جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: سكت الكلام.. والبندقية اتكلمت

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
-

سٌئل هتلر «من أحقر الناس الذين قابلتهم فى حياتك؟ «  فكانت إجابته ثاقبة وكاشفة تذكرنا بما يجرى الآن على أرض الواقع فى مصر وعالمنا العربى حاليا، فقال: «إنهم هم الذين باعوا أوطانهم وكانوا أدوات لاحتلال أراضيهم مقابل حفنة من الأموال.«
  فنحن وللأسف ورغم أننا فى وقت لابد أن نتوحد فيه وننسى كل خلافاتنا السياسية والانتخابية، حيث التوقيت الحساس، وذئاب الأرض وكلابها من هنا وهناك تستهدف مصر لنشر الخراب والفوضى نسمع بعض الأصوات التى تذكرنا بإجابة هتلر.. أصوات باعت بالمال كل شىء: الدين والوطن والكرامة متناسين أن الوطن أهم من الجميع، وأن استهداف الدولة المصرية، برا وبحرا وجوا، يستوجب أن نتسامى ونرتقى لهذه اللحظة التى يمر بها الوطن.
فقد جاءت عملية «سيناء 2018»، المجابهة الشاملة للقضاء على الإرهاب،  لتعطى رسالة خطيرة فى الداخل والخارج مفادها أن مصر عادت بقوة وأن جيشها يشن حربا حقيقية على أرض سيناء الطاهرة أرض الأنبياء، لأول مرة منذ عام 1973، من أجل حفظ الأمن القومى وإنقاذ الحاضر وحماية المستقبل.. لنرى مواقف بطولية لأبناء القوات المسلحة أعادت للأذهان بطولات الجيش المصرى العظيم وخاصة القوات البحرية فى إيلات وما أدراك ما إيلات، لأن القوات البحرية المصرية من ناحية التدريب والتسليح والاستعداد هى سادس قوة بحرية فى العالم. 
ولا ننسى أن القوات البحرية كان لها دور خطير جدا فى كل المعارك التى خاضها الجيش المصرى منذ عهد محمد على وأن دورها يزداد كل يوم أهمية لحماية حقول الغاز ومنافذنا البحرية وحدودنا من كل الاتجاهات. 
لقد أعادت «سيناء 2018» إحساس المصريين بقوتهم وعزتهم وقد توحدوا إلا شرذمة من الخونة والعملاء.. توحدوا خلف جيشهم وشرطتهم فى مواجهة الإرهاب الأسود بسيناء بل على كل بقعة بأرض الوطن، وقد تابعت مشاعر السعادة والفخر فى الشارع المصرى وهى تغمر المصريين الذين شعروا بالاصطفاف الوطنى حول جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية، لتستعيد مصر موقعها الحقيقى من خلال خير أجناد الأرض من رجال الجيش والشرطة. 
ولن تستطيع أى قوى أن توقف إرادة مصر أو أن تعوق تقدمها ومجابهتها لهذا الوباء، وهى التى قررت من خلال قيادتها السياسية الحسم فى مواجهة الإرهاب وفق خطط مدروسة ونتائج ملموسة ليتحقق الأمن الشامل على ربوع مصر وبكل حدودها على نحو يتناسب مع خطط التنمية، فالاستقرار والتنمية يسيران فى طريق واحد ومسار واحد.. وسيرى الجميع الملحمة البطولية لجيش وشرطة مصر فى معركة المصير والقضاء على الإرهاب مهما كانت تكلفة المواجهة، ولن تتوقف المجابهة الشاملة إلا بنتيجة شاملة كاملة يتم خلالها القضاء على كل بؤر الإرهاب لتبدأ مصر مرحلة جديدة من تاريخها تليق بها بعد أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية التى سعى أهل الشر بكل السبل لعرقتلها ولكنهم فشلوا لتمضى مصر فى طريقها نحو الاستقرار والتنمية الشاملة بوصفها كنانة الله فى أرضه.