جريدة النهار المصرية

حوادث

آخرها في الرحاب.. لماذا يعيد المتهمون تمثيل جرائمهم بعد ارتكابها؟

-

 

أدى المتهم بقتل خطيب ابنته في القضية المعروفة إعلاميا باسم "قتل طالب الرحاب"، مشهدا تمثيليا لجريمته أمام أعضاء النيابة العامة وفريق البحث الجنائي، في مسرح الجريمة في الفيلا التي يمتلكها، واستدرج الطالب إليها عن طريق ابنته وقتله ودفنه بمساعدة مجموعة من الأشخاص.

وتكررت عملية تمثيل المتهم للجريمة في جميع القضايا الكبرى التي شغلت الرأي العام الفترة الأخيرة، مثل قضية طفلي ميت سلسيل في القضية، ومقتل أطفال المريوطية، وغيرها من الجرائم الكبرى.

الهدف الأساسي من تمثيل المتهم لجريمته إثبات أنه قام بالجريمة بالفعل، حسب الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، موضحا أنه ربما يكون المتهم اعترف بالقيام بالجريمة رغم براءته منها تحت ضغوط وأسباب غير معلومة.

وأضاف قناوي أن تمثيل المتهم للجريمة لا بد أن يتطابق تماما مع ما جاء في التحقيقات من أدلة واعترافات، وأن تثبت عملية التمثيل دراية المتهم الكاملة بمسرح العمليات، ومعرفته به، وأن يتوافق التمثيل مع التخيل الذي رسمته جهات التحقيق للجريمة، ثم تحدد النيابة بناء على ذلك إذا ما كان اعتراف المتهم صحيحا من عدمه.

ليس من المفترض نشر فيديو عملية تمثيل الجريمة قبل انتهاء التحقيقات، وفقا لتأكيد أستاذ كشف الجريمة، معللا ذلك باحتمالية براءة المتهم من الأساس، أو ظهور أدلة أخرى بعد عملية التمثيل، أو احتمالية وجود شركاء آخرين له لم يفصح عنه، مؤكدا أن نشر عملية تمثيل الجريمة يضر بالتحقيقات.

تمثيل المتهم لجريمته إجراء معتاد من إجراءات التحقيق في الجرائم الكبرى، طبقا للدكتور محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائي وعميد كلية الحقوق الأسبق، موضحا أنه ليس منصوصا عليه في القانون وغير ملزم لجهات التحقيق.

وأكد كبيش" أن السبب الرئيسي في تمثيل المتهم للجريمة، توثيق النيابة لاعتراف المتهم تحسبا لتراجعه عنه بعد ذلك، والتأكد بذلك من صحة الاعتراف، لأنه ربما يكون غير مطابق للحقيقة واعترف تحت ضغوط معينة.