جريدة النهار المصرية

صحافة عالمية

واشنطن بوست: الصراع على أصوات الناخبين سبب تأجيج الصراع التركي الهولندي

-

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن السبب وراء الخلاف الدائر بين تركيا وهولندا هو محاولة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومرشح اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز، كسب تعاطف الشعب من أجل الفوز بالانتخابات، حيث تشهد هولندا انتخابات تشريعية، وتركيا تصوت على تعديلات دستورية جديدة تجعل من أردوغان حاكم مستبد. 

وأبرزت فى تقرير تحليلى لها حديث الخبير السياسي الهولندي كاس مودي الذي قال فيه إن كلا الطرفين يحاول استغلال الأمر في الفوز بالانتخابات، وكسب تعاطف الشعب معهم. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بدأ عندما قررت هولندا منع اثنين من الوزراء الأتراك من لقاء مواطنيهم المتواجدين على أراضيها، حيث يحاول أردوغان الحصول على أصوات الأتراك المتواجدين في شمال أوروبا، وكان يحاول عقد فعاليات في مختلف المدن الأوروبية، الأمر الذي رفضته هولندا، وخاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية هناك. 

وقامت السلطات الهولندية بمنع وزيرة الاسرة التركية من دخول مبنى السفارة التركية هناك، واوقفت الشرطة سيارتها، وقامت الشرطة بحراستها حتى عادت إلى بلادها على متن طائرة خاصة. 

ووصف مرشح الانتخابات البرلمانية الهولندي فيلدرز، المعروف بعدائه للاسلام، المتظاهرين بأنهم ضد هولندا، وقال أرى أن هؤلاء أتراك وليس هولنديين، يملكون جواز السفر الهولندي، الا أنهم أتراك، انتمائهم ليس هنا". 

ومن جانبه قام المسئولون الأتراك بوصف رد فعل السلطات الهولندية ب"الفاشية"، واتهمت رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أنه يحاول الا يصطدم بمرشح اليمين المتطرف فيلدرز في الانتخابات التشريعية على حساب تركيا. 

وتشهد العلاقات بين تركيا ودول أوروبا صراع كبير منذ عامين، وذلك بسبب قضية اللاجئين السوريين، ودعم أوروبا للاكراد التي تصنفهم تركيا كمنظمة إرهابية، واستخدم أردوغان هذا الامر خلال خطابه على أن أوروبا تغذي الفكر المتطرف. 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب القاءه في اسطنبول إن "القناع سقط من على وجه أوروبا، وأننا نرى بشكل واضح تأثير الاسلاموفوبيا عليهم، مضيفًا أنني اعتقدت أن النازية رحلت، الا أنني اكشتفت أن النازية مازالت حية في الغرب". 

وتوعد المسئولون الاتراك بالرد المناسب على أفعال هولندا، وقامت بمنع عودة السفير الهولندي إلى أنقرة، وقامت وزارة الخارجية التركية بنشر بيان قالت فيه إن هولندا ستتحمل عواقب ما قامت به على المجال الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، وكافة المجالات بين البلدين. 

وقام عدد من مؤيدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتظاهرة قاموا على إثرها باستخدام البرتقال في إشارة إلى هولندا. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن السلطات التركية قد نددت بالقمع التي تقوم به تركيا، الا أن الحركات المنادية بالديمقراطية في تركيا تجد أن التعديلات الدستورية الأخيرة تدعم الحكم الاستبدادي القمعي في يد أردوغان، جاء ذلك عقب قيام السلطات التركية بشن حملة من الاعتقالات والاقالات داخل المجتمع التركي على إثر محاولة الانقلاب التي تعرضت لها في شهر يوليو من العام الماضي، مضيفة إلى أن أردوغان لم يضمن أن تحصل التعديلات الدستورية الجديدة على موافقة الشارع التركي فيحاول أن يقوم بمثل هذه الافعال في محاولة لكسب ود الاصوات، وللمفارقة أن فيلدرز يستخدم هذه الوقائع لكسب ود الاصوات الهولندية للحصول على أغلبية في الانتخابات البرلمانية الهولندية. 

واختتمت الصحيفة تحليلها بمقال نُشر في صحيفة "صباح" التركية المؤيدة لاردوغان الذي قال إن عندما يكره المجتمع المسلمين مع حججه المعادية للاجانب، فإن الأمر يصل في النهاية إلى أن يكره المجتمع كافة الاجناس من البشر، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار الاتحاد الاوروبي الذي استغرق عقود في بنائه وتأسيسه".