جريدة النهار المصرية

مقالات

شعبان خليفة يكتب : ” الآيس” الكيلو بمليون جنيه

شعبان خليفة
-

 

احبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مطلع هذا الأسبوع  بقيادة اللواء مجدي السمري مساعد وزير الداخلية، مخططاً لإغراق مصر  بمخدر الآيس عبر تشكيل عصابى يستهدف تدمير الشباب خاصة من الأثرياء نظراً لإرتفاع سعر المخدر المضبوط الصفقة التى تزن ما يزيد عن 10 كيلو جرام  كانت قادمة من إحدى الدول الأجنبية عبر ميناء القاهرة الجوي و لم تكن هذه هى المحاولة الأولى لإدخال هذا المخدر الخطير إلى مصر فقد وقعت واقعة مشابهة العام الماضى عبر البحر أيضاً لكنها كانت قادمة من أحدى الدول الآسيوية و ليس الأوربية كواقعة السبت الماضى

فى السطور التالية نلقى الضوء على هذا العالم السرى لمخدر الآيس الخطير الذى يتسبب فى كوارث مجتمعية و يقود المدمن للانتحار :-

وقائع

لاشك فى أن استهداف شباب مصر عبر اغراقها بالمخدرات خاصة الأنواع الأكثر كارثية من الأفيون والهيروين و الكوكايين جُرمٍ  لا يتوقف و يتطلب يقظة كبيرة للتصدى له ومواجهته حيث زاد هذا النوع من الجرائم بعد عام 2011 فى محاولات من هذه العصابات الدولية لاستغلال الفوضى الأمنية التى حدثت و فى نهاية  العام الماضى  2017 زادت هذه العصابات من نشاطها معتقدة أن الإنشعال الأمنى بمحاربة الإرهاب سيجعل من السهل ممارسة هذا النوع من النشاط الإجرامى المتمثل فى اغراق مصر بالمخدرات لكن خاب ظن هولاء و نجح قطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، في إحباط مخطط لجلب شحنة كبيرة من المواد المخدرة على متن مركب قادمة من إحدى الدول الآسيوية قبل إتمام عملية الإنزال والتسليم قبالة سواحل مدينة سفاجا بالبحر الأحمر، وضبط طاقمه المكون من جنسيات مختلفة وبحوزتهم كمية من المواد المخدرة.

حيث رصدت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات نشاط إحدى العصابات التى تضم عددًا من العناصر الإجرامية، يحملون جنسيات أجنبية مختلفة خططوا لجلب شحنة كبيرة من المواد المخدرة تضم  200 كيلو جرام من مخدر الهيروين، 10 كيلو جرامات من مخدر " الآيس" – المنظم حديثاً لمنظومة الإدمان الإجرامية – و ذلك من إحدى الدول الآسيوية على متن إحدى المراكب التجارية ترفع علم دولة إفريقية.

فى ضوء ما ورد من معلومات من اعتزام عناصر التشكيل العصابى إتمام عملية الإنزال والتسليم قبالة سواحل مدينة سفاجا بالبحر الأحمر، حال تواجدها بالمياه الإقليمية، وعقب تقنين الإجراءات بالاشتراك مع الجهات المعنية وقوات حرس الحدود والقوات البحرية، تم إعداد مأمورية استهدفت المركب المُشار إليه، وضُبطه و ضبط هذه العصابة

صفقة جديدة

فى السبت الماضى سعت عصابات إجراميه لممارسة جريمة  جديدة مشابهة لكن الصفقة هذه المرة ليست قادمة من آسيا بل من أوربا و قد نجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى التصدى لها وضبطها وضبط الجناة الذين برفقتها  و تقديمهم للنيابة العامة التى قررت حبسهم على ذمة التحقيق

  وبحسب د. نبيل محي عميد كلية الصيدلة جامعة كفر الشيخ، فأن مخدر "الآيس"  بالغ الخطورة وقد جرى تخليقه من فترة قريبة  و غير معروف فى مصر إلا لمن يطلق عليهم أبناء الذوات و يتم استخدام هذا النوع من المخدرات فى تدمير قدرة الإنسان على تحديد اتجاهاته وتعرضه لما يشبه فقدان الذاكرة  و يترتب على تعاطيه تدمير خلايا المخ ومن المعروف أن خلايا المخ  التي تُفقد بسبب الإدمان لا يتم استرجاعها مرة أخرى و كشف عن أن سعر الكيلو يقدر بأكثر من  مليون جنيه".

حرب

بينما يؤكد  اللواء محمد رفعت، الخبير الأمنى على أن مخدر " الأيس" نوع من المخدرات الكيمائية التى تذاب فى الماء على حسب رغبة المتعاطى وتأخذ بأى وسيلة سواء حقن أو غيره ، و أن دخول تلك المواد إلى مصر تعتبر بمثابة حربا ضد شبابها.

و كشف أن متعاطى مخدر " الأيس" حال إدمانه يفقد صوابه وقد يقدم على الانتحار ، و لا يقصد به الإدمان فقط إنما فساد جيل بأكمله.

من المعروف ان الأيس هو الإسم الشائع للمركب الكيميائي المعروف بـ D. Methamphetamine  الذي يصنع من “الأفدرين”

والأيس يشبه كريستالات الثلج المجروش، ويسميه البعض دواء الحب، وله تأثيرات بدنية ونفسية وعصبية شبيهة بتلك التي يحدثها “الكوكايين” و تعاطيه يسبب النشوة والشعور بالسعادة  الزائفة للمدمن واليقظة والحضور وذلك في بداية تناوله، مع زيادة الإحساس بوجود طاقة داخلية زائدة في جسم الإنسان حتى يعتقد المدمن ويبدو من فرط نشاطه وعلاقاته أنه فراشة اجتماعية.

ومع إدمان الأيس أو التعود على تعاطيه وزيادة الجرعات التي يتناولها المدمن منه يزول هذا الإحساس الرائع بالقوة والنشاط والحيوية، ويصبح المدمن في حالة من العصبية والهياج وأحياناً يُصاب بالذهان العصبي والبارانويا التي تجعل المدمن أميل إلى استخدام العنف والهياج دون سبب منطقي لذلك، كما قد يحدث الكثير من المضاعفات الجانبية (مثل حدوث هبوط في القلب أو سكتة دماغية أو أمراض نفسية خطيرة قد تدفع المدمن إلى الانتحار نتيجة للتغير الحاد الذي يحدث في حالته المزاجية).

وأخطر المراحل التي يمر بها المدمن الذي يتعاطى هذه الأنواع من المنشطات هي مرحلة “التويكينج” فالمدمن في هذه المرحلة قد يظل مستيقظاً ولا ينام لمدة تصل أحياناً إلى 3 – 15 يوما وبالتالي يكون في حالة هياج عصبي خطير وتصرفات غير محسوبة وغير مبررة ولا يحتاج إلى أسباب لكي يتم استفزازه بها ويخرج عن شعوره (حيث يمكن أن تلقي عليه السلام فيسارع بضربك أو محاولة قتلك) .. والمواجهة مع هذا الشخص في هذه المرحلة تكون من أخطر الأشياء ويزيد الخطر إذا كان هذا المدمن يتعاطى الكحول أو الخمور أو أنواع أخرى من المخدرات أيضاً فتصبح حالته من أخطر ما يمكن .. و يتسبب للمجتمع و المحيطين به فى كوارث لا حصر لها .