جريدة النهار المصرية

ثقافة

مسيرة محمد صلاح المحلية والأوروبية وصولا للمنافسة على الكرة الذهبية.. كتاب جديد

-

"حالة مصرية أصبحت تتجسد حبًا، البسطاء يحبونه دون تحليل للظاهرة، والمثقفون يحبونه ويسعون لتحليل الظاهرة، والفريقان بسطاء ومثقفين يعشقونه"، هكذا قال الكاتب والإعلامي حمدي رزق عن محمد صلاح في مقدمة كتاب الجديد الصادر اليوم عن دار العين للنشر بعنوان "مو صلالالالالا".

يقع الكتاب في 280 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على 13 فصلا مطعمة بعدد من الصور لأيقونة الكرة المصرية والعالمية "محمد صلاح"، بالإضافة إلى مقدمتين الأولى للدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، والثانية للناقد الرياضي حسن المستكاوي.

ويرصد الكتاب سيرة ومسيرة لواحد من أبناء مصر اليافعين، أيقونة النجاح وسفير السعادة "مو"، الذي تجاوز حبه كل الاختلافات المصرية السياسية والاجتماعية والإنسانية، محل إجماع، تجاوز وجاوز المدى، وارتقى فوق كل الإثنيات والعرقيات المجتمعية، والجهويات والاحترابات الرياضية، يجتمع عليه الأهلاوية والزملكاوية رغم ما بينهما، ما شجر بينهما مثل ما بين داحس والغبراء من أعطاف قبيلة "غطفان" في الجاهلية المعلومة تاريخيًا.

ونجد فى الكتاب محطات صلاح المحلية والأوروبية، وصولا إلى العالمية، أما محطاته الحياتية، وحبه لأهل نجريج مسقط رأسه وعطفه على أطفال بلده، وخيريته ووطنيته التى باتت عنوانا يحمله فوق رأسه فى المحافل الدولية، فالكتاب يحتفى بها أيضا.

ويقول رزق: "صلاح وحده الآن من يجمع المصريين أمام الشاشات فى كل التوقيتات، المصريون يضبطون مواعيدهم على مباريات صلاح، ويطالعون على مدار الساعة أخبار صلاح، ويحبون من يحب صلاح، يحبون الألمانى "يوجن كلوب"، المدير الفنى لليفر، فقط لأنه يعنى بولدهم، ويرعى موهبته إنسانيًا ورياضيًا، يحتضن ابنهم محمد صلاح بحب حقيقى، وينقمون على من يسقط صلاح أرضًا أو يعرقله، لعنة صلاح تطارد "سيرخو راموس"، المدافع الإسباني الشهير في دفاعات ريال مدريد، لأنه أصاب صلاح إصابة فادحة فى نهائى أبطال أوربا كلفته أسابيع من الألم، المصريون كرهوا راموس.. وإلى الآن".

ويضيف المؤلف: "سر صلاح هو ما دفعني للبحث عن مكنون هذا الموهوب، بحثًا مضنيًا مخلصًا من محب عن كنه من أحب، ورغم تحفظ صلاح، ورغبته في البقاء بعيدا عن مناطق التماس الصحفية، التي قد تكلفه ما لا يطيق من تداعيات فإني جمعت عنه ما تيسر، واجتهدت فأخطأت وأصبت، وأرجو أن يصيب هذا الحب قلوبًا محبة فيزيدها حبًا لصلاح، أما الكارهون فهذا الكتاب أبدًا ليس لهم وغير موصوف لأمثالهم، هذه سطور منقوعة في ماء المحبة من قلب محب لمن أحب".

ويوضح رزق في مقدمة الكتاب: "كنا جلوسًا على المقهى منكمشين فى ثياب ثقيلة إتقاء زمهرير الشتاء، نتابع بشغف مباراة ليفربول وبورتسموث، إذا فجأة قفز فى وجوهنا شاب من شغيلة مطاعم "التيك أواى" القريبة من المقهى، مشغوفًا، على عجل، قفز الرصيف كالأرنب البرى، وتسمر أمام الشاشة الصغيرة، حدق فيها يكاد يخترقها، اطمأن على فوز ليفربول، ثم استدار فى مواجهتنا متسائلا بلهفة: صلاح جاب أجوان، فى نفس واحد، ااااه الجول الثالث، فأتى عجبا، تمتم ناظرًا إلى السماء، الحمد لله، وقبل يده اليمنى وش وضهر وانصرف تاركًا دهشة لا تزال تؤرقنى، وإن كنت لاحظت أنها لم تؤرق غالبية الجلوس على المقهى".

وتابع: "هكذا صلاح صار ظاهرة مجتمعية فريدة تسترعى الانتباه، تجاوز شعبية كرة القدم إلى محبة مجتمعية، يحبونه بشغف، يحصد دعاء وحب الملايين فى الريف والحضر وخارج الحدود، صلاح يحوز مالم يحزه كل أساطير الكرة والفن والأدب والثقافة، بل والسياسة، أصبح حالة مصرية تتجسد حبًا، البسطاء يحبونه دون تحليل للظاهرة، والمثقفون يحبونه ويسعون لتحليل الظاهرة.. والفريقان بسطاء ومثقفين يعشقون صلاح، وعلى طريقة، أحِبُكَ حُبَيْنِ، حُبَ الكرة، وحُبْــًا لأنَكَ أهْـل ٌلِذَاك، جمع صلاح بين الحبين، حب البسطاء والمثقفين معًا"