جريدة النهار المصرية

مقالات

علاقة الاخوان بالشيعة

علاء شبل
-


بقلم :علاء شبل 


لم يعد خافيا أو مستترا مايربط جماعة الاخوان المسلمين تاريخيا وفكريا بالشيعة في إيران ومختلف دول العالم فقد ارتبط المفكر الاخواني وقائد مسيرتهم الفكرية والمنظر الأشهر للفكر التكفيري سيد قطب بالمرجع الشيعي تقي الدين القمي الذي أقام زمنا طويلا في مقر الاخوان بالقاهرة ويذكر أن آية الله الخميني زار مصر أواخر الثلاثينيات والتقى وقتها بحسن البنا واتفقا على إقامة دار للتقريب بين السنة والشيعة والمقصود بالطبع كان هو تقريب السنة للشيعة وليس العكس والدليل أنه لم تقم دار مماثلة لهذا الغرض في إيران 
ولمزيد من الإيضاح فقد استقبلت إيران بعد الثورة الشيعية آلاف النسخ من كتاب سيد قطب ( في ظلال القرآن) وتأثر الخميني في فكرته عن ولاية الفقيه وفي كتابه ( الحكومة الإسلامية ) بفكرة الحاكمية عند قطب وفي عام ١٩٦٦ ترجم السيد علي خامئني قائد الجمهورية الإيرانية كتاب سيد قطب(المستقبل لهذا الدين) الى اللغة الفارسية بل وكتب خامئني بنفسه مقدمة للترجمة ووصف خلالها سيد بالمفكر المجاهد!
وقد ذكر يوسف ندا مسئول الاتصال الدولي للجماعة أن وفدا التقى مع الخميني في باريس قبل الثورة وفي عام ١٩٧٨وبعد وصوله للسلطة عام١٩٧٩كانت اوائل الطائرات التي وصلت مطار طهران تحمل وفدا يمثل قيادة التنظيم الدولي للإخوان وقد وقعت الواقعة بين السادات والاخوان برغم كل ما فعله السادات للإخوان وإنعامه عليهم وإخراجهم للنور من جديد بسبب استضافته لشاه إيران المخلوع ليقيم في مصر وعلى إثر ذلك أصدر السادات عام ١٩٧٩ ما عرف بلائحة الاتحادات الطلابية للتضييق على نشاط الطلاب الإخوان وقد قال ندا في برنامج شاهد على العصر الذي كان يذاع على قناة الحزيرة : إن الاخوان عرضوا مبايعة الخميني خليفة للمسلمين بشرط إصدار بيان يؤكد أن الخلاف على الإمامة في زمن الصحابة مسألة سياسية وليست إيمانية ولكن الخميني فاجأ الإخوان بنص في الدستور بأن المذهب الجعفري هو  المذهب الرسمي للدولة وبولاية الفقيه نائبا عن الإمام الغائب 
ليؤكد بذلك أن الخلاف كان عقائديا وليس سياسيا كما أراد الاخوان والغريب أن الاخوان أذعنوا لذلك الأمر وغضوا الطرف عن الاعتقالات وأحكام الاعدام التي صدرت بحق المئات من أهل السنة في إيران واكتفى يوسف ندا بقوله في برنامجه على الجزيرة  (إن الأمر مؤلم إلا أنه طبيعي إذ ان لكل ثورة أخطاء !!
وعند وفاة الخميني عام ١٩٨٩ أصدر المرشد العام للاخوان وقتها محمد حامد أبو النصر نعيا يقطر ألما وحزنا وأسى قال فيه :(الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الاسلام الخميني القائد الذي فجّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة ) ولا ننسى  ان الخميني قد اقتبس من البنا لقب المرشد كما أقر بذلك المستشار الدمرداش العقالي ولكنه اكتفى بلقب مرشد الثورة وترك لقب المرشد  العام ليحتفظ به البنا  منفردا باعتباره أول من تسمى به 
وفي عهد على الخامئني الذي اصبح مرشدا بعد الخميني أصبحت كتب سيد قطب تدرس في مدارس الاعداد العقائدي ( الحرس الثوري الإيراني) 
كما ان الشيعة والرافضة اعتنوا بعد ترجمة كتاب المستقبل لهذا الدين بكتاب آخر لسيد قطب وهو ( خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) ولا عجب في ذلك فإن الرافضة يتفقون مع سيد قطب في الطعن في خلافة سيدنا عثمان بن عفان وكذلك الطعن في معاوية وعمرو بن العاص وحربهم على الدولة الاموية وثناء قطب وتزكيته للفئة الفاجرة السبأية اليهودية التي قادت الخروج على عثمان وقتلته وحكمه بأنها أقرب إلى روح الإسلام وتزكيته كذلك للقرامطة الباطنية التي ماهي إلا إفرازا مقيتا نتنا للمدرسة الشيعية  
فهو  يعتز  بثورة القرامطة ويتباهى بها في أكثر  من موضع ولا يستغرب منه إذن بعد ذلك ان يتباهى بثورات الخوارج والروافض والزنج وامثالها ويعتبرها ثورات تنطلق من الروح الاسلامي ثائرة ضد الاستغلال وفوارق الطبقات وقد انكشف النقاب وأصبح الأمر جليا واضحا لا يحتاج لعميق تفكير او تمحيص عندما نقل سيد قطب طعن المسعودي  الشيعي الحاقد في أصحاب رسول الله فقال قطب محتجا بما قاله ذلك الشيعي القح ونقلا عنه بالحرف  ( اقتنى الصحابة الضياع والمال فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومئة الف دينار والف الف درهم وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهم مئة الف دينار وخلّف إبلا وخيلا كثيرا وبلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد  وفاته خمسين ألف دينار وترك ألف فرس وألف أمة وكانت نحلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم ومن ناحية السراة أكثر  من ذلك وكان في مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس وبه ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم وبلغ الربع من متروكه بعد وفاته أربعة وثمانين الفا وخلّف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ماكان يكسر بالفئوس غير ما خلف من الأموال والضياع وبنى اليزيد داره بالبصرة وأخرى بمصر والكوفة والاسكندرية ومع أن المسعودي الحاقد لم يورد دليلا واحدا على صحة رواياته الواهية والتي لم يروها غيره الا ان سيد قطب اعتمد عليها لحقده على الصحابة وأهل السنة وموافقته الشيعة في كل ما ذهبواإليه وسبه لأكابر الصحابة المشهود لهم من خير البرية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا ما سنقف عنده بإذن الله إذا كان في العمر بقية في مقالنا القادم واسلمي يا مصر