جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: مطار القاهرة أكثر أمانًا من قصر باكنجهام

-

  وحدها الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إير وايز»، علقت رحلاتها إلى القاهرة لمدة سبعة أيام، فيما تصفه بإجراء احترازى، لأنها تراجع الأمن فى مطار القاهرة.

بينما كل الوقائع تؤكد أن مطار القاهرة أكثر أمانًا من قصر باكنجهام،

حيث مقر الحكم هناك.. ما فعلته الشركة البريطانية وأثار لغطًا شديدًا لم يصمد أمام الحقائق على أرض الواقع سوى ساعات معدودة ليتأكد العالم كله أن القرار البريطانى اتسم بالتسرع والحماقة معًا فى توقيته وأهدافه.

فقد توقع البريطانيون أن ما فعلوه سوف يتبعهم فيه دول أوروبية أخرى مهمة على رأسها فرنسا وألمانيا كإجراء احترازى، وأن مطار القاهرة سيكون عاجزًا عن التعامل مع الأزمة؛ لكن الرد جاء عمليًا وفوريًا.

 حيث أعلن متحدث باسم شركة «إير فرانس» الفرنسية عن استمرار رحلات الشركة إلى القاهرة، مكذبًا ما يتردد من حديث عن مخاوف أمنية بشأن الرحلات الجوية إلى القاهرة.

كما أعلنت أيضًا شركة «لوفتهانزا» الألمانية استمرار تسيير الرحلات الجوية من مدينتى ميونيخ وفرانكفورت إلى القاهرة عقب ساعات من القرار البريطانى الذى تبين للشركة أنه لا يستند إلى معلومات وأن وراءه شبهة ما ربما أهداف سياسية تتمثل فى رغبة بريطانية لإرسال رسالة لمصر بعدم الرضا عن موقف مصر الداعم للأمن القومى الليبيى فى مواجهة الإرهاب الذى تأويه وتحميه بريطانيا فوق أراضيها طالما يوجه نيرانه بعيدًا عنها، متجاهلة أن السحر لا بد له يومًا من أن ينقلب على الساحر، وكما أكد المتحدث باسم «إير فرانس» فإن الحركة من فرانكفورت وميونيخ إلى القاهرة طبيعية، وأى كلام يخالف ذلك فهو  شائعات، وقد حرصت الشركة على التأكيد بأن الأمور طبيعية ولا يوجد ما يستدعى القلق.

الغريب أن القرار البريطانى الغريب جدًّا لم يصاحبه أى توضيح من  وزارة الخارجية البريطانية للأسباب التى أدت إليه مع أنه جاء فى توقيت مريب بعد نجاح مصر فى تنظيم كأس الأمم الإفريقية والتى كشفت عن أن الأمن المصرى فى أفضل حالاته.. فلماذا هذا التصرف البريطانى  الآن ولماذا هذا القرار؟!

من حيث التوقيت فإن القرار ليس فقط يتزامن مع نجاح أمنى شامل فى تنظيم كأس الأمم الإفريقية بل لأنه يتزامن مع انتعاشة فى قطاع السياحة بمصر جعلته يقترب من مستويات 2010 فى عدد السياح، خصوصا أن بعض التوقعات تشير إلى أن مصر تستقبل حوالى 12 مليون سائح هذا العام.. والأعداد فى ارتفاع عامًا تلو الآخر.

ليس ثمة خلاف على أن من حق الشركات البريطانية الحفاظ على أمان ركابها، ولكن أيضًا من حق الدولة المصرية الحفاظ على سمعتها من الأكاذيب والشائعات، فلماذا يتم اتخاذ هذه القرارات بصورة أحادية دون تنسيق مع الدولة المصرية وتوضيح الأسباب بشفافية، لأن السبب المعلن وما أسمته الخطوط البريطانية «أسبابًا أمنية» غير مقنع بالمرة؛ خصوصا بعد الرواج السياحى والبطولة الإفريقية.

كما أن معظم  بل كل الخطوط الجوية الأوروبية- عدا الشركة البريطانية- ما زالت تعمل فى مصر بصورة طبيعية مثل الخطوط الفرنسية والألمانية والنمساوية وغيرها.. وهذا أكبر دليل على كذب ادعاءات الخطوط البريطانية.

ورغم أنه لا توجد معلومات مؤكدة  للإجابة عن السؤال المهم: من هم وراء القرار؟ فإن أصابع الاتهام تشير للوبى الإخوان المتواجد فى بريطانيا ودوره فى هذه القرارات، خاصة أن هذه القرارات لا تظهر إلا فى فترة تشهد تحسنًا ملحوظًا على كل المستويات؛ وهو ما يعترف به العدو قبل الصديق.

وفى الختام أحيى وزارة الطيران المدنى التى تدخلت بسرعة لمنع حدوث أزمة، وقامت بزيادة السعة المقعدية لطائرات مصر للطيران المتجهة إلى لندن، كما تم تخصيص طائرة من طراز البوينج 787 الجديدة لتسيير رحلة جوية إضافية يوميًا إلى مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن لتيسير نقل الركاب خلال هذه الفترة، ولتنجح مصر فى مواجهة الأزمة المفتعلة كما نجحت طوال السنوات الماضية فى التصدى لهذه المؤامرات.