جريدة النهار المصرية

مقالات

فترة حكم الرئيس السيسي في الميزان ....2

محمد شعبان الموجى
-

بقلم : محمد شعبان الموجى

 

كان " السلطان القاهر " بلغة السلف أو " الزعامة القوية " هي المطلب الأول والأهم لشعب مصر بعد الفوضى التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة يناير وماتلاها من زعامة مهترئة فاقدة لكل أسباب القوة على يد الرئيس المعزول مرسي ، ولذلك لم يكن من بد من اختيار شخصية عسكرية تحظى بتوافق مؤسسات الدولة السيادية لاسيما المؤسسة العسكرية .. فكانت زعامة السيسي .. زعامة الاستقرار وتثبيت الدولة – وهي بالمناسبة عقدة التاريخ الإسلامي - بكلمة واحدة من السيسي تنفس الشعب الصعداء وملأ الميادين تم ذلك بالقبضة الأمنية وتعاون وتناغم كامل المؤسسات نجح في السيطرة .. ثم انتقل السيسي سريعا إلى زعامة أخرى هي " زعامة الإنجاز " .. لأنه أدرك أنه لاستقرار ولا بقاء للدولة ولا استمرار للزعامة الاستقرار إلا بإنجاز أو انجازات ضخمة يسابق بها الزمن وتحقق في النهاية الرخاء .. وقد نجح في لحظة اطلاق المشروعات العملاقة في جذب أنظار واعجاب المصريين لكن نظام الرئيس السيسي استبعد الشعب من المعادلة أو تم تغييبه سواء في المشاركة أو الرقابة المجتمعية أو حتى الرقابة المؤسساتية .. ففقد الشعب حماسه لاسيما بعد أن زادت معاناة الشعب الاقتصادية وهو يسمع عن تلك المشروعات العملاقة لكنه لايرى منها شيئا يصل إلي جيبه .. لكن .. لازعامة تثبيت الدولة ، ولا زعامة الإنجاز المتعسرة هما اللتان تحققان طموحات الشعوب المحترمة .. وإنما الزعامة الراشدة التي يدخل صاحبها التاريخ والتي ينتقل بها الوطن إلى مصاف الدول المحترمة .. هي زعامة ترسيخ مبدأ تداول حقيقي للسلطة .. هي زعامة حاكم وحكومة زاهدة متقشفة تشارك شعبها المعاناة .. هي في شفافية الذمم المالية للحاكم وكبار المسؤلين بالدولة وكل موظف عام مهما كان مركزه وهي شفافية المال العام دون استثناء لمؤسسة عسكرية أو مدنية أو قضائية ... الزعامة التي ينهض بها الوطن هي التي تقوم على حرية الرأي من الخفير قبل الوزير وهي التي تعتمد قراراتها على الشورى وهي التي تحقق المساواة بين المواطنين جميعا دون تمييز في الحقوق والواجبات وأخيرا هي زعامة سيادة القانون .. الزعيم الحقيقي أو السلطان القاهر بلغة زمان .. هو الذي يقهر كل صور الظلم والفساد ويتصدى لمراكز القوة ومافيا المتاجرة بالوطن .. و ليس الذي يقهر شعبه تحت أي مبرر كان وهذه الزعامة مازالت للأسف الشديد بعيدة المنال . وإلى لقاء