جريدة النهار المصرية

مقالات

مرصد الإفتاء و عودة داعش

شعبان خليفة
-

 

بقلم : شعبان خليفة

فيما يبدو أن الحديث عن نهاية داعش رغم هزيمتها فى سوريا و العراق و مصر لا يزال غاية بعيدة التحقق فالتنظيم الإرهابى المنتشر فى عدة دول بدأ يسعى لمحاولة العودة للساحة مجدداً بحسبما رصد  مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، و الذى أكد فى احدث تقرير له  أنه رصد فى مؤشر الإرهاب الأسبوعى -الذى يهتم بتتبع العمليات الإرهابية ورصدها وإجراء تحليل لها، واستشراف مستقبل المناطق التى تشهد عمليات إرهابية- وقوع  عدد (26) عملية إرهابية تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضى استهدفت (7) دول فى مناطق مختلفة أوقعت (159) ما بين قتيلٍ وجريحٍ، وقد رصد المؤشر تنامى نشاط (6) جماعات إرهابية خلال الأسبوع.

خريطة

وأشار المرصد، إلى أن خريطة العمليات الإرهابية خلال الأسبوع الماضى تؤكد على استراتيجية تنظيم داعش التى تكشف سعى التنظيم لإعادة احياء نشاطه فى مناطق الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط عبر الكر والفر خاصة فى محافظات العراق (الأنبار، كركوك، الموصل، الفلوجة، صلاح الدين)، حيث تأتى العراق على مؤشر الدول التى شهدت عمليات إرهابية بواقع (9) عمليات نفذها تنظيم داعش الإرهابى.

وأكد المرصد، أن أفغانستان تزامنا مع الاستعداد للعملية الانتخابية المقرر عقدها فى 20 أكتوبر الجارى تشهد حالة دموية مرعبة تستهدف المرشحين ومقراتهم الانتخابية وقوات الأمن الأفغانية، يأتى ذلك فى ظل ما أصدرته حركة طالبان من بيان تحرم فيه الانتخابات البرلمانية وتدعوا فيه الناخبين والمرشحين إلى مقاطعة الانتخابات داعية أنصارها إلى التصدى لما اعتبرته " المشروع الأمريكى” فى بلاد الأفغان.

وتابع المرصد القول بالرغم من أن أجواء الانتخابات الأفغانية جعلت من أفغانستان تحتل المركز الثانى على مؤشر الدول الأكثر تعرضا للعمليات الإرهابية بواقع (6) عمليات نفذتها حركة طالبان، إلا أن الحركة أعلنت وبشكل صريح أنه تم عقد اجتماع بين المكتب السياسى للحركة و الأمريكى المفاوض الذى يرأسه المبعوث الأمريكى الخاص لأفغانستان "زلماى خليل زاد" فى 12 أكتوبر وذلك بحثا عن حل سلمى للقضية الأفغانية.

نشاط داعشى

وأوضح مرصد الغفتاء المصرى  أن سوريا مازالت تمثل الهدف الرئيسى لداعش لممارسة نشاطه الإرهابى، ولذلك شهد الأسبوع الماضى مواجهات بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية فى أكثر من موضع، كما سعى التنظيم للاشتباك مع قوات النظام السورى فى عدد من المدن والقرى فى حلب ودير الزور والسويداء، وهو ما جعل سوريا تحتل المركز الثالث على مؤشر الجماعات بواقع (4) عمليات إرهابية.

فى سياق متصل، أكد المرصد أن باكستان حلت بالمركز الرابع على مؤشر الدول التى شهدت عمليات إرهابية بواقع عمليتين منفصلتين نفذهما حزب الأحرار وطالبان باكستان، فيما أوضح المرصد باستمرارية الحضور للدول الأفريقية المتضررة من العمليات الإرهابية حيث شهدت كلا من (الصومال، تشاد، كينيا) عملية إرهابية نفذتها حركة شباب المجاهدين فى الصومال وكينيا، بينما نفذ بوكو حرام عمليته فى بحيرة تشاد.

ورصد المؤشر ادعاء تنظيم داعش تنفيذه هجوما ضد الجيش النيجيرى فى بحيرة تشاد قال فيه أنه قتل وخطف أكثر من 30 من القوات الأمن النيجيرى حسب صحيفة النبأ التابعة للتنظيم، وهو ما لم يعلن عنه من قبل السلطات النيجيرية أو تشير له أى من وكالات الأنباء العالمية ليدل ذلك على تضليل الآلة الإعلامى للتنظيم ومحاولته خلق تواجد أوسع له فى أفريقيا.

تضيق الخناق

وأشار إلى أن سياسات تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية فى الداخل والخارج وتحت الضربات الموجعة لتلك التنظيمات دفعتها إلى الانحسار فى مناطق الصراعات الأهلية والطائفية مستغلة بذلك حالة من سيولة تدفق وتهريب الأسلحة، وأشار المرصد بأن تلك الأجواء دفعت إلى تنويع أنماط تنفيذ العمليات سواء باستخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة أو زرع القنابل على جوانب الطرق وتزايد عمليات الخطف خاصة فى سوريا والعراق.

و أكد المرصد فى تقريره على ضرورة العمل الدولى الجماعى لتجفيف منابع الإرهاب فكريا وتنظيميا، ودعا إلى ضرورة وضع استراتيجية مكافحة شاملة لمواجهة نشاط التنظيمات الإرهابية و التصى لاستغلاله الوسائل الإعلامية التى تعد الآن وسيلتها الأسرع والأقل كلفة فى تجنيد الشباب خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعى .