر من مساء أمس، جددت الأخيرة بأن الحادث المرتبط بتجارب "أسلحة جديدة" على منصة بحرية قبالة سواحل منطقة "أرخانجيلسك" في أقصى الشمال الروسي، رفع مستويات الإشعاع من 4 إلى 16 مرة في مدينة سيفيرودفينسك التي وقعت بها الحادث.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية والمراقبة البيئية في روسيا، أن مستوى الإشعاع في سيفيرودفينسك، أثناء الحادثة التي وقعت في موقع تجارب عسكرية في 8 أغسطس كان مرتفعا بنسبة بين 4 إلى 16 ضعفا.

وقال بيان للإدارة الشمالية للأرصاد الجوية والمراقبة البيئية، إن الأنظمة الآلية الخاصة برصد حالة الإشعاع في 6 نقاط من أصل 8 في مدينة سيفيرودفينسك يوم الحادثة، سجّلت زيادة في معدلات جرع أشعة جاما من 4 إلى 16 مقارنة بالمستوى المحدد لهذه المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء "تاس" عن ليونيد بولشوف، الأكاديمي والمدير العلمي لمعهد التطوير الآمن للطاقة النووية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، تأكيده عدم وجود أي تهديد لسكان مقاطعة أرخانجيلسك عقب الحادثة في ميدان التجارب العسكرية، موضحاً أن الأجواء عادت إلى مستواها الطبيعي بعد ساعة ونصف الساعة، بحسب موقع "روسيا اليوم" الإخباري.

وكان انفجار وقع في ميدان تجارب عسكرية، الخميس الماضي، وأعلنت وزارة الدفاع مقتل شخصين أثناء اختبار نظام دفع صاروخي جديد يعمل بالوقود السائل.

والسبت الماضي، أعلنت وكالة الطاقة النووية الروسية "روس آتوم" أن الحريق والانفجار الناجم عنه الذي حصل أثناء التجربة الصاروخية على منصة بحرية أسفر عن سقوط 5 قتلى من العاملين في المؤسسة، وثلاثة آخرون أدخلوا إلى المستشفى.

وقال رئيس الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية "روس آتوم" أليكسي ليخاتشيف، إن الخبراء الـ5 الذين لقوا مصرعهم، إثر الانفجار كانوا يعملون على تطوير "أسلحة جديدة"، متعهّدا مواصلة الاختبارات "حتى النهاية"، على الرّغم من الحادث.

وأقامت روسيا مراسم تأبين للخبراء الـ5 في مدينة ساروف المغلقة بمنطقة "نيجني نوفجورود" بالقرب من موسكو.

وأكدت بلدية مدينة "سفرودفنسك" القريبة من القاعدة العسكرية أن أجهزتها للاستشعار "سجلت ارتفاعا لوقت قصير في التلوث الإشعاعي"، مما أثار حالة هلع لدى السكان الذين سارعوا لشراء مادة اليود المضادة للإشعاعات.

ويرى محللون أمريكيون أن الحادث الذي وقع الخميس الماضي في منطقة نيوسكا للأسلحة البحرية، يبدو أنه تجربة لنوع جديد من صواريخ كروز يتم إطلاقها بالطاقة النووية.

من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم، إلى ردود فعل مواطنين ومسؤولين روس على مواقع التواصل الاجتماعي معربين عن غضبهم من ان انفجار مفاعل نووى صغير فى موقع تجارب عسكرية الأسبوع الماضى لم تعترف به حكومتهم لعدة أيام.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بعض البرامج التليفزونية في موسكو توقفت في ظروف غامضة لمدة 53 دقيقة في ليلة الحادث"، موضحة أن وكالة البث الحكومية وصفت فى وقت لاحق التعطيل بأنه عطل فى نظام التحذير من العواصف، كما حذرت الأرصاد الروس من الخروج ودعتهم إلى البقاء في منازلهم بسبب عاصفة رياح قوية".

وأضافت الصحيفة أنه عندما اعترفت الشركة الحكومية للطاقة النووية لأول مرة، السبت الماضي، بأن الحادث بسبب مواد نووية، لم يتم بث الخبر على جميع القنوات التلفزيونية، مشيرة إلى أنه تم بث الخبر عبر القناة المحلية الأولى لمدة 36 ثانية فقط، الأمر الذي أثار انتقادات الروس بالاعتراف المتأخر بالحادث، مشبهين التأخير في الاعتراف بحادث "تشرنوبيل" الذي وقع قبل ثلاثة عقود".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد سكان سان بطرسبرج، دانيل كوتسيبينسكي، قوله: "إنه حتى لو لم يكن الأمر خطيراً كما يبدو، فإننا نستحق أن نعرف"، مضيفاً: "أن البيان الذي صدر في الساعات الأولى، والروايات المتناقضة، وصمت كبار المسؤولين، قد استحضر ذكريات مظلمة عن حادث انفجار تشيرنوبيل".

وأضاف كوتسيبينسكي أنه عند وقوع حادث تشيرنوبل، كطالباً جامعياً آنذاك، وفرضت السلطات على الطلاب السير في موكب بمناسبة ذكرى مايو في عام 1986، لم تلغ السلطات السوفيتية، التي كانت حذرة من الكشف عن وقوع حادث نووي قبل أيام قليلة، المسيرات في جميع أنحاء البلاد التي شارك فيها ملايين الأطفال".

وأوضح كوتسيبينسكي أن هذه الإشعاعات تسببت في انتشار السرطانات، ونتيجة لذلك اعتمدت روسيا دستوراً في عام 1993 يحظر حجب المعلومات التي تتعلق بمخاطر الصحة العامة.