جريدة النهار المصرية

مقالات

الإرهاب المسعور

شعبان خليفة
-

بقلم : شعبان خليفة 

منذ فترة قصيرة يواجه دواعش سيناء مأزقاً كبيراً سواء فى التمويل أو توفير ملجأ آمن لهم قبل وبعد عملياتهم  القذرة التى تستهدف الجيش والشرطة فى سيناء يأتى ذلك بعد نجاح الحصار عل قطر فى قطع خطوط الإتصال المباشر بين الدوحة  و بين هؤلاء الإرهابين و اكتمل الأمر بالمصالحة الفلسطينية وعودة مصر للتواجد بقوة فى الفناء الخلفى لها  والذى تمثله غزة والذى كان ابرز مناطق انطلاق عمليات الارهاب ضد الجيش والشرطة فى سيناء .. المازق الذى يمر به دواعش سيناء هو ما اصابهم بحالة السعار التى شهدها هذا الأسبوع سواء بمهاجمة فرع البنك الأهلى بالعريش وسرقته خزينته  أو مهاجمة كنيسة مار مرقس  فى العريش أو عملية الهجوم الكبير على أحد نقاط التمركزات الأمنية المهمة والتى تصدت لها القوات  المصرية  ببسالة واسقطت عدد كبير من الإرهابين جرى استعراض جثثهم  كما اعلن المتحدث العسكرى عن استشهاد 6 جنود مصريين وهو الأمر الذى نرصد تفاصيله فى السطور التالية و نجيب على العديد من علامات الاستفهام المتعلقة به والتى ابرزها ما هو المدى التى يمكن أن يصل إليه هذا السعار الإرهابى وكيف يمكن مواجهته خاصة وأن يتزامن مع  أجواء اقتراب الانتخابات الرئاسية بمصر  فى 2018 العام   :-

مأزق التمويل

كل المؤشرات تؤكد أن دواعش سيناء يواجهون مأزقاً كبيراً فى التمويل سواء الذى كان يصلهم من التنظيم الرئيسى  فى العراق من عائدات بيع النفط أو الذى كان يأتى لهم من قطر عن طريق غزة وهو ما يفسر عملية السطو التى تمت الأثنين الماضى على فرع البنك الأهلى بالعريش  وسرقته خزنته فهى و أن كان يمثل استعراض قوة و ارسال رسالة بالقدرة على اجتياز الكمائن الأمنية  و الضرب فى القلب إلا أنه لا يمكن استبعاد هدفه المادى  فبحسبما صرح مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، فأن مجموعات من العناصر الإرهابية المسلحة قامت، صباح الإثنين الماضى ، باستهداف التمركزات الأمنية المعينة لتأمين المنشآت الهامة بشارع 23 يوليو دائرة قسم ثان العريش في سيناء، وأطلقوا الأعيرة النارية تجاه القوات وفجروا عدداً من العبوات الناسفة.

وأوضح مسؤول مركز الإعلام الأمني، في بيانه أنه في تلك الأثناء وخلال تصدى القوات للهجوم الإرهابي قامت مجموعة من العناصر الإرهابية باستهداف فرع أحد البنوك الكائن بذات المنطقة – فرع البنك الأهلى بالعريش بحسب مصادرنا - مستخدمين العبوات الناسفة وإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات المعينة لتأمين البنك، مما أسفر عن استشهاد 3 من رجال الشرطة ووفاة أحد أفراد الأمن الإداري بالبنك ومواطنة تصادف تواجدها داخل البنك، وإصابة عدد من المواطنين المتواجدين بالمنطقة و تزامن مع هذا هجوم لم يجرى الحديث عنه تمثل فى محاولة الاعتداء على كنيسة مارمرقس بالعريش و نجحت حراسة الكنيسة فى التصدى لها و يبدو أن الهدف من هذا الهجوم هو توفير غطاء لعملية السطو على البنك وسرقة خزينته

سعار إرهابى

ما جرى وما سيجرى فى سيناء وغيرها من المناطق خلال الفترة الحالية والقادمة و بالتزامن مع بدأ الاستعدادات للانتخابات الرئاسية فى العام 2018 هو حالة سعار إرهابى سوف يسعى الارهابيون خلالها لزيادة عملياتهم وتنوعيها وهو ما يمثل فرصة ثمنية لأجهزة الأمن المصرية لاصطياد هذه العناصر وقد شاهدنا وتابعنا الأحد الماضى عملية الهجوم الفاشل الكبير فى شمال سيناء بعدد كبير من الإرهابين بحسب بعض المصادر ما بين 100 إلى 150 ارهابياً

وحسبما أعلن الجيش المصري، فأن هجوم  الأحد اسفر عن استشهاد  6 من جنودنا  ومقتل  عدد24 إرهابيا، فكما قال  العميد تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش المصري في بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: “أنه في إطار عملية حق الشهيد نجحت قوات إنفاذ القانون- مساء الأحد -  في التصدي لمحاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس أسفرت عن مقتل 24 عنصراً إرهابيًا وإصابة عنصر آخر وتدمير عربتين دفع رباعي تستخدمها العناصر الإرهابية

وأضاف العميد الرفاعي أن العملية “أسفرت عن استشهاد 6 أفراد من القوات المصرية

وقد استهدفت الجريمة الإرهابية حاجزي كرم القواديس والعجرة في محيط مدينة الشيخ زويد

حق الشهيد

فى مواجهة السعار الإرهابى يواصل الجيش والشرطة عملية حق الشهيد التى  نجحت فى كسر شوكة الإرهاب واحباط المساعى الداعشية لإقامة إمارة لهم فى سيناء ولن تتوقف العملية إلا بالقضاء الشامل والكامل على الإرهاب وعناصرة  .

وليس خافياً بحسب الخبراء الذين تحدثنا إليهم أن  التصعيد الاخير في العمليات الارهابية الواصل إلى حد السعار  يستهدف ضرب السياحة والاقتصاد وتعطيل عملية التنمية التي يجرى التخطيط لها فى سيناء والتى ستنطلق خلال أيام ، وهو يأتى في وقت  بدأ فيه الاقتصاد المصري يستعيد عافيته ويحصل على ثقة المؤسسات المالية الدولية التي اشادت بخطوات الاصلاح الاقتصادي  الاخيرة في مصر بصورة علنية ومتكررة بعد أن تحمل المواطن المصرى أعباء هذه المرحلة .

ستنجح فى محاصرة الجماعات الارهابية وشل قدراتها واقتلاع جذورها بحسب الخبراء أيضاً بكافة الوسائل بالسلاح و التنمية الشاملة في سيناء والقضاء على البطالة والجهل وتطوير التعليم والخطاب الديني ، والتصدي للشائعات التي تهدف إلى ضرب الاستقرار .