جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

محللون يتوقعون علاقات إيجابية بين السيسي وترامب

-

توقع محللون سياسيون تحسنا نسبيا في العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، نظرا لتقارب وجهات النظر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وترامب بشأن ملف مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، فيما استبعد المراقبون أن تؤثر تلك العلاقة بالإيجاب على مستقبل الشرق الأوسط في ظل آراء ترامب العدائية تجاه الدول الشقيقة، وتحديدا السعودية.

وقال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير والمحلل السياسي، إن قوة ترامب لم تكن في خطابه العنصري أو المتطرف أو مفرداته الجارحة، حيث سوق نفسه انتخابيا بأنه البديل القادم من خارج المشهد السياسي التقليدي الذي سيطر على الحالة السياسية في الولايات المتحدة في الفترات السابقة. 

وأشار الشوبكي في تصريحات لـ"الشروق" إلى أن ترامب سيحكم بلد فيها مؤسسات قوية، سواء قضائية أو تشريعية فضلا عن قوة الإعلام والرأي العام، وتجربة أي دولة مع المؤسات القوية تهذب أي خطاب سياسي، فلن يكون هناك حاكم فرد"، متابعا: "ترامب لن يكون بالضرورة هذا خطابه بعدما أصبح رئيسا".

وتوقع الخبير السياسي أن تكون العلاقات الأمريكية المصرية أفضل بعد فوز ترامب، خاصة في ظل المواقف المعلنة لمنافسته هيلاري وموقفها من 30 يونيو، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وترامب كلاهما يمثل صفحة جديدة في تاريد بلادهما، مستدركا :"العلاقات ستكون أفضل، لكن لن يكون هناك تحالف بين البلدين، وقد تحدث تحولات في العلاقة".

ولفت الشوبكي إلى أن تجربة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش حاضرة، وتصور البعض بأنه الأفضل لمصر، لكن عهده شهد تدخلات أمريكية عديدة في المنطقة وحرب على العراق، فضلا عن علاقته السيئة مع مبارك.

من جانبه، اعتبر الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، التهنئة الهاتفية السريعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لدونالد ترامب مؤشرا على وجود ارتياح لدى السلطة المصرية من فوز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، معللا ذلك بتقارب وجهات النظر بين الرئيسين بشأن التحديات والأولويات التي تواجههما.

وأوضح السيد، في تصريحات لـ"الشروق"، أن الرئيس السيسي سبق وأن أبدى ارتياحه من لقاء ترامب على هامش المشاركة الجميعة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بسبب اشتراكهما في أولويات مكافحة الإرهاب مقابل تنحية ملف حقوق الإنسان، النقطة التى تشبثت هيلاري كيلنتون فى لقائها مع السيسي فى نفس المناسبة.

وصرح الرئيس السيسي عقب لقاء ترامب آنذاك، أن ترامب سيصبح قائدا قويا بلا شك، في الوقت الذي صرح ترامب بأن السيسي " شخصية رائعة ويشعر بوجود كيمياء معه".

وعن القلق من دخول المنطقة العربية في حروب جديدة بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، أشار السيد إلى أن الرئيس الجمهوري عادة ما يتبع سياسات خارجية انعزالية، متوقعا أن لا تتوسع أمريكا عسكريا في الشرق الأوسط لأنها لن ترسل قوات عسكرية خارج بلادها إلا في أضيق الحدود.

وتوقع الدكتور جمال عبد الجواد، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن تتأثر المنطقة العربية بفوز ترامب، نظرا لتصريحات الرئيس الأمريكي المعادية لدول الخليج، حيث طالب فى تصريحاته الانتخابية تلك الدول بدفع مقابل مادي نظير توفير الحماية والأمن لها، وهو ما يشير إلي توتر واضطراب الأوضاع في المنطقة العربية الفترة المقبلة.

ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد صراعا إيرانيا - أمريكيا بسب آراء الرئيس المنتخب من التوسع الإيراني، مشيرا إلي أنه سيسعى إلي أن يكون هناك تقارب أمريكي - روسي واستغلال ذلك في حربه ضد الإرهاب في الشرق الأوسط.