جريدة النهار المصرية

مقالات

صراع المشير والوزير [3]

حمدى البطران
-

بقلم : حمدى البطران 


نصل إلى المحطة الأخيرة فى  قرائتنا لاحداث الأمن المركزى 1986 ومن جانبنا نتساءل :من هو صاحب المصلحة في إبعاد احمد رشدي بالذات ؟ ومن هو المسئول الذي يتآمر علي وزير الداخلية ؟ولمصلحة من تحدث تلك المؤامرة ؟
ولكن لو راجعنا ما حدث وقتها والنزاع بين رجلين يتنازعان علي السلطة وهما مبارك وأبو غزالة , أمكن لنا تفسير ما حدث .
تكشف الأنباء التي رشحت من في ذلك الوقت . أن هناك صراعا مكتوما بين مبارك والمشير المثقف والطموح المشر عبد الحليم أبو غزالة.
ربما من إحساس المشير أبو غزالة بأنه كان الأولي من مبارك في رئاسة الجمهورية بعد مصرع السادات .
غير أن مبارك كان بدأ في اتخاذ بعض الإجراءات لمحاولة تقليل نفوذ أبو غزالة تمهيدا لإقصائه في تلك الفترة التي سبقت وقوع أحداث الأمن المركزي .
مع مطلع 1984 قام الرئيس مبارك بإجراء تغييرات واسعة في قيادات القوات المسلحة , دون إطلاع المشير أبو غزالة عليها.  .
وفي يوليو 1984 قام الرئيس بتعيين الفريق أول كمال حسن علي رئيسا للوزراء لمساندة الرئيس, وهو العسكري الوحيد الذي عينه مبارك رئيسا للوزراء, ربما لمساندة الرئيس مبارك للوقوف في وجه أبو غزالة , والحد من نفوذه داخل مجلس الوزراء.وهي الوزارة التي جاء فيها اللواء أحمد رشدي وزيرا للداخلية, وقتها كان رشدي محسوبا علي الرئيس ومن رجاله.
في نوفمبر1984 قام مبارك بشطب المشير عبد الحليم أبو غزالة من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني, وربما تنبه مبارك إلي خطورة ممارسات المشير الطموح للسياسة . وعندما أثبت الفريق أول كمال حسن فشله في إدارة البلاد اقتصاديا , أقاله الرئيس مبارك في سبتمبر1985 , وجاء بالدكتور علي لطفي , مما أدي الي عودة نفوذ المشير آبوغزالة من جديد في الهيمنة علي مجلس الوزراء ..
وفي نوفمبر 1985 وقع حادث الباخرة الأمريكية أكيلي لاورو, وقد أختطفها الفلسطينيون وقتلوا أمريكي مقعد علي ظهرها .
وقتها نشب نزاع خفي بين مبارك وأبو غزالة حول أسلوب معالجة حادث الباخرة , والتي كانت قد وصلت إلي ميناء بورسعيد , وعلي متنها الفلسطينيين والأمريكي القتيل , الذي قتله الفلسطينيون , وهو شخص قعيد يتحرك علي كرسي متحرك , وقتها طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من مصر تسليمها القتلة , وقتها كان مبارك يحاول التقرب من العرب , ليستعيد دور مصر الريادي , والذي تم اقصاءه في أعقاب زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977, ولكن وفضل أن ينقل الفلسطينيين إلي تونس , حيث مقر القيادة الفلسطينية وقتها , في محاولة منه لكسب جبهة الرفض العربية . وقتها كان الأمريكان لديهم إصرار علي محاكمة قتلة المريكي علي الباخرة المريكية , وهو حق لهم بغعتبار ان الباخرة امريكية والقتيل امريكي . 
تسربت معلومة نقل الفلسطينيين الي تونس إلي الأمريكان , عبر اجهزة تنصت , ولا نستبعد ان احد رجال الرئيس قد نقلها اليهم , وقاموا عل يالفور باعتراض الطائرة المصرية , وأنزلوها عنوة في مالطة . وقد أنكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وقتها ما نشرته صحيفة لموند الفرنسية أن المشير أبو غزالة هو من ابلغ الأمريكان بانطلاق الطائرة نحو تونس .
ويقال أن نفوذ أبو غزالة بعد يزداد في أعقاب زيارة ابوغزالة لأمريكا في نهاية 1985, وبدا مبارك يستشعر الخطورة في تحركات أبو غزالة , فبيت النية لإقصائه , وهو ما جعل أبو غزالة أيضا يتحرك في الاتجاه المضاد .