جريدة النهار المصرية

مقالات

اليوم العالمي للزاني المحصن ؟

الموجى
-

بقلم : محمد شعبان الموجي

 

معظم القضايا التي يثيرها العلمانيون أو من يزعمون التصدي لتجديد الخطاب الديني باعتباره منبع الإرهاب .. هي قضايا وهمية لاوجود لها على أرض الواقع أو هي قضايا ناشئة عن الفهم الغبي أو المغرض لأحكام الشريعة .. خذ مثلا رجم الزاني المحصن والفيديوهات التي يبثها هؤلاء لمجموعة من المتطرفين وهم يقومون برجم امرأة ( وفي الغالب امرأة مش عارف ليه ) .. لو تأملنا قليلا .. لرأينا أن حكم رجم الزاني المحصن هو في الغالب للزجر أكثر منه للتطبيق .. فمعظم الذين طبق الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم حكم الرجم ذهبوا من تلقاء أنفسهم طلبا للتطهر من هذا الذنب العظيم والنبي صلى الله عليه وسلم يحاول إثناءهم عن الاعتراف والإقرار ويحاول تبرئتهم على عكس مايحدث في أجهزة المباحث والنيابة من محاولة الضغط على المتهم للاعتراف بالجريمة .. إذن فتطبيق حد رجم الزاني أو جلده هو في الغالب أمر تعبدي اختياري .. حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه هلا تركتموه يهرب فيتوب فيتوب الله عليه .. ويأمر بالستر على الزاني والزانية . أما طرق الإثبات الأخرى فهي شهادة أربعة شهود يقومون بمشاهدة كاملة لعملية الزنا وهي مسألة مستحيلة الوقوع إذا علمنا أن تراجع شاهد واحد عن شهادته يعني جلد بقية الشهود 80 جلدة وهو مايعني عدم رغبة الشرع في فضح حالات الزنا .. وتخويف الشهود من الإقدام على شهادة قد تعرضهم هم أنفسهم لحد من حدود الله ورميهم بالفسق وسقوط عدالتهم . وأيضا لو أنكر الزوج حمل زوجته أو ضبطها وهي تزني .. يتلاعنان وانتهت القضية في الدنيا دون إقامة الحد .. ويبقى فقط الحمل السفاح وهنا أيضا نجد أن الشريعة توفر طرق تفادي اقامة حد الزنا بأن يعتبر أقل الحمل 6 أشهر وأقصاه أربع سنوات ، والهدف هو تفادي إقامة الحد .. اضف إلى ذلك درأ الحدود بالشبهات .. وقد توسع الفقهاء في تلك الشبهات التي تدرأ بها الحدود إلى حد اعتبار زواج المتعة شبهة تسقط الحد .. وإن لم تنف جريمة الزنا . وهكذا نجد أن حد الزاني سواء المحصن أو غير المحصن من الصعب والعسير اثباته وأن العقاب الحقيقي هو يوم القيامة .. نسيت أن أقول شيئا مهما جدا .. أن الشريعة لم ترتب على ما دون الزنا حدا أو عقوبة تعزيرية إلا إذا ارتكب علانية ، وهذا لايعني مطلقا أن هذا حلال وإنما يمنح الله عباده العاصين الفرص الكثيرة للتكفير والتوبة .. والحساب يوم الحساب .. وبالتالي لو مارس رجل كل مقدمات الزنا فإنه لايعاقب في الدنيا .. وبالتالي فلا عذر للزاني الذي غلبته شهوته في اكمال عملية الزنا إلا إذا كان القصد هو خلط الأنساب والاستهتار بالمرأة والغريب العجيب أنك لاتسمع من هؤلاء العلمانيين كلمة زجر واحدة عن خطورة وشناعة جريمة الزنــا ومقدماته .. بل تكاد تستشعر أنهم في طريقهم إلى إقامة مهرجان للزناة أو المطالبة بتقنيين الزنا ، وتخصيص يوم عالمي للزاني المحصن بالذات . لذلك فالحديث المتكرر عن حد رجم الزاني المحصن لأجل التشهير بالشريعة الإسلامية قلة أدب وقلة ديانة لايساندها حجة عقلية أو منطقية أو إنسانية .