جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : لماذا كمال الجنزورى ؟

-
أراهن سياسيا علي أن كمال الجنزوري سوف يبحر بالسفينة المصرية من الغرق رغم اشتداد ثورات الرفض والغضب والتمرد من شباب الثورة الذي لايعرف الجنزوري.هذه الشخصية الانتحارية التي قبلت المهمة الانتحارية والغوص السياسي ضد التيار لسبب بسيط وهو أن كمال الجنزوري يمتلك مقومات وسمات رجل الدولة في اتخاذ القرارات ولأنه رجل نظيف لم يلوث سياسيا وماديا وعائليا فهذا الموروث الوطني الحقيقي والجينات العاشقة لتراب هذا الوطن ستجعله ينجح في العبور بمصر من أزماتها الشائكة المتعددة وسيعيد ويستعيد الأمن المصري المفقود لرجل الشارع خلال أسابيع بإذن الله لأنه سيكشف المستور والحقائق ويتخذ القرار.ورهاني علي شخص كمال الجنزوري يرجع لعدة حقائق شاهدتها وعايشتها بنفسي في مجلس الشعب وليس عن طريق ثقافة السمع والشائعات التي تقتل وتنتهك شخصيات لها مواقف حقيقية في زمن لايقدر فيه أحد أن يقول لا.المشهد الأول في مجلس الشعب عندما حجم الجنزوري كمال الشاذلي الذي كان يدير البرلمان لحسابه السياسي وحجمه عندما قال للشاذلي: انت لاتتحمل مسئوليتك كوزير لمجلسي الشعب والشوري.. وشغل المؤامرات للنواب تحت القبة أرفضه وكان كمال الجنزوري ينوي خلال أيام استبعاد الشاذلي ولكن القدر كان في صالح الشاذلي وتم إقالة الجنزوري وخرج رجال الشاذلي يهتفون بخروج الجنزوري وذهبوا إلي بلدته جروان التي تبعد عن الباجور 1 كم وقالوا ألفاظا وعبارات يستحي قلمي أن يكتبها. ويسأل في ذلك المستشار المحترم عدلي حسين.الواقعة الثانية عندما استدعي الجنزوري الدكتور رمزي الشاعر رئيس جامعة الزقازيق في ذلك الوقت من علي سلم الطائرة المتجهة إلي لندن وعاد من المطار وكرمه النظام السابق بأن أصبح أحد أعمدة التفصيل التشريعي لأحمد عز وأخيرا عندما كان الجنزوري رئيسا لبعثة الحج الرسمية وهو نائب لرئيس الوزراء ووزيرا للتخطيط وكنت أنا الصحفي الموجود في هذه البعثة الرسمية، وأشهد أن هذا الرجل كان متواضعا زاهدا في الحياة ولايمتلك إلا شقته وليس قصوراً وأراضي في كل شبر في مصر. وأشهد عندما اكتشفت قيام رئيس بعثة وزارة الصحة ببيع الدواء المصري الخاص بحجيج الرحمن في السوق السوداء بالسعودية عام 1993وحقق ملايين الجنيهات، قام الجنزوري باستدعائه فورا وترحيله إلي مصر والتحقيق معه وتحويله للنيابة العامة.هذه بعض ملامح ومؤشرات كمال الجنزوري فهو كان رئيسا للوزراء وليس بحاجة إلي المنصب لأنه إنسان وطني شريف قبل هذه المهمة الانتحارية لأن الشرفاء في هذا الوطن غرباء.. وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون؟ وهنا اتذكر المأثور الشعبي الصاحب الناقص بناقص وعجبي.