جريدة النهار المصرية

مقالات

مشكلتى مع فيروز

شعبان خليفة
-

 

عندما تعرفت على المطربة العربية اللبنانية  الكبيرة  فيروز" فى نهاية الثمانينيات تقريباً " المرحلة الثانوية "  واجهتنى مشكله معها أثرت على علاقتنا كمطربة ومستمع  لدرجة أننى كنت لا اكمل سماع الكثير من اغانيها ..أذكر على سبيل المثال البارز لذلك ،أغنيتها "وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان " فقد كنت اعرف الفل والياسمين والرياحين أم زهر البيلسان لم اعرفه ولم افهم مقصدها ولم أكمل الأغنية ..

لاحقاً عرفت أن للأغنية قصة مثيرة فعدت أسمعها محبة فى القصة دون أن اعرف ماهى "زهرة البيلسان" المهم أنها زهرة والسلام

ملخص قصة الأغنية "وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان" كما جاءت على لسان كاتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر، هى أن طلال اعتاد أن يتناول فنجان قهوته الصباحي و المسائي على شرفة منزله المطلّة على غابة تقع على مقربة من منزله

مرّت فترة من الزمن عندما كان طلال حيدر يشرب قهوته الصباحيّة، و هو يلاحظ دخول ثلاثة شبان إلى الغابة في الصباح، وخروجهم منها مساءً، و كلّما دخلوا و خرجوا سلّموا على طلال.. حتى صار هذا من طقوسه اليومية .

وكان هو يتساءل: ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح إلى المساء؟إلى أن أتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة، وفي المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرَ الشبان يخرجون، فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلى أن وصله خبر يقول: إنّ ثلاثة شبّان عرب قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الصهيوني، و عندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم في الصباح و المساء

وعُرفت تلك العملية بعملية الخالصة، التي نُفذت في مستوطنة كريات شمونة، شمال فلسطين المحتلة، في صباح 11 أبريل 1974، وكان أبطالها من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وهم الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي)، والذي استشهدوا في تاريخ العملية

لاحقاً أيضاً تعرفت على زهرة البيلسان  وهى ما نسمية شجرة " التوت" وهى زهرة تمتاز بميزات متفردة تليق بصنيع الشبان الذين شبهوا بها فارتفاعها 

يبلغ ما بين مترين إلى خمسة أمتار. وساقهاٌ عموديّة منتصبة، وتظهر أوراقها بالشكل المُسنّن ، وتنتهي برأس مدبّب، وهي من النباتات المُعمّرة، وجميلة المنظر، وتُعرف بأنّها كخزانة الأدوية الطبيعيّة؛ و أزهار البيلسان أزهارٌ جميلة صفراءُ اللون أو بيضاء أو ورديّة، ورائحتها كاللوز المُر، أمّا ثمارها فهي كرويّة الشكل صغيرة، وينتج منها التوت الأزرق غامق اللون. وتتمتّع البيلسان برائحة عطريّة قوية، وتعدّ أحياناً مخدّرة، ويتمّ حصاد البيلسان في آواخر فصل الربيع، وقد استخدمت البيلسان كطعام منذ الآف السنين وكدواءٍ طبي أيضاً؛ فزهورها وتوتها يستخدمان في العلاج والحماية من نزلات البرد والإنفلونزا، وفي معالجة التهابات الجيوب الأنفية أيضاً. والتوت صالحٌ للأكل، ويحتوي على فيتامين ج، ولونه غامقٌ بسبب احتوائه على نسب عالية من الأنثوسيانين والبيوفلافونويد؛ وهذا الّذي يستخدم في علاج أعراض الإنفلولونزا، وتساهم هذه الزهرة في تقوية جهاز المناعة، ويصنع منها دواءٌ للشراب، كما ويؤخد هذا الدواء للوقاية من نزلات برد الشتاء. ولطرد البغلم فهي بذلك مشابهة للزعتر. كما ويمكن استخدام خلاصة الزهور في الغرغرة لعلاج قرحة الفم، ولعلاج التهاب اللوزتين، وتستخدم أوراق البيلسان موضعياً لمعالجة الكدمات والالتواءات والجروح والحروق وأورام الأصابع.،كما وتستخدم أوراقها كغسولٍ للفم. فوائد زهرة البيلسان زيادة التعرّق في الجسم، وتعدّ مدرّة للبول، ومضادة للالتهابات. تستخدم البيلسان في حالات الروماتيزم والاستسقاء؛ حيث نستعمل عصارة الأوراق وعصارة الأزهار بعد الغلي. تعالج البيلسان القروح الجلديّة والتهابات البشرة. تستخدم البيلسان كمطهّر للجروح ودهان لتدليك الأماكن الملتهبة . نستخرج زيت البيلسان من البذور لتدليك المفاصل المتألّمة والتخفيف من آلام التهابات المفاصل. تساعد خلاصة البيلسان في حماية الجسم من الكوليسترول الضار. قال ابن سينا عنها : "البيلسان شجرة مصريّة لجلو الغشاوة دهاناً"، أمّا عودها وحبّها فهما ينفعان في عدّة حالات، منها: الربو، وضيق التنفّس، ووجع الرئة، والهضم، وتنقية المعدة، وتقوية الكبد، وإدرار البول، وعلاج آلام المفصل، ومقاومة السموم..وتلك ميزة الغناء ذات المعنى  الذى له قصة وخلفه ثقافة جديرة بأن تمنحه أذنك بل وعقلك أيضاً