جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: يوم فى غزة

-
الأحداث سريعة ومتلاحقة والأفكار شاردة في كل الاتجاهات والبوصلة السياسية تتجه إلي اسطنبول في منتدي الجوار العربي -التركي ويزداد مؤشرها وهي تحلق في سماء غزة حيث العبور النفسي والإنساني والسياسي من بوابة رفح المصرية إلي بوابة رفح الفلسطينية في يوم ومشهد لن يمحي من ذاكرة أهالي غزة عند وصول عمرو موسي الأمين الأمين -حسب تعبير أهالي غزة- إلي أرض غزة والوفد الصحفي والإعلامي المصري والعربي وكأن حدثا تاريخيا يعيشه أهالي غزة وكان هذا واضحا من خلال خروج أهالي غزة إلي الشوارع والميادين لاستقبال عمرو موسي كأنه طوق النجاة الذي جاء من السماء ليخلصهم من مرارة الحصار والأفكار الموجودة بداخلهم نتيجة الانشقاق الفلسطيني بين فتح وحماس الذي يدفع فاتورته اليومية الشعب الفلسطيني فمشاهد وآثار الإبادة والمحرقة الإسرائيلية علي الأرض وجميع المواقع التي رأيناها بداية بعائلة السموني التي فقدت أكثر من 50 شهيدا إبان الغزو الإسرائيلي ومازالت صامدة رافعة رأسها إلي السماء مرورا بعائلة عبدربه التي دمرت الحرب منازلها ومزارعها في مشهد درامي يحتاج إلي سيناريوهات ليتم توصيف هذا اللقاء مرورا بمستشفي الشفاء الذي عبر فيه المرضي والأطباء وأبناء غزة عن عدم توافر شئ للمريض ووسط بكاء المرضي واستغاثة المظلومين جلس عمرو موسي معهم فترات طويلة وذهبت لأشاهد المجلس التشريعي الذي دمرته الآلة العسكرية الصهيونية ليجتمع النواب في خيمة لا تصلح لشئ وكان لقاء موسي مع إسماعيل هنية في منزله وليس مجلس الوزراء في دلالة ورؤية ورسالة سياسية أنه سيلتقي بجميع الفصائل الفلسطينية لأنه جاء إلي قطاع غزة في المقام الأول لإعطاء بصيص من الأمل للشعب الفلسطيني وأبناء غزة أننا مصممون هذه المرة علي كسر الحصار وإعادة الإعمار بالأموال العربية مع ضرورة توافر الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني بضرورة التأثير لإنهاء الخلاف الفلسطيني افرضوها عليهم فالمصالحة هي الطريق الوحيد والأوحد للخروج من هذا المأزق السياسي لأن الرأي العام العالمي والعربي مهيأ تماما لاتخاذ موقف لكسر الحصار.العالم لايناقش التفاصيل فالشيطان دائما يكمن في التفاصيل الصغيرة ولكن يجب أولا وأخيرا أن نتوحد فيما بيننا وهذا هو المغزي من الزيارة وهو الرسائل السياسية إلي كل الدنيا والهدف الآخر هو إنساني- فيهتز المجمع الإنساني مما تفعله إسرائيل وتقوم بكسر الحصار وهذا ما حدث في قافلة الحرية وستتبعه قوافل كثيرة من كل بلدان العالم.. غزة تباد وشعب يستباح فكيف الخلاص.كل هذه المشاهد مرت ونحن ننتقل من مكان إلي مكان ومن محافظة إلي محافظة داخل قطاع غزة وكان بحر غزة صامتا حزينا علي ما وصل إليه أهل فلسطين والعرب فهو جاء للحياة وليس للموت والأقصي يصرخ ويبكي منا وعلينا وكأنها الفرصة الأخيرة في استرجاع أنفسنا وصلة الرحم والمودة بين الأشقاء لنعترف بأخطائنا أمام شعوبنا لتكون بداية وليست نهاية فالفرصة تجيء مرة واحدة فإما نكون أولا نكون.وعدت إلي رفح المصرية بعد يوم لاينسي في غزة هو بكل المقاييس والمعايير الإنسانية والسياسية خطوة إلي الأمام وإما سنحترق وتحترق معنا غزة والضفة والأقصي والإنسان فأفيقوا يا أهل غزة وعودوا إلي أنفسكم حتي لا نبكي جميعا علي غزة والضفة وعجبي.