جريدة النهار المصرية

مقالات

برادعى .. النموذج الصينى

الطبجى
-

 

بقلم : مصطفى الطبجى

 

ربما قرأتم عن "وانج جينجوي"... السياسي الصيني الذي كان عضوًا في الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ)، ومحاولتة التعاون سياسيـًا مع الحزب الشيوعي الصيني التي باءت بالفشل، ليتحول بعدها بشكل مفاجئ إلى معاداة الشيوعية، وفي عام 1940 بعد الغزو الياباني للصين عام 1937، وافق على دعوة وجهت له من الإمبراطورية اليابانية ليتولى منصب رئيس حكومة الوفاق معتبرًا نفسه الممثل الشرعي لكل الصينيين.

في أواخر عام 2012، وأوائل عام 2013، كنت معارضـًا لما سمي وقتها "جبهة الإنقاذ"، لم أكن أفهم ممن أو مما ينقذونا تحديدًا!!! هذا الأداء الغير ملائم لأشخاص لقبوا زورًا بالنخبة، ولا ينطبق عليهم وصف معارضة سياسية، لن ينقذ الدولة من أي مصير، بل إنه يدفعها لمصير أسوأ.

أُعتُبرَ (بضم الألف) موقفي وقتها تأييدًا لجماعة الإخوان (التي كنت أعارضها أيضـًا)، لكني لم أستطع إيجاد مبرر سياسي أو أخلاقي، يتيح لي الصمت عن أخطاء جبهة الإنقاذ لأنهم نظريـًا يوافقون توجهي أو موقفي السياسي من معارضة الإخوان، وهي التهمة التي تلاحقني إلى اليوم، لرفضي الأسلوب المتبع لبعض المعارضين هذه الأيام، والمبني على السب واللعن والتشويه والكذب والتلفيق.

في أواخر عام 2013 كنت أقول لمن حولي أني لا أرى في البرادعي إلا وجهـًا آخر لجماعة الإخوان، قوبلت الفكرة بسخرية، كما قوبلت غيرها من الأفكار التي ثبت صحتها لاحقـًا (مثل حقيقة التنظيم الدولي)، لكني وإلى اليوم لا أرى في تصريحاته أو آراءه إلا غطاء لأفعال جماعة الإخوان، لا أقصد أنه حليف لهم، بل أعني أنه بشكل أو بآخر يبدأ ما ينهوه هم، أو ينهي ما بدأوه قبله.

لقاء للبرادعي على قناة قطرية يديرها عزمي بشارة (النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي)، لقاء لا يمكن تحليله بدقة إلا بعد انتهاء حلقاته الخمس، في نفس الوقت لا يمكن تقييمه بعيدًا عن بيان جماعة الإخوان الذي صدر قبل عرض الحلقة بيوم واحد، والذي يتحدث عن الرفقاء المختلفون، ودعوات الوحدة والالتفاف والتجمع في مواجهة الخونة الذين يحكمون!!!

أيضـًا في التفسير، لا يمكن التغاضي عن تويتات البرادعي التي تتغنى بالعنف الموّلد للعنف، ودعوات التصالح، هل يدري أن 30 يونيو كانت ضد جماعة الإخوان أم يعتقد أنها كانت ضد جماعة بيت المقدس؟! أم يقر أنهما حليفان؟!

أي كان... أتعجب فقط من هؤلاء الذين لازالوا يعتقدون أن الحل في جعبة البرادعي، اللي قبلينا قالوا "اللي أخدته الكومينتانغ تاخده أم الشعور"، لذا... إن كان في العمر بقية أعدكم أن تشهد صفحات هذه الجريدة مقالاً تفصيليـًا عن تقييمي الشامل لحلقات البرادعي الخمسة بعد عرضها، أما عن التسريبات التي واكبت الحلقة في رد فعل عقيم، فإن الأخلاقيات الصحفية تمنعني من مناقشتها على هذا المنبر... ربما في مكان آخر.