جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: محمد بن زايد..«المكُّوك» 

-

ورثت دولة الإمارات العربية المتحدة من الشيخ زايد حكمته وورث حكامها منه الصدق والوضوح ومحبة مصر، فقد كان، رحمه الله، ليس فقط محباً لمصر بل دائم التوصية بمحبتها، وإليه يرجع فضل متانة وتميز العلاقات بين دولة الإمارات ومصر العربية، وبقيت هذه العلاقات القوية التى حافظ عليها أنجاله لتسهم فى حماية البلدين من مخاطر جسيمة تتعرض لها المنطقة، حيث التشاور المستمر، خاصة فى ظل تصاعد وتيرة الإرهاب.
ويمثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الامتداد الطبيعى لنهج الشيخ زايد، وهو ما يفسر جولاته المكوكية فى المنطقة، وبخاصة إلى مصر للتشاور وتنسيق المواقف والعمل المشترك.. ولهذا لم يكن غريباً أن يأتى إلى مصر فى هذا التوقيت ويلتقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وتجرى جلسة مباحثات موسعة بين وفدى البلدين.
 ويحمّل الرئيس السيسى للشيخ محمد بن زايد تحياته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الشقيقة، مشيداً بدور الإمارات فى تعزيز العمل العربى المشترك، وأكد حرص مصر على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة.
وقد حضر الشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة حاملاً تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للرئيس، معرباً عن تقديره لمصر قيادة وشعباً، مؤكداً استمرار بلاده فى مساندة القاهرة على كافة المستويات. 
أبرز ما يميز الشيخ محمد بن زايد «المكوك» أنه لا يستريح إلا فى سبيل خلق موقف عربى موحد قادر على مواجهة المخاطر، ما يدفعه للتنقل من بلد عربى إلى آخر، حيث إنه يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية دور مصر فى المنطقة، باعتبارها ركيزة للاستقرار والسلام والأمن، ويعلن فى كافة المناسبات إشادته الصريحة بالجهود التى تبذلها مصر فى مكافحة الإرهاب.
 والكل يشهد لوقفة الإمارات العربية المتحدة مع مصر فى أشد الأزمات التى أعقبت ثورتى يناير ويونيو والسعى الدءوب للقيادة الإماراتية فى سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات. 
ليس خافياً الأزمات العاصفة التى تشهدها المنطقة وما قامت وتقوم به قطر من دور مشبوه فى توفير التمويل والملاذ الآمن للإرهاب والإرهابيين، لتدمر كل جهود مكافحة الإرهاب، وهو أمر يتطلب تضافر جهود كافة الدول العربية الشقيقة التى تسهم الجولات المكوكية للشيخ محمد بن زايد فى دعمها وتنسيقها وتوحيدها، بل لا يقتصر الأمر على البلاد العربية ليتجاوز ذلك إلى المجتمع الدولى بأكمله، حيث مكافحة الإرهاب على جميع المستويات، خاصة وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسى والإعلامى لها، فضلاً عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين، وهو ما يتطلب تنسيقاً عالمياً وعربياً حتى يؤتى ثماره ويحقق صالح الشعوب العربية.
ويقوم الشيخ محمد بن زايد بجهود كبيرة بهدف التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة، بحيث يكون الهدف هو الحفاظ على وحدة أراضى تلك الدول وسلامتها الإقليمية، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية بما يحقق لها استعادة الأمن والاستقرار.
ولا شك عندى فى أن هذه اللقاءات ستستمر، لأن مكافحة الإرهاب تقتضى لقاءات مستمرة، ومكافحة الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل وتنسيق مستمر من أجل مواجهة شاملة فكرية ومسلحة. 
وللشيخ محمد بن زايد دور هام بحكم منصبه كنائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة ودوره كولى عهد أبوظبى فى تنسيق المواقف بين الدول الأربع الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، التى قررت وضع حد لجريمة التدخل القطرى فى شئون الدول الأخرى لخلق مزيد من الاضطرابات فيها، وهو الدور الذى تدفع قطر بكل طاقتها المالية والإعلامية لتخريب البلاد العربية ونشر الفتن بها، وهو دور تستدعى فيه إيران وتركيا بما يضر بالأمن القومى العربى. من هنا كان لابد من هذه الوقفة العربية حماية للأمن القومى العربى من الأخطار التى تحيط به من كل جانب.