جريدة النهار المصرية

حوادث

كواليس تحرير «طفل الشروق».. كيف راوغ العقل المدبر الشرطة لمدة 5 أيام؟

-

 

لم تكن عملية تحرير الطفل سامي هشام، والمعروف إعلاميا بـ"طفل الشروق" بالأمر السهل في ظل تمتع العقل المدبر "طارق" بقدر كبير من الذكاء، ومراوغته لأجهزة الأمن طوال 5 أيام انتهت بسقوطه وشركائه في 3 مناطق مختلفة.

 

تشابك الواقعة وخيوطها بدأ ببلاغ "مدام ريهام"، موظفة في أحد البنوك لقسم شرطة الشروق، للإبلاغ عن اختطاف نجلها سامي، وسرعان ما انتشر الخبر عبر مواقع السوشيال ميديا و"جروبات" مدينة الشروق والقاهرة الجديدة كون الحادثة وقعت بالقرب من منزل  رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، ليطلب فريق البحث من أدمن الجروبات رفع أي منشورات عن الحادث، حفاظًا على حياة الطفل، ويطالب بعدم تناول المعلومات المتوافرة لديه لعدم تنبيه الخاطفين بتحركات الأمن.

 

تمتع "طارق" بدرجة عالية من المراوغة والاحترافية، خاصة اتصالاته بجد الطفل المستشار فايز جورج لطلب الفدية، حيث كان يجري مكالمة كل يوم في الثامنة صباحًا من أماكن مختلفة "ميدان رمسيس، مدينة نصر، مصر القديمة، الجيزة، عين شمس، حلوان"، وكسر الشريحة بعد انتهاء الاتصال، ثم يذهب إلى منطقة أخرى ويستعيد الشريحة "استعادة نفس الرقم" ببطاقة شخصية مزيفة، حسب مصادر أمنية رفيعة بفريق البحث.

 


 
التعليمات التي صدرت من جهات عليا بسرعة إعادة الطفل، فضلاً عن تعليمات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وقيادات أمن القاهرة برئاسة اللواء خالد عبد العال، وجهاز الأمن الوطني، دفعت إلى توسيع عمل فريق البحث بمشاركة أمن الجيزة، ومده بإمكانيات واسعة، لجمع معلومات عن خلافات وعلاقات جد الطفل.

 

ومرت الساعات الأولى ثقيلة على الأسرة والأمن أيضا؛ لعدم توافر أي معلومات حتى يتلقى الجد -الذي يتولى مسؤولية القضايا والمرافعة في فض المنازعات في بنك خاص شهير- أول مكالمة هاتفية من رقم مجهول يطلب منه فدية مالية "100 ألف دولار"، كدفعة أولية، لتستعين أجهزة الأمن بالتكنولوجيا الحديثة ومتخصصين من قسم المساعدات الفنية لتحديد مكان تواجد المتصل، تتحرك قوات الأمن، لتكتشف أنه لاذ بالهرب قبل وصول المأمورية.

 

وحرص المتهم على تغيير مكان احتجاز الطفل خشية سقوطه في قبضة الشرطة مع تضييق الخناق عليه، وذلك لكسب مزيد من الوقت ومن ثم الحصول على مبلغ الفدية، وشمل خط سير المتهمين منذ اختطاف الطفل يوم الأربعاء الماضي واحتجازه في شقة بمنطقة صفط اللبن لمدة 24 ساعة، ثم نقله إلى شقة بمنطقة كفر طهرمس بالهرم، وبعدها بساعات إلى محطته الأخيرة فيلا مستأجرة بوادي الملوك بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي في الشيخ زايد.

 

ورغم تحلي المتهم -السابق اتهامه في قضية تبديد- بهذا القدر من الحيطة، إلا أنه سقط بسهولة عقب حصوله على مبلغ الفدية بالطريق الصحراوي، إذ توجه لتسليم حقيبة الأموال لأشقائه بالهرم، واستقل سيارته قاصدا طريق صلاح سالم، ولم يدر بأن رجال الشرطة يتتبعونه، ليتم ضبطه.