جريدة النهار المصرية

مقالات

عودة لأبي سفيان وابن العاص 

علاء شبل
-


بقلم : علاء شبل 
فوجئت أثناء حوارٍ سريع مع من يُفترض أنه محسوبٌ على فئة المثقفين بترديد ما نشره منذ قرون منظر الإخوان وجاهلهم سيد قطب من اتهامات باطلة  لعدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم معاوية بن ابي سفيان كاتب وحي النبي عليه السلام وقد وقفنا سابقا مع معاوية وفندنا جميع افتراءات وجهالات قطب نعود لنتحدث عن والد معاوية وهو أبو سفيان بن حرب الذي اتهمه قطب بالنفاق وعدم الإيمان وفرحه بهزيمة المسلمين بعد إسلامه وأبو سفيان   أسلم ليلة الفتح ، وأعطاه رسول الله من غنائم حنين كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم ، فقال له  : "والله ؛ إنك لكريم فداك أبي وأمي ، والله ؛ لقد حاربتُك فلنعمَ المحاربُ كنتَ ، ولقد سالمتُك فلنعم المسالمُ أنت ، جزاك الله خيراً " ثم شاهد الطائف مع رسول الله ، وفقئت عينه في القتال ثم  ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نجران ، ورسول الله لا يولِّي منافقاً على المسلمين.
   وعن ابن عباس : أن أبا سفيان قال : يا رسول الله ! ثلاثاً أعطنيهن. قال : " نعم "  قال : تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين  قال : " نعم "  قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك قال : " نعم " وذكر  الثالثة و هي  أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة ، فقال الرسول عليه السلام  : " إن ذلك لا يحل لي "  وأما هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله عنهما ؛ فقد روي عن عبد الله ابن الزبير في طبقات  ( ابن سعد : 8/171 ) ؛ قال : لما كان يوم الفتح ؛ أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها ، وأتين رسول الله وهو بالأبطح ، فبايعنه ، فتكلمت هند ، فقالت: يا رسول الله ! الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه ، لتنفعني رحمك يا محمد ، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله  ثم كشفت عن نقابها وقالت : أنا هند بنت عتبة . فقال رسول الله : مرحباً بك " فقالت : والله ؛ ما كان على الأرض أهل خباء أحب ألي من أن يذلوا من خبائك ، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء احب إلى من يعزوا من خبائك  فقال رسول الله : وزيادة  قال بن محمد عمر الواقدي : لما أسلمت هند ؛ جعلت تضرب صنماً في بيتها بالقدوم ، حتى فلذته فلذة ، وهي تقول كنا منك في غرور  وروى البخاري هذا الخبر عن أم المؤمنين عائشة ( 5/40 ) فهل يدعي أحد ممن يُنسب للعلم   أن إسلام أبي سفيان وهند كان نفاقا وكذبا وضغينة  خاصة أن أئمتنا من أهل هذا الدين لم يطعنوا فيهم ، وارتضاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتضى إسلامهم ، وأما ما كان من شأن الجاهلية ؛ فقلّ رجل وامرأة من المسلمين لم يكن له في جاهليته مثل ما فعل أبو سفيان أو شبيه بما يروى عن هند إن صح  وأما عمرو بن العاص فقد أسلم على خير قدم مهاجرا إلى الله ورسوله ، ثم أمّره رسول الله  ثم أقرّه عليها أبو بكر رضي عنه ، ثم استعمله عمر وروى أحمد في " مسنده " ( 2/327،353،354 ) من حديث أبي هريرة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ابنا العاص مؤمنان "؛ يعني : هشاما وعمرا وروى الترمذي وأحمد في " مسنده " ( 4/155 ) عن عقبة بن عامر الجهني : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص " وروى أحمد في " مسنده " ( 1/161 ) عن طلحة بن عُبيد الله ؛قال:ألاَ أُخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ ؟أَلا إني سمعته يقول : " عمرو بن العاص من صالحي قريش ، ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله "فإذا كان جهاد عمرو ، وشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، وتولية رسول الله ، ثم أبي بكر ثم عمر ؛ لا تدل على شئ من فضل عمرو بن العاص ، ولا تدل على نفي النفاق في دين الله عنه ؛ فلا ندري بعد ما الذي ينفع عمرا في دنياه وآخرته وبعد فتلك تذكرة كان لابد منها لإظهار زيف وجهل من يتهم صحابيا بنفاق ولو كان حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله في المنافقين وسُمح له بالحديث لعلمنا وسمعنا منه عجبا عمن يرتدون مسوح النساك ويتعاملون بقلوب أبي جهل ليتك حذيفة تعود ليتك حذيفة تعود ليتك حذيفة تعود