جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تحذيرات دولية من هجوم مرتقب للجيش السورى على إدلب

-

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أمس الجمعة، من أن أكثر من مليون طفل سوري يواجهون خطرا في حال بدء هجوم للجيش السوري على محافظة إدلب "شمال غربي البلاد" الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.

وقال مانويل فونتين، مدير برامج الطوارئ في "يونيسف" لوكالة "رويترز" في جنيف إن "المنظمة وضعت خططا تشمل تزويد ما بين 450 ألفا و700 ألف، قد يفرون من القتال، بالمياه النظيفة والإمدادات الغذائية".

وأوضح أن "عدد الأطفال أكثر من مليون طفل"، مشيرا إلى أن "المدنيين سيفرون نحو حلب أو حماة أو حمص وليس نحو تركيا إذا ما وقع هجوم"، متابعا: "نتوقع سيناريوهات محتملة لنزوح ما بين 450 ألفا و700 ألف شخص".

ويعيش نحو 2.9 مليون نسمة في منطقة إدلب، نصفهم نازحون بالفعل من مناطق أخرى في سوريا.

وكان مصدر مقرب من الحكومة السورية قد صرح لوكالة "رويترز"، في وقت سابق، بأن الرئيس السوري بشار الأسد يستعد لشن هجوم على مراحل لاستعادة السيطرة على إدلب.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن الحكومة السورية لها كامل الحق في تعقب الإرهابيين، وإخراجهم من إدلب"، مضيفا أن "المحادثات مستمرة لإقامة ممرات إنسانية في إدلب".

فيما اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، نظيره الروسي بـ"الدفاع عن الهجوم السوري والروسي (المرتقب) على إدلب"، مضيفا أن "واشنطن تعتبر أن هذا الأمر تصعيد في نزاع هو أصلا خطير".

إلى ذلك، قالت مفوضة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية النمسا، كارين كانسل، إن عملًا عسكريًا في محافظة إدلب من شأنه أن يؤدي إلى "كارثة إنسانية".

بدوره، حذر رئيس اتحاد منظمات أطباء بلا حدود، زياد العيسى، في تصريحات لإذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية، من أنه "حال حدوث هجوم على إدلب، سيكون أسوأ كارثة إنسانية خلال السنوات الخمس الأخيرة"، مشيرا إلى أن أكثر من ثلاثة مليون سوري محاصرون منذ أشهر بلا غذاء أو دواء".

من جهتها، لفتت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إلى أن من أبرز تحديات تنفيذ الجيش السوري هجمات على إدلب، أن "مسلحى المعارضة هذه المرة محنكين للغاية، فبينهم، ما يقرب من 10 آلاف مقاتل من تنظيمات إرهابية مختلفة، وفقا للتقدير المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا".

وتسيطر هيئة تحرير الشام "النصرة سابقا" على 60% من محافظة إدلب المحاذية لتركيا والتي تضمّ كذلك العديد من الفصائل المعارضة، وكانت تركيا قد أعلنت رسميا، الجمعة، "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية.

وتعليقا على تلك الخطوة، رأت صحيفة "شالنج" الفرنسية، أن "هناك اتفاقا محتملا بين تركيا وروسيا حول إدلب، مرجحة تخلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن المعارضة السورية في إطار صفقة مع روسيا، تهدف في الأساس إلى التقارب مع موسكو، على خلفية الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا، في ظل أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة".