جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: رسائل مصرية بالحبر الفسفورى

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
-

منذ خرجت الجماهير فى 30 يونيو ضد حكم المرشد وقد اتخذ الشعب المصرى قراره متجاوزاً مرحلة الوصاية ومقرراً مصيره وفق مصالح وطنه، فالشعب الذى رفض وصاية من يزعمون أنهم يحتكرون الدين ويمتلكون الحقيقة المطلقة لا يمكن له أن يقبل بوصاية جديدة سواء فى الداخل أو الخارج؛ ولهذا استجاب لقيادته ولصوت العقل والحكمة وخرج للانتخابات الرئاسية رافضاً دعاة الفتنة.. دعاة المقاطعة.. من يريدون العودة به إلى عصر السلبية الذى تحررت منه مصر بثورتين يحق للشعب بعدهما المشاركة الإيجابية فى اختيار من يحكمه وهو مدرك المخاطر والأخطار التى تتهدده وتتهدد مصر التى لا يريد أعداؤها فى الداخل والخارج لها أن تستقر وتنهض فيرسلون لها عبر الحدود مسلحين من هنا وهناك لتمزيقها وهم لجهلهم وضلالهم لا يعرفون جينات الشعب المصرى ويجهلون أن جنوده خير أجناد الأرض، كما أخبر الرسول، صلى الله عليه وسلم.. ولا يدركون أن مصر هى البلد الوحيد الذى كلم الله فيه رسوله موسى، عليه السلام، تكليماً، وهو البلد الذى هربت إليه العائلة المقدسة مريم ابنة عمران وسيدنا عيسى عليه السلام من بطش الرومان فوجدوا المحبة والأمان فى بلد آمن بإذن الله ليوم القيامة.
وأنا كنائب فى مجلس النواب عن دائرة سرس الليان ومنوف قريب من الشعب المصرى ونبضه أدرك تماما أنه جاهز دائماً بالرد العملى على كل من يتآمرون على مصر، وأدرك أن هذا الشعب رغم المعاناة الاقتصادية يتفهم ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى على أرض الواقع لإنقاذ سفينة الوطن فى بحر هائج تهب عليه العواصف من كل اتجاه بالأموال والسلاح، ولنا فيما يحدث من مؤامرت ضد سوريا بهدف تقسيمها وتشريد ما تبقى من أهلها لعبرة. 
ومن خلال تواجدى بين المواطنين فى اللجان والشوارع والميادين وليس من غرفة مكيفة فى استديو أو دكان لحقوق الإنسان وحقوق الحيوان- أرى عن قرب المشاركة الإيجابية للشعب المصرى فى انتخابات الرئاسة، خاصة السيدات وكبار السن الذين يدركون أكثر من غيرهم بحكم الخبرة وبحكم عاطفة الأمومة معنى الاستقرار ومعنى الأمن والأمان.. إنها رسائل بالحبر الفسفورى من داخل اللجان للعالم كله بأن مصر على قلب رجلٍ واحد خلف قيادتها تنتخب رئيسها ومن يقود سفينتها لبر الأمان دون وصاية من أحد.
وهذا لم يدهشنى ولم أستغرب منه؛ فقد كنت على يقين بمشاركة الشعب المصرى الإيجابية خلال عملية التصويت فى انتخابات الرئاسة والتى تدل على وعى الجماهير المصرية ورغبتها فى بناء دولة قوية بمؤسسات حقيقية تعمل على تحقيق آمالها وطموحاتها؛ فهم الشركاء الفاعلون فى بناء دولتهم وتقرير مصيرهم، وقد شاهدت الحرص على تقديم صورة مشرفة معبرة عن المجتمع الحقيقى المصرى الذى لم يتلوث بالدولار ولا بالدينار مثل تجار المواقف ونشطاء السبوبة.
لقد شاهدت ومن موقع الحدث الصورة التى لا تكذب على مدار الساعات الطويلة وليس عبر لقطة كاميرا تستغرق بضع ثوان- حرص جموع المصريين وتكاتفهم وإصرارهم على ممارسة حقوقهم الدستورية فى اختيار من يمثلهم.. لقد قدم المصريون صورة مشرفة لهم ولوطنهم فى جميع أنحاء العالم وردوا عملياً على أعدائهم فى القنوات المغرضة وداخل التنظيم الدولى للإخوان.
لقد أثبت المصريون البسطاء وغير البسطاء من كل طوائف الوطن،  كما يثبتون فى كل مرة يجدون فيها أنفسهم أمام نداء من وطنهم أو قيادتهم- أنهم جاهزون وقادرون على حماية الدولة المصرية بماضيها العريق ومستقبلها المشرق من عبث العابثين وتآمر المتآمرين.
فهذا الشعب هو صاحب الحق الأصيل فى اختيار من يحكمه وفى  تقرير مصيره ومصير الوطن، وهم يدركون أن الفترة القادمة ستشهد مرحلة جديدة من العمل على تحسين المستوى المعيشى وتهيئة المناخ الاقتصادى الجاذب للاستثمارات بما يخلق فرص عمل للأجيال الحالية والقادمة.
لقد كنا أمام حالة تحد واضحة وصارخة تستهدف ضرب مصر ورئيسها وشعبها، لكن الشعب المصرى بحنكته وخبرته ووعيه وحسه السياسى تصدى لها ومارس المواطنون حقهم القانونى والدستورى فى التصويت فى الانتخابات حفاظاً على الوطن ومقدراته وبعثوا برسالة عظيمة للشهداء وللجنود فى الميدان رسالة من داخل اللجان بأن مصر محروسة للأبد بفضل الله ويقظة شعبها ووطنية قيادتها فتحيا مصر ويحيا شعبها العظيم.