جريدة النهار المصرية

صحافة عالمية

«فاينانشيال تايمز»: محادثات سرية بين فصائل المعارضة وموسكو لإنهاء قتال حلب

-

كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، فى تقرير لها أمس، النقاب عن محادثات سرية تجريها قيادات من المعارضة السورية مع روسيا من أجل إنهاء القتال فى مدينة حلب وذلك تحت رعاية تركية ودون مشاركة الولايات المتحدة فيها.

وأفادت الصحيفة نقلا عن مصادر فى المعارضة السورية إن «الجانبين الروسى والتركى يجريان مباحثات دون الولايات المتحدة»، مضيفة أن واشنطن لا تشارك فى هذه المباحثات ولا تعلم حتى ماذا يجرى فى أنقرة.
وأوضحت المصادر أن المباحثات تضم ممثلين عن عدد كبير من جماعات المعارضة السورية، مما يدل على أنها تسعى للتوصل إلى اتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المباحثات بين موسكو والمعارضة السورية لم تحقق بعد تقدما ملموسا، إلا أن إجراء مثل هذه المباحثات دون مشاركة واشنطن يدل على تغيير الديناميكية الجيوسياسية وزيادة عدد اللاعبين الإقليميين الذين يريدون التوصل إلى اتفاقات مع موسكو، دون أى مشاركة لواشنطن.
ونقلت «فايننشال تايمز» عن المسئول المحلى فى حلب، على الشيخ عمر، قوله إن «ممثلين عن المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى حلب اتفقوا على تشكيل فريق للتفاوض مع موسكو سيتعين عليه بحث موضوع وقف الغارات».
وذكر عمر أن المفاوضات تجرى مع موسكو بشكل مباشر، مضيفا «نعلم جميعا فى هذه المرحلة أن بشار الأسد ليس سوى حاكم إقليمى ينفذ أوامر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين».
فى المقابل، أنكر أحد قادة المعارضة إجراء مثل تلك المفاوضات، بينما رفض آخرون التعليق، قائلين إن «القضية حساسة للغاية»، فيما ذكر دبلوماسى غربى أنه «لا يستطيع تأكيد ذلك، ولكنه يسعى وراء الحصول على معلومات بشأن المحادثات»، بحسب الصحيفة.
بدوره، اعتبر ياسر اليوسف، المتحدث باسم كتائب «نور الدين زنكى» وهى من أبرز فصائل المعارضة فى حلب أن المحادثات «استشارات وليست مفاوضات»، مشيرا إلى أنها لاتزال مستمرة لكنها لم تحرز «تقدما».
وتابع اليوسف: «هناك مشاورات مع روسيا من خلال وساطة تركية لتهدئة الأمور وإدخال البضائع الأساسية إلى المدينة».
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسئول تركى لم تسمه، قوله إن «المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار فى حلب تعثرت بعد تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان بشأن العمل من أجل إنهاء حكم الرئيس السورى بشار الأسد».
وأضاف المسئول أن «الوفد الروسى أوقف المحادثات، انتظارا لما سيسفر عنه اتصال هاتفى جرى بالفعل الأربعاء الماضى بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى».
وترى واشنطن أن لمثل هذه المفاوضات تداعيات تتجاوز سوريا، وفى هذا الصدد، ذكر إيميلى هوكاين، زميل المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية أن «التعامل الأمريكى مع هذا النزاع لم يؤد فقط إلى تراجع علاقة واشنطن بالنزاع السورى، بل بالديناميكية الإقليمية أيضا».
من جهته، قال تشارلز ليستر، الخبير بالشئون السورية فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن «روسيا تفضل أن تعقد اتفاقا مع المعارضة»، موضحا أنه «حال سقوط حلب بيد النظام السورى سوف يحتاج إلى الكثير من القوات للسيطرة على المدينة وستقل بذلك أعداد قواته، أو سيعتمد على المساعدة الإيرانية التى تفضل موسكو تجنبها».